محادثات «الواتساب» تقاوم «الرهاب الاجتماعي»

  • 12/8/2013
  • 00:00
  • 1
  • 0
  • 0
news-picture

مع تسارع الزمن وتكاثر الأعباء والضغوط الحياتية، تفشت رقعة الأمراض النفسية وتنوعت أعراضها، لكن أطباء نفسيين أكدوا لـ "الاقتصادية" أن دراسات وأبحاثا محدودة، خلصت إلى أن المحادثات على "الواتساب" واستخدام وسائل التواصل الاجتماعي كفيلة بالحد من بعض الأمراض النفسية، خاصة ما يطلق عليه "الرهاب الاجتماعي"، بشرط استخدامها بشكل مقنن. وأشاروا إلى أن الأبحاث التي نشرت في مؤتمرات عالمية حضروها، أظهرت أن التراسل عبر "الواتساب" ووسائل التواصل الاجتماعي قد تسهم في علاج من يعانون الانعزال الاجتماعي، إضافة إلى أنها يمكن أن تساعد على نحو إيجابي من يعانون من حالات الاكتئاب وبعض الاضطرابات النفسية. يقول لـ "الاقتصادية" الدكتور مصطفى إسماعيل المختص في طب الأسرة، إن استخدام "الواتساب" أو "تويتر" لفترات محددة في اليوم قد تكون وصفة علاجية لبعض مرضى "الرهاب الاجتماعي" الذين يخشون المواجهة، مشيرا إلى أن وسائل التواصل تحد من خوفهم تدريجيا. وأبان، أن وسائل التواصل الاجتماعية الحديثة تضطلع بدور محتمل في كل من الإسهام في لجوء الشباب إلى سلوكيات خاطئة وفي الوقاية منها في الوقت نفسه، وفقا لدراسات حديثة. وأضاف، "يجب تطوير تدخلات علاجية عن طريق استخدام قنوات الاتصال هذه، ولاسيما في التواصل مع من لا يسعون للحصول على المساعدة من خلال العيادات". وقال إنه ينبغي الاعتراف بأن عديدا من الناس يستخدمون وسائل التواصل لمناقشة ما يشعرون به من اكتئاب وإحباط دون الإفصاح عن هويتهم، لافتا إلى أن ذلك قد يكون له تأثير إيجابي على المريض عندما يعبر عن مشاعر لم يكشف عنها من قبل لأي شخص في حياته الواقعية. ويرى الدكتور مصطفى أنه بدلا من التركيز مبدئيا على سبل إغلاق ومراقبة مثل هذه المواقع، ينبغي التفكير في الفرص المتاحة على الإنترنت للوصول إلى أناس يعانون من مشاعر الاكتئاب ومساعدتهم. في السياق ذاته، قال لـ "الاقتصادية" الدكتور رضا عبيد اختصاصي الطب النفسي في مستشفى الملك عبد العزيز في مكة المكرمة، إن استخدام برنامج "الواتساب" والدردشة عبر "الإنترنت" قد يسهم بشكل إيجابي مع أولئك الذين يعانون من الاكتئاب والقلق العام، لافتا إلى أن مستخدمي وسائل التواصل الاجتماعي يستطيعون الإفصاح عما يجيش في أنفسهم من خواطر وأفكار دون حرج بخلاف الحديث وجها لوجه وهذا يخفف من عوامل الاضطراب النفسي. وتابع: "من هنا قد ينجح الشخص في التغلب على مشكلاته النفسية من خلال التفاعل مع المحيطين واكتساب خبرات منهم. ولكن التوسط والاعتدال هو سمة ديننا الحنيف، فلو أفرطنا في الاستخدام على غير المعتاد قد ينقلب بأثر عكسي ويجرفنا في عالم مواز للواقع، فيبدو أننا قد انعزلنا من الحياة التي نعيشها، فالوسطية والاعتدال في استخدام التكنولوجيا أمر مهم وضروري جدا". ورغم أن دراسات سابقة نشرت وتوصلت إلى وجود صلة تربط بين استخدام وسائل التواصل على الإنترنت وإلحاق الضرر بالنفس والانتحار، إلا أن هذه الدراسة أكدت إمكانية أن تكون تلك الوسائل إيجابية التأثير نفسيا. ومعلوم أن وسائل التواصل الاجتماعي رغم التحفظات الكثيرة عليها، إلا أنها فتحت طريقاً جديداً للتواصل بين الأفراد والمجموعات، إضافة إلى فوائدها الكثيرة في الأنشطة العلمية والسياسية والاقتصادية والاجتماعية. وتعتمد الفكرة الأساسية لهذه المواقع على تسهيل تواصل الأشخاص الذين يشتركون بروابط معينة، كزملاء الدراسة أو العمل أو الذين يشتركون باهتمامات محددة، مهما كانت المسافات التي تفصل بينهم، إضافة إلى إتاحتها الفرصة لتكوين صداقات جديدة. وتقلل هذه المواقع بشكل كبير من عناء البحث والتواصل مع الأشخاص والشركات والمؤسسات وحتى الحكومات، فكل ما يحتاجه الشخص هو الدخول إلى صفحة الجهة التي يبحث عنها والاتصال المباشر بها. كما توفر مواقع التواصل الاجتماعي لمستخدميها الحصول على المعلومات من مصادرها مباشرة، فإذا كنت تستفسر عن جهاز أو مشكلة أو أي أمر آخر، فما عليك إلا أن تبحث عن الجهة المعنية وتبادر بطرح سؤالك عليها، وتنتظر الإجابة المباشرة من تلك الجهة، إضافة إلى أنها تساعد على التنوع وعرض وجهات النظر المختلفة لأي قضية مطروحة، ويسهم هذا النوع من العرض على توسعة الآفاق الفكرية للشخص وتعلم رؤية الأمور من زوايا مختلفة والتسامح مع الآخرين، وهذا يتطلب المزيد من الوقت في العالم الفعلي.

مشاركة :