تواصل – فريق التحرير: يصادف اليوم 13 رجب، العديد من الأحداث التاريخية، وفي هذه الفقرة تسلط “تواصل” الضوء على أبرز هذه الأحداث 279هـ وفاة الإمام الترمذي في مثل هذا اليوم من عام 279هـ، الموافق 12 أكتوبر 892م،توفي الإمام الترمذي صاحب التصانيف. الترمذي أبو عيسى التِّرْمذِي؛ هو محمد بن عيسى بن سَوْرة بن موسى بن الضحاك، السلمي الترمذي. مصنّف كتاب الجامع المعروف بسنن الترمذي. ولد في قرية (بُوغ)، في مدينة ترمذ، وارتحل لطلب الحديث فذهب إلى خراسان، والعراق، والحجاز، وحدّث عن جمع كبير من المحدثين، وتفقه في الحديث على يد الإمام البخاري. أصيب بالعمى في مرحلة متقدمة من عمره، جراء حب العلم والقراءة والكتابة المتواصلة، وليس صحيحًا أنه ولد أعمى كما يرد في بعض القصص عنه، وتوفي بلدة ترمذ. تعلم الترمذي على شيخ الحديث الإمام البخاري، الذي عاصره، وبذل في جمع الأحاديث عن المحدثين، وعمل على تصنيف كتابه “سنن الترمذي”. يضرب به المثل في الحفظ، ويعلم أن علم الأحاديث كان يتطلب هذه المهارة التي نجدها عند جل علماء الحديث وهم يتنقلون بين البلدان في مهام لم تكن بالسهلة في زمن كانت الحياة فيه ليست كاليوم. وصفه ابن حبان بأنه “كان من الأئمة الستة الذين حرسوا سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم، وأصبحت كتبهم في عالم السنة هي الأصول المعتمدة في الحديث، ومن الذين نضّر الله وجوههم لأنه سمع حديث رسول الله فأداه كما سمعه”. ولما مات البخاري؛ صار هو العالم في خراسان الذي يشار إليه، ويروى أنه بكى كثيرًا على موت البخاري، وقد توفى البخاري في 870م قبل وفاة الترمذي بـ22 سنة. ويروى الترمذي نفسه أن الإمام البخاري قال له وقد تفقه عنه: “ما انتفعتُ بك أكثر مما انتفعت”. بعد أن ألف كتابه الجامع الصحيح، والذي كان قد عرضه على علماء زمانه ممن تيسر له في الحجاز والعراق وخراسان فرضوا به. الجامع الصحيح «سنن الترمذي» مصنف جمع أحاديث النبي، ويبلغ عدد أحاديث الكتاب 3956 حديثًا، وتضمن الحديث مصنفًا على الأبواب، والفقه، وعلل الحديث، ويشتمل على بيان الصحيح من السقيم وما بينهما من المراتب. كذلك اشتمل على الأسماء والكنى، وعلى التعديل والتجريح، ومن أدرك النبي ومن لم يدركه ممن أسند عنه في كتابه، وذكر من روى ذلك. اعتز الترمذي بكتابه الجامع وقال عنه: “من كان هذا الكتاب في بيته، فكأنما في بيته نبي يتكلم”. وقد قال ابن رجب الحنبلي عن هذا الكتاب: “اعلم أن الترمذي خرج في كتابه الصحيح والحسن والغريب، والغرائب التي خرجها فيها بعض المنكر، ولا سيما في كتاب الفضائل، ولكنه يبين ذلك غالبا، ولا أعلم أنه خرج عن متهم بالكذب، متفق على اتهامه بإسناد منفرد، نعم قد يخرج عن سيئ الحفظ ومن غلب على حديثه الوهن، ويبين ذلك غالبا، ولا يسكت عنه”. مصنفات للترمذي ألف الترمذي العديد من المؤلفات، تطرق ابن كثير إلى بعضها بقوله: “الترمذي أحد أئمة الحديث في زمانه، وله المصنَّفات المشهورة، منها: “الجامع”، و”الشمائل”، و”أسماء الصحابة”، وغير ذلك “. ومن أبرز كتبه الأخرى بعد السنن كتاب “الشمائل المحمدية” الذي يعتبر من مراجع السيرة النبوية، وقد ذكر فيه الترمذي أوصاف النبي، وبيّن الشمائل والأخلاق والآداب التي تحلى بها للتأسي به سلوكًا وعملًا واهتداءً، فقسمه إلى 55 بابًا، وجمع فيه 397 حديثًا. وكتاب “علل الترمذي الكبير”، وهو عبارة عن عدة أحاديث يرويها الترمذي بأسانيده، ثم يعقبها بالحكم على كل حديث منها إما بكلامه وإما بكلام شيوخه الذين يذكرهم، وقد كان النصيب الأوفر من الحكم على هذه الأحاديث من نصيب الإمام البخاري، وقد بلغت نصوص هذا الكتاب 484 نصا مسندا، وقد تم تنقيحه في “ترتيب علل الترمذي الكبير”. وكتاب “العلل الصغير” وهو ملحق بسنن الترمذي، جمع فيه الأحاديث المعللة على ترتيب الأبواب الفقهية، وبيّن فيه علة كل حديث. وللترمذي مؤلفات أخرى منها ما هو مفقود، ومن هذه المؤلفات عامة: “الزهد”، “كتاب التفسير”، “كتاب التاريخ”، “كتاب الأسماء والكنى”.
مشاركة :