طالب الصوري، صديق مخضرم سبق الآخرين في رؤيته في توزيع الإضاءة على خشبة المسرح وخشبة المهرجانات المختلفة، طوّر من ذاته الحاضرة على المسرح أثناء العرض، مُلم بتفاصيل القصد، حمل على عاتقه التأني في اختيار توزيع الإضاءة، كانت أغنيته صوت الضوء بدمج المنتج الذي يناسب العرض، كلما اقترب من الأشياء التي يحبها أضاء في المعنى، وضع من قلبه الجهد وأعطاها الثبات، لإيمانه بأن النور أغنية الحياة، والظلام ضعف لابد من تبديده، النوايا الطيبة سيرته والهم العام سعيه. هكذا عاد بعد رحلة عمل طويلة قاربت الواحد والثلاثين عاماً قضاها في حقل تقنيات المسرح، ليجدد الوعد ويعود إلى الاستكانة الأولى التي تركها بانتظار رشفة الحياة الأبدية، ليبدأ رحلة عمل خاصة في مجال متصل بالمسرح والإضاءة. يذكر في حديث له أنه يقرأ الضوء ويرسم لوحته على خشبة المسرح، يجسد رؤيته لشعوره بالمسؤولية تجاه العمل، الشعور هذا يحتاج إلى دقة فائقة حتى تكتمل عوامل النجاح، الإضاءة هي أغنيته المفضلة يعيشها فاتحاً الإضاءة على حياة يود أن يكون هو ممثلها، وهم كذلك الحقيقيون في المعنى الراسون هدوءاً، الذين يوجهون أمزجتهم للراحة، هم من يبسطون أيديهم للجميع، بسيطون حتى في الفهم والغموض، طالب صديق ودود يحرص على أخذ إضاءته معه، يتركها لهم تتحدث عنه، يصبح المتحدث والمستمع.. فنان هذه فلسفته، هذه إضاءته.. يقول الأحاسيس لا تختبر حين تبدأ تولّد الأفكار، أضع لها لوحة، أصبح فناناً تشكيلياً ومؤدياً وصانع محتوى، هذه فكرتي تدور في ذهني، أسكن داخلها، هي الجالبة للحظ.. الصديق «طالب» فنان هذه طباعه، يمر بهدوء إلى صرخته في الداخل، يسكن ويستذكر، هائل جهده يغادر خشبة المسرح وينسى الستارة مفتوحة، أعرفه، كلما كسرته الظروف قاومها بالعمل وبتسليط الضوء على المختبئ خلف زوايا الخشبة، التي طالما أسند ظهره عليها، مشاعره تذهب في اتجاهات القلب يترك لها الاختيار، وجهتها التي تؤمن الطمأنينة، ويجلس هكذا يراقبها حتى تبوح بفكره الجديد للعمل المسرحي المشارك به، أعرف طموحه، يحب البحر ويتغنى به يقول في ذلك: «استنشق اليود لتتفتح لعقود، البحر يضيء الروح، له يستنشق عبق الماضي وشمس الأيام، حين الموجة تلمسه تضيء الفكرة، ويصبح لها مساحة ومسافة». «فنان الإضاءة/ هذه فلسفته/ أثّر وتأثّر وأثرى الإضاءة/ وكان للإضاءة حلمها/ وأباها».
مشاركة :