بالرغم من الظروف المعيشية الصعبة التي يعيشها غالبية السوريين هذه الأيام، والظروف الاقتصادية التي تعيشها البلاد من غلاء للأسعار، وتدهور الليرة السورية إلى مستويات متدنية أمام العملات الأجنبية، إلا أن السوريين يصرون على استقبال شهر رمضان المبارك بكثير من الفرح، والبدء بالتحضير له. وتشهد أسواق العاصمة دمشق اليوم حركة نشطة للمواطنين السوريين، والغالبية يشتري بعض الاحتياجات التي تلزم لشهر الصوم من بقوليات وتمور والمشروبات التي تحضر على مائدة الإفطار بهذا الشهر الفضيل. ولكن ما يلفت الانتباه حقا، هو أن عملية شراء الاحتياجات، ليس كما هو بالعادة في السنوات السابقة، وانما الناس تشتري ما يلزم وبكميات قليلة، وهناك بعض الأشياء تم الاستغناء عنها بسبب غلاء سعرها، وعدم قدرة الغالبية على شرائها، فالكل يريد أن يعيش طقوس رمضان الجميلة، ولكن ضمن الحدود الدنيا. وأعرب أبو عدنان (54 عاما) عن دهشته من ارتفاع أسعار السلع والمواد الغذائية بشكل جنوني، مؤكدا أن هذا الغلاء والظروف المعيشية الصعبة ستحرم السوريين من كثير من الأطعمة. وقال أبو عدنان الذي خرج لتوه من سوق البزورية بدمشق القديمة، ومعه بعض الأكياس المعلقة بأصابع يديه، لوكالة أنباء (شينخوا) "نحن معتادون أن نذهب إلى السوق قبل قدوم شهر رمضان المبارك، لنشتري بعض الاحتياجات والأطعمة"، مشيرا إلى أن هذا الطقس بات تقليدا سنويا، ويشكل احتفالية بقدوم شهر الصوم. وأضاف "في هذه السنة، وبالرغم من معرفتي المسبقة بارتفاع الأسعار لغالبية السلع، قبل قدوم شهر رمضان، إلا أنني أحببت ان أعيش هذا الطقس مع عائلتي، مع فارق بسيط أن كمية المشتريات قليلة هذه السنة". وأشار أبو عدنان، الذي يعمل في مهنة البلاط والسيراميك، إلى أن هناك عددا لابأس به من الأطعمة ستخرج من موائد رمضان هذا الموسم لأن الدخل اليومي لا يناسب مع الغلاء الحاصل. وأوضح أبو عدنان أن العزائم والولائم التي كانت تقام في شهر رمضان لن تكون حاضرة. من جانبها، عبرت ام ياسين (58 عاما) عن سرورها بقدوم شهر رمضان الذي هو شهر الخير والبركة، موضحة أن الأسواق تشهد حركة نشطة رغم غلاء الأسعار، وهذا دليل على أن السوريين يصرون على استقبال شهر رمضان بكثير من الفرح. وقالت أم ياسين، التي كانت تتجول في أحد أسواق دمشق لشراء بعض السلع والفاكهة المجففة، لـ(شينخوا) "لم أتوقع أن أرى هذا الازدحام الكبير في الأسواق"، مؤكدة أن الناس منذ وقت طويل يحبون التسوق قبل شهر رمضان، ولكن غلاء الأسعار أفسد هذه المتعة لدى غالبية الناس، واقتصر التسوق على شراء أشياء بسيطة. الشاب أحمد (23 عاما) أراد أن يكون احتفاله بقدوم شهر رمضان مختلفا، فهو أراد أن يشتري زينة وأضواء يضعها على شرفة بيته، ترحيبا بقدوم الشهر الفضيل. وقال أحمد الذي كان بداخل متجر يحتوي على العاب وأدوات كهربائية لـ(شينخوا) "اشتريت هلالا يضيء ليلا، سأضعه على شرفة بيتي، وحبلا من الأضواء الملونة التي سيتم وضعها بجانب الهلال أيضا"، مبينا أن رمضان هو شهر الخير والمحبة، واذا كان أسعار السلع غالية فلماذا لا نعبر عن سرورنا بشيء بسيط. وأشار الشاب أحمد ساخرا إلى الزينة التي اشتراها ستضاء فقط عندما يأتي التيار الكهربائي، مبينا أن المنطقة التي يسكن بها تشهد برنامج تقنين جائر يفوق الـ 5 قطع وساعة واحدة وصل. وعبر العديد من السوريين عن سعادتهم بقدوم شهر رمضان، ولكن بنفس الوقت أشاروا إلى أن شهر رمضان سيكون صعبا على غالبية السوريين وخاصة الفقراء منهم. وأشار سوريون عبر مواقع التواصل الإجتماعي إلى أن المواطن يشعر بالحيرة حول ماذا سيأكل عند الإفطار، لأن كل شيء ثمنه مرتفع، والدخل المادي قليل أو معدوم، مؤكدين أن الإفطار سيكون عبارة عن صنف واحد فقط.
مشاركة :