حدث في مثل هذا اليوم .. (4 رجب)

  • 2/5/2022
  • 00:00
  • 1
  • 0
  • 0
news-picture

تواصل – فريق التحرير: يصادف اليوم الرابع من رجب، العديد من الأحداث التاريخية، وفي هذه الفقرة تسلط “تواصل” الضوء على أبرز هذه الأحداث 12 هـ فتْح المسلمين لمدينة الأنبار بقيادة خالد بن الوليد في مثل هذا اليوم من عام 12هـ الموافق 16 سبتمبر عام 633م، استطاع المسلمون بقيادة سيف الله المسلول خالد بن الوليد فتح مدينة الأنبار، وذلك بعد فتحهم لمدينة الحيرة، في جبهة فارس التي تولى فتحها بعد معركة اليمامة في حروب الردة. اسم الأبنار والأنبار كلمة عربية، تعني المخزن، وهي جمع نبر (مخزن)، سميت بذلك في عهد المناذرة، حيث اتخذوها مخزنًا للعدد الحربية، ويقال إنها كانت مخزنًا للحنطة والشعير والتبن. وتعد مركزًا حربيًا مهمًا لحماية للعاصمة المدائن فترة الاحتلال الساساني على العراق، من هجمات الروم. وعرفت الأنبار باسم لواء الدليم نسبة إلى تمركز قبيلة الدليم في هذه المنطقة، وقبل ذلك عرفت باسم سنجق الدليم، وكانت منطقة الدليم تاريخيًا تتمتع بالاستقلالية، وشيخ الدليم حاكم اللواء لقب بالأمير وتتبعه كافة عشائر الدليم في حالة السلم والحرب. فتح الأنبار سميت معركة فتح الأنبار ذات العيون، وهي المعركة التي هُزم فيها الفرس نفسيا قبل أن تبدأ، حيث كان الفرس يتجمعون في هذه المنطقة في ثلاثة أماكن رئيسية؛ منطقة على نهر الفرات تُسمَّى الأنبار، وهي حصن منيع جدًّا من حصون الفرس، ومنطقة عين التمر، ومنطقة تُسمَّى الفِرَاض وهي قريبة من الشام، وكانت الشام تابعة للروم. وتوجه خالد إلى الأنبار بجيشه، ولما وصل إليها وجدها محصنة بحصن منيع وحولها خندق عظيم، وكان من عادة الفرس في قتالهم أن يحفروا الخنادق حول الحصون، وكان على إمرة الأنبار أمير جبان فارسي يُسمَّى “شيرازاد”، عندما علم بقدوم خالد بن الوليد قال: إذا قدم خالد فليس لنا إلا الهزيمة. سيف الله وجها لوجه مع عامل كسرى: ولما وصل إليه خالد خيَّره بين ثلاث: إما أن يُسلِم فَيَسْلَم، وله ما للمسلمين وعليه ما عليهم، وإما أن يعطي الجزية عن يدٍ وهو صاغر، وإما أن يُقتَل. فأصِرُّ شيرازاد على القتال، وفي داخل نفسه يعلم أنه مهزوم، ووقف أهل الأنبار أعلى الحصن ليرموا المسلمين، ورأي خالد بن الوليد أن القوم يقفون أعلى الحصون دون محاولة الاختباء، فقال لجيشه: والله إن هؤلاء قوم ليس لهم علم بالحرب؛ فسددوا أسهمكم إليهم في رمية رجل واحد واختاروا العيون! فوقف المهرة من الرماة في مقدمة صفوف المسلمين، وفي لحظة واحدة أشار خالد بن الوليد فانطلقت مئات الأسهم من الجيش المسلم نحو أهل الأنبار؛ ففُقِئَت في أول رمية ألفُ عين، ولهذا سُمِّيت هذه الموقعة موقعة (ذات العيون). أعلن شيرازاد ومن معه الاستسلام مباشرة، وقالوا: نرضى النزول على حكم المسلمين، ولكن لنا شرط واحد، وهو أن يخرج شيرازاد في حامية صغيرة من جيشه لا تتجاوز الجنود العشرة دون سلاح ودون مال إلى المدائن. فوافق خالد بن الوليد حقنًا للدماء وحفاظًا على الأرواح، وخرج أولئك الجنود بشيرازاد، وتوجهوا إلى المدائن، وعندما وصلها لامه بهمن جاذويه قائد الجيوش الفارسية على مقدمة المدائن، فقال له: كيف أقاتل من فقأ ألف عين في أول رمية؟! دخل المسلمون الأنبار، ولم يقتل خالد بن الوليد فيها أحدًا؛ لأنه لم يكن هناك قتال، ولكنه سبى الكثير من أهلها، وكان منهم أربعون غلامًا يتعلمون الإنجيل في كنيسة من الكنائس، وكان من هؤلاء الغلمان الأربعين غلامٌ صغير يُسمَّى نُصَيرًا، وغلام آخر يُسمى سيرين، وقد أسلم كل منهما، وتزوج نصير وأنجب موسى بن نصير، الذي فتح الله على يديه الأندلس، وأنجب سيرين محمد بن سيرين أحد كبار علماء المسلمين، وأحد كبار التابعين.

مشاركة :