القطان: التهتك واللباس الخليع سبب للانحراف... وانتشار الفواحش يزيل النعم ويحل النقم

  • 12/5/2015
  • 00:00
  • 5
  • 0
  • 0
news-picture

رأى إمام وخطيب جامع مركز أحمد الفاتح الإسلامي، الشيخ عدنان القطان، أن التهتك والتبرج واللباس الخليع، تعد من أسباب الانحراف والشذوذ، مؤكداً أن انتشار الفواحش يزيل النعم ويحل النقم. وفي خطبته يوم أمس الجمعة (4 ديسمبر/ كانون الأول 2015)، التي جاءت بعنوان «الجرائم الخلقية وخطرها على الأمة»، أوضح القطان أن «من أسباب الانحراف والشذوذ: وسائل الإعلام والفضائيات المنحرفة، فلها تأثيرها البالغ في جر الناس والنفوس إلى الهاوية، في صورها، وكلماتها، وانفعالاتها، وقصصها، وأفلامها ومسلسلاتها، مما يبعد عن الحياء والحشمة، والوقار، والعفة، والغيرة، والمروءة»، مشيراً إلى أنه «يكثر في ذلك بعض الكتابات، والمقالات المنحرفة، والروايات الساقطة، وسير المنحرفين والشاذين، وما يسمونه بمغامراتهم العاطفية، ومراهقاتهم الشائنة». وشدد على ضرورة «الرقابة الصارمة على هذا الإعلام المنحرف، وعدم التهاون في بث ما يروج له أو يهون من وقعه من القصص والأفلام الخليعة، أو التمثيليات الساقطة، والروايات الإباحية، والشذوذ الممقوت». وأكد أن «الحشمة والستر لا يبعثها إلا دينٌ أو خلق، والستر والاحتشام منسجمٌ مع الغيرة، والعري والخلاعة والتهتك منسجمٌ مع الشهوة؛ فالغيرة تبعث على الحجاب الشرعي واللباس المحتشم، والشهوة تبعث على اللباس الخالع الجريء». وأضاف «ومن أسباب الانحراف: سوء استخدام أدوات التواصل الاجتماعي من الهواتف، والشبكات، والمواقع، وما يجره ذلك من سوء القول والعمل، مما يوقع في سوء العواقب وسوء الفعال». وقال إن: «انتشار الفواحش والمنكرات من أكبر أسباب زوال النعم وحلول النقم؛ فإنها توجب سخط الله ومكره، وإعراضه عن الواقع فيها، متسائلاً: «أي خير يرجى وأي شر يؤمن من عبد حلت عليه لعنة الله وسخطه؟! وكيف تكون حياة من مقته ربه وأعرض عنه ولم ينظر إليه؟». وقال إن أسباب الوقاية والسلامة من هذه الفواحش المنكرة؛ فأولها: الإخلاص لله، واللجوء إليه، عز شأنه، وغض البص؛ فغض البصر يورث الراحة والطمأنينة، مبيناً أن غض البصر، وحفظ الفرْج، أقوى تزكية للنفوس، وزكاء النفوس يتضمن زوال جميع الشرور من الفواحش والظلم والشرك والكذب وغيرها، وبيّن أن «غض البصر يورث ثلاث خصال: حلاوة الإيمان ولذته، ونور القلب وفراسته، وقوة القلب وثباته وشجاعته». وذكر أن من الأسباب المانعة الحافظة من الفواحش «البعد عن مواطن الفواحش، وبيئاتها، وأماكن الريب، فإذا ابتعد البدن ابتعد القلب، ومن ذلك: الاشتغال بما ينفع، فإذا كان الفراغ يوقع في المصائب؛ فإن الاشتغال بما ينفع يحفظ العمر، ويثمر البر والخير، وما ينفع لا يقع تحت حصر؛ من خدمة الأهل، وطلب المعاش، والصناعات، والتجارات، والصحبة الطيبة». وأضاف للأسباب «الاجتهاد في أنواع الطاعات والعبادات، ولاسيما الاشتغال بالذكر والدعاء والاستغفار وحسن العبادة». وحث القطان على «الحرص التام على تماسك الأسرة، وبذل المزيد من الرعاية والعناية، في الأبناء والبنات، وحسن تربيتهم ووقايتهم من البيئات الموبوءة». ودعا علماء الأمة ورجال الفكر والرأي أن يقولوا كلمتهم في رفع همة الأمة. إن أمتنا اليوم بأمس الحاجة إلى الأقلام الجادة، والمقالات الصادقة، والأفكار المخلصة، وإلى الهمم العالية، والعزائم القوية، والقول المستنير، والله المستعان وعليه التكلان» وأفاد بأن «أهل هذا العصر ابتلوا بانحراف مقيت، يريد تجريد الإنسان من إنسانيته، ومن أعلى خصائصه التي أكرمه الله تعالى بها، وفضله فيها على كثير ممن خلق تفضيلاً... وإن مما يخيف ويرعب: مستوى المجاهرة في هذا الانحراف الذي أصبحت تتبناه دول ومنظماتٌ وقوانين وتشريعات، ليضفوا الشرعية والإباحية على ما حرمه الله، وحرمته جميع الديانات، وأبتْه الفطر السليمة، والنفوس السوية». وتساءل أيضاً: «أتدرون ما المقصود؟! إنه اللواط والسحاق، إنه الجنس الثالث والمثليون، في أسماء ونعوت يستحيي الكريم أن يلفظها، ويأنف ذو المروءة أن يتفوه بها، فضلاً عن أن يؤذي بها الأسماع... فتنةٌ وبلاءٌ وفواحش تستعبد النفوس المريضة، يعيشون عيشة الهوان، أسرى أهوائهم، انحرفوا عن مسالك الرشد، وسبيل القصد، شذوذٌ يخرج الإنسان عن طبعه إلى طبع لم يطبعه الله عليه، حتى الحيوان البهيم، لا يسلك هذا المسلك... بل هو ذو طبع منكوس ومقلوب، وإذا انتكس الطبع انتكس القلب والعمل والهدى، فيستطيب الخبيث، ويفسد حاله وكلامه وعمله. وقال: إن «اللواط يجلب الهم والغم، والنفرة من الفاعل والمفعول به، ويظلم الصدر، ويكسو النفس وحشةً، يظهر على صاحبه كالعلامة، يعرفها من له أدنى فراسة، يذهب بالحياء، والحياء هو حياته وحياة القلوب، ومن فقد الحياء استحسن القبيح، واستقبح الحسن، وذهب ماء وجهه، وحينئذ يستحكم فيه الفساد والانحراف، عياذًا بالله من مقت الله وغضبه وشديد عقابه». وتابع «انظروا ما تقوله الإحصاءات العالمية، تقول: (إن معدلات انتشار مرض نقص المناعة (الإيدز) تظهر في المتشبهين بالنساء من الرجال والمسترجلات من النساء، بنسبة تزيد على 20 مرة عن غيرهم، كما ذكرت المنظمة (منظمة الصحة العالمية) ظهور أوبئة جديدة من هؤلاء الشواذ اللوطيين والسحاقيات في مناطق عديدة من العالم، كما تتراوح الإصابة فيما بين هؤلاء المتشبهين بالنساء، والمسترجلات من النساء إلى نسب تصل إلى ثمانية وستين في المئة». وأشار إلى أن «من الأمراض التي يبتلى بها هؤلاء الشواذ: التهاب الكبد الفيروسي، وأمراض الزهري، والسيلان، والهربس، وسرطان الشرج والغدد الليمفاوية، والخلل بالجهاز المناعي، مع أمراض عصبية، واضطرابات نفسية، وقلق واكتئاب، وشعور بالنقص، قد يقود إلى القتل والانتحار». ورأى أن «هذه الدول والمنظمات الدولية المؤتمنة على الصحة في العالم لم تفكر أو توص بمنع هذه الجرائم، وإنما اشتغلت بإيجاد ما أسمتْه (الطرق الآمنة التي تؤمن احتياجات هؤلاء الشواذ واللوطية والسحاقيات المائعين المتكسرين)، مع اعترافها بقولها: (إنها لم تتمكن من كبح جماح انتشار فيروس الإيدز)». وأردف قائلاً: «أي انتكاسة أعظم ممن يدعي أنه يحافظ على حقوق الإنسان وهو يحوله إلى بهيمة أو أحط من البهيمة؟! فليس في البهائم من يعلو فيها الذكر على الذكر، أو الأنثى على الأنثى... أي حماية لهؤلاء الشواذ؛ بل أي حقوق لمن ينتهك حرمات الله، ويقتل العفة، وينحر الفضيلة؟! إنها مسالك الجاهلية المظلمة».

مشاركة :