تواصل – فريق التحرير: يصادف اليوم 2 رجب، العديد من الأحداث التاريخية، وفي هذه الفقرة تسلط “تواصل” الضوء على أبرز هذه الأحداث 1367 هـ مذبحة «دير ياسين» في مثل هذا اليوم من عام 1367 هـ الموافق 9 أبريل 1948م، نفذت عصابتي «الإرغون»، و«شتيرن» الصهيونيتان الإرهابيتان بقيادة «مناحم بيجن» الذي أصبح فيما بعد وزيرًا للدفاع ورئيسًا لوزراء الكيان المحتل؛ عملية إبادة وطرد جماعي في قرية «دير ياسين» الفلسطينية غرب القدس، قتل فيها ما بين 250 و360 معظمهم من المدنيين، ما بين أطفال ونساء وعجزة. كانت المذبحة سببًا رئيسيًا في إشعال الحرب العربية الإسرائيلية عام 1948م، وسببت حالة من الرعب لدى المدنيين؛ فكانت عاملًا مهمًّا في هجرة الفلسطينيين إلى مناطق أُخرى من فلسطين والبلدان العربية المجاورة. قررت بريطانيا التي كانت تفرض الوصاية على فلسطين سحب قواتها منها؛ ما أدى إلى حالة من عدم الاستقرار في فلسطين. واشتعل الصراع المسلح بين العرب والصهاينة، وبحلول ربيع 1948م اندلعت «حرب الطرق»، والتي تمكن فيها الفلسطينيون ومتطوعون من مختلف البلدان العربية من شن هجمات على الطرق الرابطة بين المستوطنات اليهودية؛ فأحرز العرب تقدّمًا في قطع الطريق الرئيسي بين مدينة تل أبيب وغرب؛ مما ترك 16% من تعداد الصهاينة في فلسطين في حالة حصار. فقررت عصابات الصهاينة الإرهابية شن هجوم مضاد للهجوم العربي على الطرقات الرئيسية، وبعد سقوط القسطل واستشهاد القائد الفلسطيني «عبد القادر الحسيني» بأيام ارادت عصابات الصهاينة الإرهابية شن عملية ترفع الروح المعنوية للصهاينة وتحبط الفلسطينيين؛ فاختاروا قرية صغيرة، فوقع اختيارهم على قرية «دير ياسين»، وهاجمت عصابتا «شتيرن» و«الأرغون» على اعتبار أنها قرية صغيرة يمكن السيطرة عليها فترفع الروح المعنوية للصهاينة وتشكل ضربة معنوية للسكان العرب. شنت العصابات اليهودية هجوما قرابة الساعة الثالثة فجرًا، بعناصر من عصابتي «الأرجون وشتيرن» ودخلوا قرية دير ياسين، وتوقع المهاجمون أن يفزع الأهالي من الهجوم ويبادروا إلى الفرار من القرية، وهو السبب الرئيسي من الهجوم، كي يتسنّى لليهود الاستيلاء على القرية. انقضّ المهاجمون اليهود تسبقهم سيارات مصفّحة على القرية، وفوجئ المهاجمون بنيران القرويين التي لم تكن في الحسبان، وسقط من اليهود 4 من القتلى و32 جرحى. بعد ذلك طلب المهاجمون المساعدة من قيادة الهاجاناه الصهيونية في القدس وجاءت التعزيزات، وتمكّن المهاجمون من استعادة جرحى الصهاينة، وفتح نيرانهم على القرويين دون تمييز بين رجل أو طفل أو امرأة. لم تكتف العناصر الصهيونية المسلحة من إراقة دماء القرية، وأخذوا عددًا من القرويين الأحياء بالسيارات واستعرضوهم في شوارع الأحياء الصهيونية وسط هتافات اليهود، ثم أعادوا الضحايا إلى قرية دير ياسين، وانتهك الصهاينة كعادتهم جميع المواثيق والأعراف الدولية، وجرت أبشع أنواع التعذيب. روى مراسل صحفي عاصر المذبحة: «إنه شيء تأنف الوحوش نفسها من ارتكابه، لقد اتو بفتاة واغتصبوها بحضور أهلها، ثم انتهوا منها وبدأوا تعذيبها فقطعوا نهديها ثم ألقوا بها في النار». وروى آخر: ومن أكثر القصص بشاعة التي ارتكبها الصهاينة في المذبحة، كانت في حق سيدة حامل، كانت على وشك الولادة، فشقوا بطنها بالسونكي على هيئة صليب، وأخرجوا أحشاءها وطفلها وذبحوه وقطعوا ثدييها ووضعوه في بطنها مع طفلها مرة أخرى. ويروى كذلك أن اليهود كانوا يمثلون بجثث القتلى ويقطعون أعضاءهم ويبقرون بطون الحوامل، ويشقون الضحايا من الرأس إلى القدم، وحملوا معهم مجموعة من الأسرى والنساء عاريات حافيات وطافوا بهم شوارع القدس الغربية ثم عذبوهم حتى الموت. يذكر الباحث اليهودي المعادي للصهيونية «د. إيلان بابه» في كتابه «التطهير العرقي في فلسطين»: وقعت المجزرة ضمن خطة مكتوبة وضعها الصهاينة مسبقًا، تعرف باسم الخطة «د»، وبواسطتها هجروا نحو 500 قرية و11 مدينة، ولقد استخدمت حرب 1948 من قبل الصهيونية؛ كوسيلة لتطبيق خطة التطهير العرقي. ويلفت بابه النظر إلى أن محكمة إسرائيل العليا لا تزال تتحفظ على أرشيف دير ياسين حتى يومنا هذا، وهو أرشيف من شأنه كشف الحقائق الدامغة، وفقًا للكاتب، منوهًا في الوقت ذاته إلى أن المعركة على الوعي والرواية ما تزال على أشدها. بعد مذبحة دير ياسين، استوطن اليهود القرية، وأعادوا بنائها في عام 1980م أنقاض المباني الأصلية، وأسموا الشوارع بأسماء مقاتلين الأرجون الذين نفّذوا المذبحة.
مشاركة :