أظهر استطلاع أمريكي للرأي أجراه معهد واشنطن أن ٩٢% من السعوديين يكرهون «داعش»، بينما أظهر أن ٨٥% من السعوديين ينظرون نظرة سلبية لحزب الله اللبناني! النتائج ليست مفاجئة، لكنها تعكس التحول الذي طرأ على موقف الكثير من السعوديين تجاه التنظيمات الجهادية وحزب الله اللبناني، فحتى استهداف المواطنين السعوديين والمقيمين العرب والمسلمين في عمليات القاعدة الإرهابية في السعودية كان الكثيرون ينظرون لتنظيم القاعدة بزعامة أسامة بن لادن على أنه يمثل حالة التصدي للسياسات العدوانية الغربية في العالم الإسلامي والشرق الأوسط، بينما كان انتقاد حزب الله وزعيمه حسن نصر الله عام ٢٠٠٦م عملا انتحاريا! السعوديون اليوم أدركوا أن الجماعات الجهادية المتطرفة لا يمكن أن تجسد الصورة الحقيقية للإسلام أو تمثل المسلمين، فأعمالها الدموية تتجاوز كل المفاهيم الإنسانية للدين الإسلامي، كما أن التوسع في التكفير واستباحة الدماء استحضر تاريخ فرق الخوارج الأسود! أما حزب الله فقد أسقطت الثورة السورية ورقة التوت الأخيرة التي تستر عورته في الوطن العربي، وبالنسبة لي لم تكن هناك ورقة توت من الأصل، لكن حاجة البعض لرموز تنفس له عن حالة الاحتقان العاطفي ضد الظلم والعدوان في قضايا عادلة في فلسطين والعراق وأفغانستان مكنت هذه التنظيمات المتطرفة من تسويق الشعارات الرنانة والمبادئ الوهمية واكتساب التعاطف وتجنيد الأتباع! ورغم ذلك .. يقلقني أن ٨% لا يكرهون «داعش»!
مشاركة :