بقلم : يوسف الراجحي الجميع يعلم أن الفائدة من الابتعاث ليست محصورة في العلم فقط، بل الاعتماد على النفس والاختلاط مع المجتمعات الأخرى، والاستفادة منها، الفتاة في السعودية ليس لها مثيل في العالم، من حيث تعامل المجتمع معها، إذ لا يمكنها قيادة السيارة والسفر أو إنهاء معاملاتها في الدوائر الحكومية دون وجود محرم. حكومتنا مشكورة، فتحت الابتعاث، وأعطت الأنثى حقها في الدراسة في الخارج، لكن مع الأسف تصلني قصص بنات معنّفات في بلد الغربة، وغيرها من مشكلات تواجهها هناك، المشكلة الأكبر أن هذا التعنيف يأتي من الأب أو الأخ، الذي يتهمها مثلاً باتهامات باطلة، أو يمنعها من السفر لتكملة دراستها لأسباب واهية (أما هو، فله الحق في السفر وعمل ما يشاء، وأخته أو ابنته، ليس لها إلا الجلوس في البيت تحت حراسته!). نقل لي أن مبتعثة في منتصف العمر تعرّفت على طالب يدرس معها في الجامعة، واتفقا على الزواج، وأعطت الفتاة رقم أخيها لصاحب الشأن، وكان طموحها عالياً بأن تكمل دراستها مع نصفها الآخر، ولكن بعد معرفة أخيها أنه يدرس معها في الجامعة نفسها، رفض رفضاً قاطعاً، بسبب تفكيره -هداه الله- أن الرجل تعرّف على أخته قبل الزواج، وهذا مخالف لاعتقاداته، ولم يكتف بالرفض، بل وصل به الأمر بالتلفظ عليها واتهامها باتهامات باطلة، لا لشيء إلا أنها فتاة مبتعثة تبحث عن الزواج والاستقرار. نعلم كما يعلم العالم أجمع أن المرأة السعودية اليوم ليست امرأة الأمس، إنها الآن تعتلي أعلى المناصب في الدولة، خاصة بعد قرار خادم الحرمين الشريفين -حفظه الله- بمنح المرأة مقاعد لها في مجلس الشورى، ومشاركتها في اتخاذ القرارات الهامة. لذا علينا أن ندرك أن «قوارير» اليوم لسن «قوارير» الأمس، ففي أمريكا مثلاً، المرأة السعودية تقود سيارتها بنفسها، وتتحمّل جميع المسؤوليات، فـ «رفقاً بالقوارير». نقلا عن الشرق
مشاركة :