يوميات تلامس الأمنيات ..! | أحمد عبد الرحمن العرفج

  • 11/22/2015
  • 00:00
  • 5
  • 0
  • 0
news-picture

هناك حقائق في الحياة؛ أتمنى على الإنسان -حتى لا أقول يجب- أن يتمعنها، ويجعلها كالقلم في جيبه، ويقرأها مرة بعد مرة، ويكرر حفظها، لأن التكرار -كما يقولون- يُعلم الشُطار، وقديمًا قال علماؤنا الأفاضل: «في الإعادة إفادة» وهذه يوميات، تشير إلى بعض التعليمات، التي يُستحسن أنْ يجعلها الإنسان جُزءًا من عاداته اليومية: (الأحد) الأفكار والعلوم، والمعلومات والخواطر؛ أشياء تمرُ على الإنسان، والويل الويل، والخسارة الخسارة لمن لم يُدونها.. وقديمًا جاء في الأثر: (العلم صيد، والكتابة قيد، وما كُتب قر، وما لم يُكتب فر)..! (الاثنين) العداوة منتوج بغيض على كُل المستويات، سواء كانت المُعاداة للنساء أو الرجال، أو البيئة أو حتى الحيوان.. ولكن مُعاداة الرجال تأخذ طابع القوة والشراسة، لأن كُل مُعاداة لها ردة فعل عنيفة، وفي ذلك أنشد «عبدالله بن الزبير» -رضي الله عنه- قائلًا: ولمْ أر في الخُطُوب أشد وقعًا وأصْعب من مُعاداة الرجال (الثلاثاء) قراءة الشتائم التي توجه إليك، أو سماعها، قد يكون له أثر سلبي كبير عليك، لذلك هناك صنفان من الناس، صنف يُعرض عن الشتائم، حتى لا تؤثر عليه، وصنف يقرؤها ليتعود على طول البال، وتقبل ردة فعل الآخرين القاسية، وفي ذلك يقول أحد الخبراء في استقبال الشتائم: (أنا لا أقرأ رسائل الشتم التي توجه إلي، ولا أفتح مظروفها، فضلا عن الرد عليها، لأنني لو اشتغلت بها لما قدمت شيئًا)..! (الأربعاء) يعتقد البعض أن الكلام الحسن؛ يجب أنْ يُقال ويُوجه إلى من نعرفهم، أو للمُسلمين فقط على أكبر تقدير، بينما الكلام الحسن يجب أنْ يُوجه إلى كُل الناس، امتثالًا لقوله -جل وعز-: (وقولوا للناس حُسْنًا). وقد أكد عبدالله بن عباس -رضي الله عنهما- أن مُفردة «الناس» الواردة في هذه الآية الكريمة؛ تشمل المُؤمن والكافر، واليهودي والنصراني..! (الخميس) ينشغل الناس بالتفكير في المُستقبل، وحمل همُومه، في جناية على الحاضر، الذي يجب أنْ نعيشه، لذلك قال أحد خُبراء السعادة: (لا تجعل المُستقبل مصدر قلق لك، لأن ذلك سيسلبك السعادة بالأيام التي تعيشها)..! (الجمعة) الآداب نوعان: نوع تتعلمه في المدرسة، مثل «الإتيكيت» كيف تأكل، وكيف تشرب، وهُناك آدابٌ أخرى -كالذوق والرُقي والتحضُر- ليست في الكُتب، وإنما يكتسبها الإنسان عن طريق التشبُع بالجمال، والتمتُع بالأخلاق، والامتلاء بالأمل، وفي ذلك يقول الشاعر -مُؤكدًا أن الذوق لا يُؤخذ من الكُتب: أنت العليمُ وكم طالعْت منْ كُتُبٍ وإنما الذوْقُ شيْءٌ ليْس في الكُتُب (السبت) الحياة هي مجموعة من الأيام التي يعيشها الإنسان، وقد تكون الحياة جميلة ومُمتعة، وقد تكون تعيسة ومُتعبة، ومردُ ذلك إلى الإنسان نفسه، فمن نظر إلى الحياة بمنظار السعادة، سيكون سعيدًا، ومن نظر إليها بمنظار الخيبة، فسيكون من الخائبين، وفي ذلك يقول أحدهم: (كيفما ترى الحياة تكون كذلك). تويتر: Arfaj1 Arfaj555@yahoo.com

مشاركة :