عندما قرأت خبراً يتضمن أن تقريراً شاملا سوف يُعرض على أنظار خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان سلمه الله حول أمطار جدة الأخيرة تذكرت فوراً كارثة الأمطار السابقة التي خلفت أضراراً كبيرة في الأرواح والممتلكات وأكدت أن جدة التي يطلق عليها مُسمى عروس البحر الأحمر تتأثر بأي تقلب في الطقس لأنها تفتقد إلى البنية التحتية وأن إطلاق هذا اللقب عليها يعد مجاملة واضحة وصريحة لأن لقب عروس يعني أنها مكتملة الشروط الحضارية والبنية التحتية والتخطيط السليم وهذا لا يتوفر فيها فهي تتخلص من الصرف الصحي عن طريق البحر الذي تضرر من هذه المياه الآسنة وكذلك عدم وجود شبكة للمياه المحلاة تغطي أحياءها مع أن الوزارة تصرح بعد كل مشكلة وكارثة أنها في سنة أو سنتين أو ثلاث ستُنهي مشاكل جدة للصرف الصحي والتوصيلات المنزلية للمياه المحلاة وكل ذلك لم يتحقق على الرغم من مرور عقد من الزمن على إطلاق تلك الوعود اللهم غير أن الوزارة سلمت المياه ومحطات التحلية لشركة أطلق عليها اسم الشركة الوطنية للمياه تقوم بتوزيع المياه عبر الشبكة القديمة أو عن طريق الوايتات وتقوم بتحصيل الرسوم من المواطنين فاستقطبت الشركة موظفين من الوزارة ودفعت لهم رواتب عالية جداً . وأعود للتقرير الذي أتمني أن يشتمل على التالي :- 1- معرفة كمية الأمطار التي هطلت على المحافظة وكمية السيول التي داهمت المحافظة من خارجها في الكارثة السابقة وكذلك في الكارثة الحالية كلاً على حده وعمل مقارنة بين الكميتين وبين الأضرار الناتجة عنهما . 2- العودة إلى نص الأمر السامي الكريم الذي صدر بعد الكارثة السابقة وأوصى بمحاسبة من كانوا سبباً في الكارثة كائناً من كان وأوصي أيضاً بتقديم حلول عاجلة حتى لا تتكرر الكارثة , ومعرفة ما تم بالنسبة لمحاسبة المتسببين وكذلك ما وضع من حلول وما أنجز من مشاريع . 3- معرفة ما قامت به أرامكو التي كلفت بمعالجة مشكلة السيول في المحافظة بعد الكارثة السابقة .. فهل قامت بالمطلوب فيما يخص سيول جدة ،كل هذا يظهر من خلال التقييم الأمين المبني على نسبة الأمطار السابقة والحالية . 4- معرفة الحلول التي تم وضعها لحماية المحافظة من السيول الجارفة التي تجعل الاستفادة من شبكة تصريف السيول غير مجدية لأنها تحمل معها الأتربة والأحجار التي تمنع الشبكة داخل المحافظة من التخلص من مياه الأمطار بسبب انسدادها بتلك الأتربة والأحجار فتتحول مياه الأمطار إلى برك ومستنقعات مولدة للأمراض إضافة إلى أن الكميات الفائضة منها تتجه نحو أنفاق السيارات فتحولها إلي مسابح أولمبية واسعة !! والشئ المفرح أن التقرير سيعد بمتابعة شخصية لكل مراحله من قبل أميرنا المحبوب صاحب السمو الملكي الأمير خالد الفيصل وهو رجل عرف بحزمه وعزمه وحنكته الإدارية وسيرفع بإذن الله إلى مقام خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان وفقه الله الذي قاد خلال إمارته للرياض عاصمة بلادنا الحبيبة إلى ما وصلت اليه من تطور وحسن تخطيط واكتمال للبنية التحتية فهو يحفظه الله خبير بمثل هذه الأمور ونظرته وحكمته المعهودة سوف تساهم بعد توفيق الله في إنهاء مشاكل السيول والأمطار في محافظة جدة وتتحول في عهده الميمون إلى عروس للبحر الأحمر فعلاً لا قولاً ..والله الموفق . assas.ibrahim@yahoo.com
مشاركة :