ساعدوا أولئك الأحياء الأموات | عبد الله منور الجميلي

  • 12/6/2015
  • 00:00
  • 8
  • 0
  • 0
news-picture

(سَاعِد).. برنامج شقيق للمدعو (سَانِد)، أطلقته (الخدمة المدنية) عام 1435م، لكي يُسَاعِد العاطلين ممّن مؤهلاتهم الثانوية فأقَل على التعيين؛ إذ تُعْرَض فيه قدراتهم وخبراتهم. ولكن وبحسب رسالة وصلتني من بعض المنتسبين له، فإنّ ذلك (البرنامج) قد أصبح مرتعًا وطريقًا للواسطة! حيث مِن خصائصه العجيبة والغريبة أحقية دخول مسؤولي التوظيف -في الجهات الحكومية- عليه، واطلاعهم على الأسماء الساكنة فيه، ومن ثَمّ صلاحية اختيار مَن يُريدون منها، والتواصل المباشِر معها! ولذا كان هناك طَلب وتوظيف لأهل الواسطة والمحسوبية، بينما المساكين لهم أكثر من سنة وهم خارج نطاق الخِدمة، فوجودهم في قائمة (سَاعِد) أشبه بالمُتسابقين في مسافات الركض الطويلة، الذين يوصَف أحدهم بأنه (أرنب السِّبَاق) مهمته أن يضبط مُعَدل الجَري، لكي يُمَهْد الطريق للبطل القادم مِن الخَلف، وهو هنا مُرشّح الواسطة! وهنا أدرك جيدًا بأن الدولة حريصة جدًا على معالجة أزمة البطالة التي يعاني منها أكثر من (13% من شبابنا)، ولهذا الغرض أَطْلَقَت حزمة من القرارات والبرامج لعل آخرها (هيئة توليد الوظائف ومكافحة البطالة)، ولكن المشكلة تكمن في آلية التنفيذ من قِبَل المؤسسات الخدمية المعنية؛ فهناك نوافذ تُفتح تساهم في الاختراقات، كما هو الحال مع السّيِّد (سَاعِد). وما أرجوه في هذا الجانب إلغاء كل برامج التوظيف لتكون (هيئة توليد الوظائف ومكافحة البطالة) هي (البَنك الوحيد) الذي يُجْبر القطاعين الحكومي والخاص على أن يُودِعا فيه ما يحتاجانه من الوظائف، يتنافس عليها المؤهلون بمعايير واضحة وعادلة. أخيرًا.. تكفون في هذا الميدان لا تنسوا خريجي وخريجات (الكليات التقنية، وكليات المجتمع، والدبلومات الصحية، والجامعيات القديمات)، فأولئك (أحياء لكنهم أموات)، فهم يعانون البطالة منذ سنوات؛ ويستغيثون لمعالجة وضعهم أسوة بخريجات معاهد المعلمات. aaljamili@yahoo.com

مشاركة :