خرج سالم ولم يقرر بعد تاركاً شهادات الإنجاز ودروع التفوق، ولم ينتبه للقلم الجاف الذي ظل لصيقاً في جدار غرفته، من معه بحث عن خبر وموضوع للحوار ينشره بحرفية ودقة معروفة عنه وتفهم كامل، هو من أصحاب الرأي والرؤية الصادقة ذوي القلوب المفتوحة محترفي الصمت والأقلام الدقيقة حراس الكلمة ومبدئها وتعافيها الحريصين على الصدق المعنيين بصحيح الصحة الفكرية ونقلها إلى الآخر يعني المتحرين الدقة الملتزمين موعداً اتركوها مفتوحة. الغرفة صديقة النوم لا تُغلق في وجه أصحابها الطموحين، الغرفة الصغيرة تطل على الحياة هي ما يبحث عنها صحفي مثل سالم حتى ولو لم يدخلها إلا لشرح الموقف ولملابسه التي لم يرتدها في العيد تتفهمه وتقدر انشغاله بالإنجاز قبل الوقت، سالم ألصق كثرته للآخر، وأفلت يد صحته وتداعى همسه أنا لست وحيدا وصوتي يسمعه العالم، لست قليلاً، كثرتي ظل، لن أغيب وأضيع اقرؤوا على الجدران في الغرفة ما تركته من بيان وخطابات وكلمات منها التصق ومنها فتح النوافذ ومضى للبعيد…. اتركوا غرفة سالم لا تأخذوها إلى البلدوزر لا يترك حتى الرائحة ولا يذر منها شيئاً، كما أنه لا يستطيع متعب مثله تحريك فمه ويده وإن نوى فعل ليتحرر، إنها غرفته فيها عطر أيامه وما يحرك صمته، يعود ويقف عند منتصفها ويقول رأيه بالتقدم والازدهار هو إيجابي سيلقي كلمة كبيرة تملأ الدنيا وروداً. هكذا سأترك المفتاح/ في حيرة سأناديهم كي يضع/ صورة واحدة له دونهما/ عندي له/ صيغة جديدة رائعة/ هدوؤه يتسلل إلى أحلامي/ أخي أحمد/ يناديني تعال/ إلى جانبي/ غرفتي تسعك والعالم/ تعال أقرأ لك حواري/ وتقرأ علي الشعر/ نحن متفقان/ بأن لنا النتائج/ والأحقية والكلام/ أعرف بأن الصحافة ماء روحه وكل وقته، أعرفه من الطاولة واللقاءات حضوره وغيابه، هو الذي يضع الوقت الكامل تحت تصرف ما ينجزه ينسى العشاء وبطنه الذي له حق الامتلاء، ويستمر كما نراه، ويقول الأهم الوطن والعمل الممتاز له والإخلاص ونوايانا الطيبة تجاهه. لا بد من الذكرى التي تلتصق بنا وهي أشياؤنا نجدها في وجوه الأشخاص وأماكن لعبنا، عند منازلنا وفي فرجان الأيام الأولى ومساحة البساطة الجميلة هي صديقتنا الحميمة وسر أسرارنا «بطحنا العود يا سالم». دعاء النور ياربّ اجعله في نور روضة وجنات وافتح له من خزائن رحمتك ما يريد وبشره في كل شيء يا رب العالمين رحم الله أخي سالم راشد الشرهان الذي أحب الصحافة وأحبته.
مشاركة :