دفع الثمن بتعليق الدراسة! | إبراهيم محمد باداود

  • 11/26/2015
  • 00:00
  • 6
  • 0
  • 0
news-picture

عندما تريد اتخاذ قرار ما لأمر معين فإن أول ما يرد إلى ذهنك ماهي عواقب اتخاذ مثل هذا القرار على صاحب القرار وعلى الآخرين؟ وأحيانا تكون هناك ضغوط معينة تضطر صاحب القرار إلى أن يتخذ القرار خلال وقت محدد، وأحيانًا تكون القرارات غير قابلة للتجزئة وتعتمد على وجهة نظر شخصية بل وفي بعض الأحيان تقييم وتقدير فردي، كما ان بعض القرارات لا يمكن التراجع عنها فهي نافذة بمجرد صدورها. قرار تعليق الدراسة في المدارس من القرارات التي تكررت مؤخرًا نظرًا للأحوال الجوية التي تتعرض لها بعض مناطق المملكة، ومن يقوم باتخاذ مثل هذا القرار اليوم يسعى لضمان المحافظة على سلامة الطلاب والطالبات مستنداً على تقارير رسمية محتملة لحالة الطقس صادرة من مصلحة الأرصاد وحماية البيئة، فمتخذ القرار يسعى لأن يأخذ بالأسباب وكافة الاحتياطات لتجنب وقوع المفاجآت أو تعريض الطلاب والطالبات لأي أذى أو مخاطر. في الماضي لم يكن تعليق الدراسة أمرًا شائعًا وعندما تسوء الأحوال الجوية ويضطر مديرو المدرسة إلى صرف الطلاب فإن الطالب ينتظر ولي أمره الذي يضطر فجأة للخروج من عمله وسط الأمطار الغزيرة لاصطحاب أبنائه الذين ينتظرونه أمام باب المدرسة وأحيانًا لا يتمكن من الوصول لهم لغزارة الأمطار، وأحيانًا يقوم بعض الطلاب باستخدام ما يتوفر من مواصلات للعودة إلى منازلهم وسط أحوال جوية سيئة معرضين أنفسهم للخطر. البعض وخصوصًا من أولياء الأمور بل وحتى بعض مديري المدارس لا يرى بأن آلية اتخاذ قرار تعليق الدراسة الحالي صحيحاً فهو في بعض الأحيان ولأسباب غير مؤكدة يساهم في تعطيل الدراسة وتأخيرالتحصيل العلمي وحرمان الطلاب من يوم دراسي كامل والمساهمة في عدم انتظام الطلاب وتعويدهم بل وحتى تعويد بعض أولياء الأمور الآخرين مستقبلا على الغياب عند رؤية بعض الأحوال الجوية المتغيرة حتى ولو لم يصدر قرار رسمي بتعليق الدراسة. معظم قرارات تعليق الدراسة اليوم لا تتم لوجود عواصف ثلجية أو ترابية شديدة أو لوجود فيضانات كبيرة - لا سمح الله - بل بسبب احتمال سقوط أمطار غزيرة، فنحن نتخذ قرار تعليق الدراسة كثمن ندفعه لأننا لم نعمل على توفير مدارس آمنة لطلابنا في بعض المناطق لتحميهم من أضرار الأمطار الغزيرة، ولم نقم بتوفير بنية تحتية سليمة لشبكات تصريف مياه الأمطار في طرقات بعض المدن، ولم نقم بتوفير وسائل السلامة والأمان لطلابنا وطالباتنا. Ibrahim.badawood@gmail.com

مشاركة :