أعلن مسؤول عسكري في القوات الموالية للحكومة الليبية المعترف بها دولياً، أول من أمس، أن تنظيم داعش يحاول التمدد نحو مدينة أجدابيا في شرق ليبيا، وأن هذه القوات تحاول منعه عبر تنفيذ غارات جوية ضد أهداف له، فيما أفاد خبراء في الأمم المتحدة بأن داعش اقام رأس جسر في ليبيا إلا انه يواجه صعوبة في توسيع نفوذه في هذا البلد بسبب مشكلات تمويل تواجهه وعداء السكان له، كما يجد صعوبة في اقامة تحالفات محلية، بينما دعت الدول المجاورة لليبيا في الجزائر العاصمة الى تكثيف وتنسيق الجهود من اجل التصدي لانتشار الإرهاب في ليبيا. وفي التفاصيل، قال مسؤول عسكري رفيع المستوى في هذه القوات، إن سلاح الجو استهدف (أول من أمس) اجتماعاً لعدد من المتطرفين في منزل بالحي الصناعي جنوب أجدابيا. وأضاف المسؤول أن هذه الغارة تأتي ضمن خطة للحد من خطر سيطرة المتطرفين على المدينة الواقعة في الهلال النفطي الليبي. * الدول المجاورة لليبيا تعرب عن قلقها العميق حيال توسع الإرهاب في ليبيا، ودعت إلى تكثيف وتنسيق الجهود للتصدي لتنظيمي داعش وأنصار الشريعة. * داعش يواجه صعوبة في توسيع نفوذه في ليبيا بسبب مشكلات تمويل تواجهه وعداء السكان له، كما يجد صعوبة في إقامة تحالفات محلية. وتقع أجدابيا بين مدينتي سرت (450 كلم شرق طرابلس) الخاضعة منذ يونيو لسيطرة داعش المتطرف، وبنغازي (1000 كلم شرق طرابلس) التي تشهد منذ اكثر من عام ونصف العام معارك بين قوات الحكومة الليبية المعترف بها دولياً وجماعات متطرفة. وكانت قوات الحكومة الليبية المعترف بها قامت يومي الخميس والجمعة الماضيين بسلسلة غارات استهدفت مواقع وأهدافاً للتنظيم قرب أجدابيا، بحسب مسؤول عسكري ثان. وأوضح هذا المسؤول ان الغارات افشلت مساعي الجماعات الإرهابية في اعلان ضم المدينة تحت امرة التنظيم، من دون أن يقدم تفاصيل اضافية. وبحسب مصادر أمنية في أجدابيا، فإن المدينة الواقعة على بعد نحو 190 كلم جنوب غرب بنغازي شهدت على مدى الأسابيع الماضية 37 عملية اغتيال استهدفت عسكريين في معظمها. واعتبر رئيس وزراء فرنسا مانويل فالس، أول من أمس، أن الوضع في ليبيا سيكون الملف البارز الذي سيطرح الأشهر المقبلة، بينما اعلنت مصادر قضائية ان فرنسيين وضعا في السجن قبل اسبوعين بعد الاشتباه بسعيهما للانضمام الى التنظيم في ليبيا عبر تونس. من جهة أخرى، افاد خبراء في الأمم المتحدة بأن داعش اقام رأس جسر في ليبيا إلا انه يواجه صعوبة في توسيع نفوذه في هذا البلد بسبب مشكلات تمويل تواجهه وعداء السكان له. وجاء في تقرير وضعه خبراء يعملون في لجنة العقوبات ضد تنظيم القاعدة والتي بات عملها يشمل ايضاُ تنظيم داعش، ان التنظيم الأخير يعتبر تهديداً اكيداً على المديين القصير والطويل في ليبيا، مستفيداً من الشهرة التي كسبها بعد سيطرته على مناطق واسعة في سورية والعراق. إلا ان التنظيم، بحسب التقرير، يواجه مقاومة شديدة من السكان كما يجد صعوبة في اقامة تحالفات محلية. ويقدر التقرير عدد مقاتلي داعش في ليبيا ما بين 2000 و3000 بينهم 1500 في سرت. يأتي ذلك، في وقت قتل قائد بارز في القوات الموالية للحكومة الليبية المعترف بها دولياً أمس، وأصيب خمسة عناصر في هذه القوات، اثر استهدافهم بصاروخ في مدينة بنغازي شرق ليبيا. وقال ناصر الحاسي، المتحدث باسم قاعدة بنينا الجوية الواقعة جنوب مدينة بنغازي (1000 كلم شرق طرابلس)، لقي آمر غرفة عمليات الجيش الليبي العقيد علي الثمن مصرعه (أمس) في محور سيدي فرج في شرق بنغازي. وأضاف ان القائد العسكري قتل اثر استهدافه بقذيفة صاروخية اثناء محاولة قوات الجيش التقدم باتجاه معاقل الجماعات المتطرفة. من جهتها، اعلنت وكالة الأنباء وال القريبة من الحكومة المعترف بها أن خمسة جنود من قوات الجيش اصيبوا في الهجوم الذي اودى بحياة الثمن. ووقعت هذه الحادثة بعد يوم من قيام الجماعات المسلحة المناهضة للقوات الحكومية باستهداف محيط قاعدة بنينا الجوية الواقعة على بعد نحو 150 كلم جنوب بنغازي بـ 28 قذيفة، اصابت منازل سكنية وخلفت جرحى في صفوف المواطنين. وفي الجزائر، دعت الدول المجاورة لليبيا إلى تكثيف وتنسيق الجهود من اجل التصدي لانتشار الإرهاب في هذا البلد الغارق في الفوضى. وضم الاجتماع الذي تركز على الأزمة الليبية وزراء وممثلين عن الجزائر وتونس ومصر والسودان والنيجر وتشاد، بالإضافة الى الاتحاد الإفريقي والجامعة العربية. وشارك في الاجتماع ايضاً الممثل الجديد للأمم المتحدة في ليبيا الألماني مارتن كوبلر، الذي يحاول تشكيل حكومة وحدة وطنية في هذا البلد. وفي بيان ختامي، أعرب المشاركون عن قلقهم العميق حيال توسع الإرهاب في ليبيا، داعين إلى تكثيف وتنسيق الجهود من أجل التصدي خصوصاً لتنظيمي داعش وأنصار الشريعة. وأكد المجتمعون أيضاً عزم دولهم تقديم الدعم الكامل للسلطات الليبية فور تشكيل حكومة وحدة وطنية ومواكبتهم لجهود إعادة الإعمار.
مشاركة :