معاقرة الطائفية أشد - د. محمد ناهض القويز

  • 11/26/2015
  • 00:00
  • 8
  • 0
  • 0
news-picture

على امتداد التاريخ الإسلامي لم تُعاقر الطائفية بمثل ماعوقرت به هذه الأيام. إيران تمارس طائفية مدمرة منذ قرابة الثلاثين سنة لم تستطع معها أن تسعد المواطن الإيراني بل أهلكت مئات الآلاف منهم في حروب طائفية. استوطن الفقر والجهل والمرض والفساد والإقصاء إيران من أدناها إلى أقصاها. نُصبت المشانق للمذاهب المخالفة ثم للمعارضين من ذات المذهب. صرفت المليارات لتصدير الثورة إلى لبنان والعراق واليمن وأفريقيا وشبه الجزيرة الهندية وغيرها من دول العالم. ثم أتيح للدولة العراقية أن تمارس العهر الطائفي بأبشع صوره فقتلت وسجنت وسرقت ودمرت. ومثل ذلك حدث في لبنان ففقد لبنان كل جمالياته وتعطلت فيه الحياة البرلمانية وأصبح بلداً بلا رئيس وامتلأت أزقته بالنفايات. في مقابل هذا التوحش الطائفي وكنتيجة مباشرة له ولدت تشوهات سنية قامت على الطائفية كجماعات مقاتلة تمخضت عن مولد داعش والنصرة كوجه آخر للشيطان الطائفي. وكل فريق يرى أن الحق معه وأنه نصير الإسلام وليلى لا تُقر لهم بذاك سنغض النظر عن ادعاءاتهم وننظر إلى محصلة هذا العهر الطائفي. الإنسان في إيران والعراق ولبنان واليمن يعيش في أسوأ الظروف رغم تمتع القادة بثروات طائلة. المدن والقرى في تلك البلدان توغل في التخلف وتفتقر للبنى التحتية. ومها أوغل أطراف التطرف المذهبي هم وقنواتهم ومشايخهم ومعمموهم ومقاتلوهم ومناصروهم في تطرفهم فلن يجنوا إلا المزيد من الدمار والقتل والتخلف وجلب القوى الأجنبية الطامعة بخيرات المنطقة. لقد أثبتت الطائفية أنها تهدم ولا تبني، تقتل ولا تحيي، تُضِل ولا تهدي، تفسد ولا تصلح. ومع ذلك لم ولن تحقق الطائفية البشعة أهداف الطائفيين بالقضاء على الطائفة الأخرى، بل على العكس من ذلك زادت في غلوائهم وأفرزت المزيد من الجرائم والمجرمين على الجانبين. لعل أجمل مخرجات الطائفية هو ذلك النداء الذي تعالى في رمز من رموز الطائفية المكانية والسكانية؛ فقد خرج عشرات الآلاف من شيعة البصرة يهتفون لا سنية ولا شيعية.. لقد أدركوا بعد طول معاناة أنها لعبة سياسية أثرى منها رموز النظام وعلى رأسهم الخائن المالكي، وحققت إيران أهدافها في احتلال العراق والعبث بمقدراته. وهكذا بمثل ما تعالى صوتهم بنبذ الطائفية طالبوا بخروج إيران من عراقهم. رغم كل تلك المآسي هناك من يصر على النفخ في نار الطائفية في أبناء الوطن الواحد. وهذا لن يخدم إلى أعداء الوطن من التكفيريين والدول المتربصة بنا.

مشاركة :