عمّان - ماهر عريف: تفتتح مسرحية مرثية الوتر الخامس عروض مهرجان الفجيرة الدولي للمونودراما في دورته السابعة المزمع انطلاقها يوم 20 يناير/ كانون الثاني المقبل وتستمر 9 أيام. نص العمل للمؤلف الأردني مفلح العدوان فاز بالمركز الأول متفوقاً على 166 متنافساً في المسابقة الدولية للمونودراما التي أعلنت هيئة الفجيرة للثقافة والإعلام نتائجها أواخر أغسطس/ آب الماضي بالتعاون مع الهيئة الدولية للمسرح في القاهرة ويستحضر في متنه شخصية زرياب صاحب الوتر الخامس على آلة العود ومغادرته العراق إلى الشام ثم مصر وتونس مُلاحقاً برفض وجوده حتى استقر في الأندلس في رسالة تقصد تصدي الثقافة والفنون والفكر التنويري للتطرف والعنف والتعصب. يخرج العمل الأردني فراس المصري ويتولى السينوغرافيا زميله محمد المراشدة والموسيقى عامر محمد فيما يجسد البطولة المنفردة الممثل الإماراتي عبد الله مسعود في عودة إلى مسرح الكبار أولويته الأساسية في الفن بعد انقطاع دام 4 سنوات. وقال مسعود ل الخليج خلال مشاركته في مهرجان الأردني المسرحي الثاني والعشرين قبل أيام: تغمرني السعادة لعدة أسباب أولها رجوع نشاط فرقة مسرح دبا الفجيرة التي تتولى إنجاز هذه التجربة فضلاً عن وقوفي مجدداً على خشبة أبي الفنون التي أفضلها على جميع أنواع التمثيل الأخرى بما فيها الدراما التلفزيونية إلى جانب إقبالي على تحدٍ جديد عبر عرض مونودرامي منفرد بعد 8 سنوات من تقديم صنف مشابه واعجابي بالنص الذي يتحدث عن قيم جميلة في مواجهة التشوّه والفتن. وأضاف: سنبدأ التمرينات التمثيلية الرئيسية قريباً وقد منحَ حضوري في مهرجان الأردن المسرحي فرصة جيدة للتواصل مباشرة مع المخرج والاتفاق على تفاصيل معينة في مقدمتها ضرورة خضوعي لتدريبات رياضية لإنقاص وزني لتسهيل تحرّكي على الخشبة بمرونة خصوصاً أن العمل يستدعي تقديمي استعراضات سريعة وأداء غنائي والتنقل بين حالات عدّة بصورة متلاحقة ومتتابعة مما يتطلب مواصفات جادة. ووصف المصري في حديثه ل الخليج الوتر الخامس بأنه وتر المحبة والجمال والمسرح والموسيقى واللون والظل والحياة ضد القتل والدمار والعنف ورغبة الموت. وقال: المسرحية تنتقل بين الماضي والحاضر وتُقدّم رؤية مستقبلية تشجع على العطاء والمحبة والحياة وأمزج خلالها بين شخصيتي نادل في مطعم وزرياب يتعايشان ضمن قالب إنساني مشترك يقود إلى الشخصية ذاتها في دلالة على جانبين الأول أن زرياب ابتكر تفاصيل كثيرة في فن الإتيكيت وحُسن التعامل في مواقف مختلفة والثاني المعاناة من تناقضات عدّة تنعكس في صورة انفصام داخلي والانهزام المعنوي في مراحل معينة والدخول في حالات عزلة وانكسار وترحال غير معلوم المآل مع الوصول إلى ضرورة انتصار الفن والثقافة في مواجهة التطرف واعتمادهما ورقة حصينة رصينة للتصدي لكل فكر غير سوي. أشار المصري إلى بحثه في حياة زرياب قبل وصوله إلى رؤية إخراجية للعمل وتوافقه مع المؤلف على تعديلات محددة تسهم في شد الإيقاع وسرد بعض المواقف الثابتة موسيقياً سواء عبر مجموعة مقطوعات بلا كلمات أو أخرى بمصاحبة أداء صوتي. وتابع: سيشاهد الجمهور السلم الموسيقي حاضراً على الخشبة وبحث زرياب الدؤوب عن شيء ناقص حتى ينجح في العثور عليه وستجمع الألحان بين أجواء الموصل والأندلس بشكل رئيسي. وعن آلية التعامل والتوافق مع مسعود قال: لا شك أنه صاحب تجربة فنية مهمة لاسيما على صعيد المسرح وتعاون مع مخرجين لهم رصيدهم المهني ولمستُ منذ البداية إخلاصه الشديد للواجبات الفنية وعملت معه على إعادته الصافية الطازجة للوقوف على الخشبة بعد غياب ودخوله في ورشة تدعم حركته غير الثقيلة وقدرته على أداء بعض الأغنيات والتفاعل مع استعراضات متفاوتة. وأوضح عامر محمد اعتماده على آلة العود بشكل أساسي إلى جانب مجموعة آلات شرقية في إنجاز مقطوعات وأغانٍ بعضها من تأليفه موسيقياً وأخرى يعيد فيها تلحين أعمال قديمة معروفة وفق أساليب ومقامات مغايرة تعتمد بشكل رئيسي على مرتكزات أندلسية جميعها تطرح زرياب وحالاته ورحلته. وتعهّد محمد بتقديم ما وصفها مفاجأة غير متوقعة مع تطلعه إلى إدهاش الجمهور.
مشاركة :