قدمت فرقة مسرح الشامات عملها المسرحي الجديد "كلام"، يومي الجمعة والسبت نوفمبر/تشرين الاول 2023 المنصرم بالمركز الثقافي محمد المنوني، مكناس، في الساعة السادسة والنصف. ويدرج هذا العمل الفني في إطار توطين مسرح الشامات بالمركز الثقافي محمد المنوني، بدعم من وزارة الشباب والثقافة والتواصل، ومسرحية "كلام" هي من تأليف محمد برادة وإخراج بوسلهام الضعيف وتشخيص سناء عاصف، أمين بلمعزة، سفيان نعيم. في هذا الحوار يشاركنا المخرج كواليس تأليف وإخراج هذا العملي الفني. كيف بدأت فكرة مسرحية "كلام"؟ وما الذي شجعك على اختيار هذا الموضوع الخاص؟ "في سنة 2016، كنت قد اشتغلت على رواية محمد برادة "بعيداً من الضوضاء قريباً من السكات"، وحولتها إلى عرض مسرحي اسميته "كل شيء عن أبي". هذا العمل خلق صدى جيدًا لدى المتلقين بمختلف حساسياتهم وتوجهاتهم. كما حاز على العديد من الجوائز، منها الجائزة الوطنية للمسرح في مهرجان تطوان الوطني للمسرح. كما اختير لتمثيل المغرب في مهرجان المسرح العربي بالجزائر. كان التفاعل مثيرًا مع جمهور المسرح العربي. إن العلاقة بين الروائي والمسرحي تطرح الكثير من الأسئلة، نظرًا لاختلاف الأنماط الأدبية والتعبيرية. في حالة "كل شيء عن أبي"، وجد الروائي برادة أن المسرحية استطاعت أن تقتنص جوهر الرواية وتقدمه بشكل فني وبلغة مسرحية. وهذا ما جعل برادة يكتب مسرحية "كلام يمحوه النهار" ويرسل النص ليتم توجيهه. فيمكنني أن أقول إنني في المرة الأولى سافرت نحو الرواية، وفي "كلام" سيأتي برادة إلى المسرح". ما هي التحديات التي واجهتك أثناء تنفيذ المسرحية وكيف تغلبت عليها؟ "كانت هناك مجموعة من التحديات الفنية خصوصا، أولها كيف لي أن أجدد من أدواتي الفنية وأتجاوز نفسي وأتجاوز مفرداتي الإخراجية. حيث طرح السؤال كيف يمكن أن أجد ممثلين قادرين على التشخيص باللغة العربية، دون السقوط في النبرات الصوتية المستهلكة. ثم كيف لي أن أقدم عرضا باللغة العربية، لغة فيها الكثير من الشعر، دون اللجوء إلى مؤثرات خارجية، وأن يكون العرض في حد ذاته حاملاً للدراما وحاملاً للتشويق بدون مؤثرات خارجية أصبحت إلى مستهلكة في المسرح. كان الرهان هو تقديم عرض بمفردات كلاسيكية ولكن بمعانٍ متجددة وبنفس إنساني معاصر". هل كان لديك تأثيرات فنية أو ثقافية معينة أثناء إخراج المسرحية؟ "أثناء الاشتغال على عمل مسرحي لا أبحث عن التأثيرات الفنية، بقدر ما أبحث عن الحياة في النص، أعني أن أعود بالنص كلغة وتفكير إلى تطبيقه في الحياة اليومية، أحاول أن أضع النص في حياة الناس، أفكر فيه كشيء يسري في عروق شخصيات من لحم ودم. لا أبحث في الفن بقدر ما أتفاعل مع الحياة، أعني ما أراه في الشارع وفي الأسواق والمعطيات اليومية لمعيشة الناس، أستثمرها لتكون مادة المسرح". كيف تمكنت من تفاعل الممثلين مع الموضوع والشخصيات؟ "كل عمل يستدعي منهجًا وطريقة للاشتغال مع الممثلين، في "كلام" كان هناك اشتغال على النص، اللغة، الشعر، الإيقاع، ثم نجعل الممثل يعيش اللغة كشيء داخلي وعضوي وليس منطوقا خارجيًا، وهذا أخذ من فريق العمل وقتًا كبيرًا، وكان هناك تفاعل كبير من الممثلين وأظن بأن هذا الاشتغال هو عمل مستمر ومتواصل مع العروض و"كلام" هو عرض يتجول في المسارح". ما هي العناصر التي تعتقد أنها جعلت "كلام" مميزة وفريدة من نوعها؟ "إنها التكامل والتناغم بين مختلف عناصر العرض. نص بحمولة شعرية وفكرية، ممثلون استطاعوا أن يعزفوا الكلمات عضويًا وداخليًا، موسيقى خارجة من أتون المعنى سينوغرافيا مندمجة ومتكاملة مع كل العناصر. عرض مسرحي يقول فكرته و(كلامه) بدون ادعاء". هل كان لديك هدف معين ترغب في تحقيقه من خلال هذه المسرحية؟ "أنا أمارس الإبداع والمسرح أداتي للتعبير، والانخراط في المجتمع. هذا العرض هو استمرار لمشروع مسرحي، مسرح يستفز روح وحواس المتلقي، مسرح لا يبحث عن السهل والمستهلك، مسرح يحاول أن يتجاوز داته وأدواته، مسرح منخرط في أسئلة المجتمع، مسرح يطرح الأسئلة الحارقة، مسرح باختصار يحترم ذكاء الجمهور". كيف ترى دور المسرح في تسليط الضوء على قضايا اجتماعية وثقافية في المجتمع؟ "المسرح كفن جماهيري، كفن مباشر ويتفاعل مع الجمهور بشكل حي، له أدوار عديدة وأول دور للمسرح بالإضافة إلى أدواره المتعددة هو دوره التنويري. المسرح هو فن المستقبل، يستبق دائما الأسئلة الجديدة، والمسرح هو فضاء للتغيير، ولفتح منارة ضوء للمجتمعات. وإضاءة حوار يبعث التنوير والحداثة في بنية المجتمعات".
مشاركة :