روسيا.. حسرة وندامة | سالم بن أحمد سحاب

  • 11/27/2015
  • 00:00
  • 5
  • 0
  • 0
news-picture

يبدو أن صبر روسيا قد بدأ ينفد، فهي لم تُحقِّق في أرض الشام ما كانت تأمل في وقتٍ قصير، ظنّ الدُب الروسي أنها رحلة ترفيهية سريعة، يستخدم فيها بعضًا من ألعابه العسكرية التي ظنّها بعض الإعلاميين المتخلفين أنها ألعاب (بلاي ستيشن) من حيث الدقة التي لا تُخطئ والتصويب الذي لا يخيب. ومن فرط الإحباط الذي تملّك الروس، استعانوا بمزيدٍ من الأسلحة التي شُحنت إلى الموانئ السورية، ومنها طائرات حربية متقدِّمة جدًا وطائرات هليكوبتر مقاتلة متطوّرة وصواريخ جو أرض جديدة، ومع ذلك ظلت المقاومة الشريفة صامدة ينالون منها وتنال من جُندهم وجُند حزب الشيطان والصفويين والنصيريين أخزاهم الله جميعًا. ولأن في جعبة روسيا الكثير من الأسلحة المُحرَّمة دوليًا، فقد لجأت إلى أحدها وهو سلاح القنابل الفوسفورية التي تحرق الجلد من بُعد وتُسبِّب ضررًا بالغًا ربما أدى إلى الموت سريعًا. هكذا هم الذين لا يتورعون عن ارتكاب كل الموبقات والفظائع أملاً في تحقيق أهدافهم المروعة عاجلاً وبلا رحمة أو شفقة، ولو كان الضحايا أطفالاً ونساءً كما في الحالة السورية. ثم هم يتحدثون عن الإرهاب! وأي إرهاب أشد من الإرهاب الذي تُمارسه روسيا ومارسه من قبل بشار الأسد وزمرته طوال 4 سنوات بلا كلل ولا ملل! هل تفجير حانة في شارع مزوٍ يدخل في حظيرة الإرهاب، في حين يخرج منها تفجير سوق شعبي مكتظ بروّاده من النساء والأطفال والشيوخ والكبار والصغار؟ هل القتل بمسدس «إرهاب»، في حين يُعد القتل بالدبابات والصواريخ والقنابل المروعة «تحضرًا وتمدنًا وإنسانية»؟! كأني والله أرى قريبًا الحصاد المر الذي ستجنيه روسيا جزاءً من جنس العمل، وثمرةً من نفس الشجر، وخسرانًا بعد طول أمل. لن تهنأ روسيا الآن، كما لم تهنأ من قبل، عندما خرجت من أفغانستان مهزومة، ولن يُكتب لها نصر ولا لحليفها بشار الذي انتهى، ولا للصفوية التي ستعود أدراجها إن شاء الله، وقد خسئت وخرست وأهلكت جندها وجند حليفها نصر اللات، لتكون عليهم جميعًا حسرةً وندامة، وللمقاومة الشريفة نصرًا واعتلاءً. salem_sahab@hotmail.com

مشاركة :