«كلما طرق باب بالي شاعر هتفت بصوتي قرأ له قلبي».. اليوم زارني يطمئن عليّ الشاعر الشهير العزيز سالم سعيد الشرهان وأعطاني قميصه الصوفي الأبيض، رأى رجفة في صدري من أثر البرد، قرأ شعراً أدخل الدفء لضلوعي ودفء يدي الباردة، فاجأني بروحه العالية التي لا يملك خفتها إلا إنسان كبير وشاعر رائع مثله، هو من جيل لا يتكرر، يقول الشعر ويردده مثل ماء الصبح يجبر الخاطر، جاء من دون موعد، قال عزيزي لا موعد للشعراء ولا حب أخوي أثمن من هذا، رائع بمعنى الكلمة يظمأ حتى يسقي بحرفه الجميل الموزون عطش السنين، سالم الشرهان شاعر وصديق السنين والتحدي الذي لا يلتفت ولا يذهب للضوء عازف عود لا تدمع عينه يُطرب، عرفته بأمنياته بالخير للجميع، تحب فيه عفويته وصوته إذا قرأ، أستاذ وأجمل من يفتح أبواب القلب ويدخلها بترحاب كبير رغم ما يعانيه من نكران إلا أنه يخاطب رمضاء القيظ بعتب لطيف وبخطوات فيها كل الهدوء والاستئذان، وهو من قال في رمضاء القيظ: تعودت الضما والنار/ أجر الخطوة والخطوة/ على رملك تظل تذكار/ وتذريها سهام القيض/ يا رمضا صعب مشوارك… سالم الشرهان شاعر بأوزان ثقيلة ومعانٍ ضاربة في الجذور، استمد من بيئته الحكمة والرأي ومن آبائه القيادة، عرفته هكذا يترك طموحه بصمت محفزاً للآخرين ويذكرهم من دون أن يتحدث بردة فعل عالية رائعة «وأنا أتعلق بقايا روح/ غصب أحيا جسد مطروح/ أنا بصحرا زرعة الشوق/ ويجنيني عنا واجروح/ فقيد الذات/ بعد ما الحس مني مات/ وأنا جيتك/ تحنين لي تضميني جسد ميت/ وحنانك بس للأموات..». هو الذي يمنح البهجة إذ تلاقيه يمنحك الشعر وتهتف به، يمشي على مدى الأيام يكتب الشعر مخلصاً لموهبته، مؤمن بأن الشعر سيصل ويصلون إلى ما في قلبه بيسر وسهولة، رسائله للآخرين ونصحه لهم بالكلمة التي يثق بها بأنها ومضة تكبر في النفوس، التركيز في طرحها عالٍ متأنٍ في تفكيره مريحٌ يُغني الخيارات، هو حل كبير يخرجه من الإطار يفتح قفص الحياة من نافذة قلبه يطير بالشعر والعزف على عوده الوحيد، مثله الذي لا يقدر ويقول ما يلمحه قلبه.. «لظ في عيني حسن دانه/ وامتحنت بوصف هاللظة/ همت يا راشد على شاته/ هيمة الطربان في العرضة..»، وهكذا مثلما دخل منزلي بالشعر ترك أبيض قلبه في قميص أبيض.. شكراً الشاعر سالم سعيد الشرهان.
مشاركة :