صحف وقنوات على طريقة سوزان نجم | شريف قنديل

  • 12/1/2015
  • 00:00
  • 11
  • 0
  • 0
news-picture

بكل المقاييس الإنسانية، والاجتماعية، والاقتصادية، والسياسية أيضًا، كان مشهدًا صادمًا ومؤلمًا! هذا ما يمكن قوله بداية في المشهد، بل في «الألبوم» الذي نشرته بعض الصحف المصرية، لاحتفالية الجالية السورية في القاهرة، بليلة «عاشت سوريا.. تحيا مصر»! والحق أن الشعار كان جميلاً وساطعًا بما يحملك على التأمّل والمشاهدة.. فمَن ذا الذي يكره لسوريا، وللشعب السوري أن يعيش؟! ومَن ذا الذي يرفض أن «تحيا مصر»، وتسطع في الدنيا كلها قلعة للعروبة والإسلام؟! دخلت مع الداخلين على الألبوم المنشور، وليتني ما دخلت! فقد وقفت منظِّمة «الحفلة»، والداعِية إليها، والمنفِقة عليها بفستان أحمر مكشوف تمامًا من أعلى، وحولها عشرات من وجوه الفن والمال والأعمال «السوداء بالتأكيد»، مع الاحترام التام لكل فنانة محترمة، ولكل رجل أعمال وطني، سواء من الذين حضروا الاحتفالية الكبرى، أو من غيرهم! كانت السيدة سوزان نجم تحتفي بمجازر بشار الأسد في حلب تحديدًا، فقد ظهرت خلف كل صورة لوحة كبرى مكتوب عليها «حلب ترحب بكم».. أمسكت السيدة «بسكين» «لتقطيع» «التورتة» التي كانت تقطر باللون، أو السائل «الأحمر»، وهي نفس المفردات، أو حتى الأدوات التي يستخدمها بشار في ذبح وتقطيع أطفال سوريا، الذين باتوا الآن أشبه بتورتة جاهزة للقصف الروسيّ. وتحت اللوحة التي تقول «حلب ترحب بكم» سقطت كلمة «للذبح»! فقد انسجمت اللوحة، بل والحفل كله مع عمليات الإبادة التي تتمّ في ريف حلب! كان الحاضرون يلتهمون ما لذَّ وطاب على موائد الدم. بحثتُ عن السيدة سوزان نجم، فاكتشفتُ أنها «ممثلة» سورية انفصلت، أو انقلبت على زوجها قبل أن تذهب للسيد عمرو الليثي، مقدم برنامج «واحد من الناس» تبكي وتنتحب على هذا الزوج الذي خالفها، وراح يؤيّد الشعب الذبيح على حساب القائد الذابح.. إنّه مجرد خلاف سياسيّ.. هكذا قالت السيدة بغض النظر عن طبيعة «الانفصال».. انفصال سوزان عن زوجها، وليس انفصال سوريا عن مصر. كنتُ أحملقُ في الوجوه المشارِكة في «الحفلة»، أو الملحمة الحمراء من فرط الألوان والمساحيق الموجودة، وأنا أضرب كفًّا بكفٍّ! إنَّها نفس الوجوه التي رأيتُها وتابعتُها حتى وقت قريب في حفلات السفارات العربية التّي اتخذت بلادها، وتتخذ مواقف صارمة تجاه جرائم بشار! الحق أنني التمستُ العذرَ لهؤلاء الحاضرين والحاضرات من المشاركين في حفل الدم المُسال في حلب، فقد التبس الأمر على كثيرين حتى أصبحوا لا يعرفون على وجه الدقّة: هل الأمة مع بشار والذبح، أم مع الشعب المذبوح؟ هل هي مع القصف الروسيّ المستمر، أم مع الشعب الصامد؟! لقد وقفتْ إحدى الممثلات الشهيرات تدعو في قناة فضائية «أن ينصره الله».. مؤكِّدة أن «اللهَ معه»! إن معارف هؤلاء، أو معلوماتهم إنّما تستمد من الصحف والقنوات العربية، والواضح أن الأمر مازال ضبابيًّا، بل ومعتمًا في بعض الصحف والقنوات التي توزّعت وتنوّعت على النحو التالي: البعض يستنكر جرائم بشار، ويشجّع القصف الروسيّ! البعض الآخر يُحيّي جرائم بشار، ويستنكر القصف الروسيّ! وهناك مَن يحيّي ويروّج ويحتفل بالاثنين معًا، على طريقة سوزان نجم!! sherif.kandil@al-madina.com

مشاركة :