على مدى أكثر من 30 عاماً كانت كرة السلة بنادي الاتحاد اللعبة الثابتة في حصد الذهب بكل أشكاله المحلية والإقليمية والقارية، فيما بقية الألعاب بما فيها القدم تغيبُ وتحضر، وشكلت لجماهيره ركناً مهماً من تاريخ النادي، وكانت تجد أحياناً الدعم والتفاعل الذي يجده فريق كرة القدم بالتساوي، ولم تنس الجماهير الاتحادية أجيالاً ذهبية مرّت عليها وأطلقت من خلالهم على هذه اللعبة "سلة الأحلام" لأنها كانت تحقق كل أحلام المشجع من البطولات بكل أشكالها وحجمها من الأهمية، واستمرت صداقتها مع الذهب حتى في ظل انعدام موارد النادي حتى قبل بداية مرحلة العضو الداعم، وحافظت على البقاء في المنافسة حتى في فترة إدارة محمد فايز السابقة التي عانت قلة الدعم وحققت بعض البطولات المحلية فقط. جاءت إدارة إبراهيم البلوي التي ضمّنت ببرنامجها الانتخابي ما ينص على المحافظة على استمرارية الألعاب المختلفة التي ارتبطت بحميمية مع البطولات وجاء على رأسها كرة السلة ومعها كرة الماء وتنس الطاولة والجمباز، واستبشرت الجماهير خيراً بتوقيعها لثلاثة عقود رعاية بحضور رئيس النادي وممثلي كل الألعاب المختلفة في مؤتمر صحفي رسمي ليؤكدوا للجماهير أنها الأعلى في تصنيف الألعاب المختلفة لتضاف إلى الميزانية المفتوحة والأكثر من مفتوحة التي وعد بها الرئيس، بدت الجماهير بعد التوقيع أكثر اطمئناناً على مستقبل النادي في ألعابه المختلفة لاستمرار ارتباطها بالبطولات التي ظلت لأعوام طويلة، فيما بدأ مشرفو هذه الألعاب بوضع خططهم وإستراتيجيتهم لبداية موسم مختلف للعودة لما هو أبعد من إحراز البطولات المحلية. حين بدأ الموسم كان الواقع مغايراً لما شاهدته من بهرجة العقود وبدأ مشرفو الألعاب يتذمرون نتيجة انعدام الدعم، بل إن أحد لاعبي الجمباز الذين ارتبط بتحقيق إنجازات سابقة حدثني بنفسه وأكد أن مشاركاتهم المحلية يتم تأمينها مادياً من خلال جهودهم الذاتية ب"القطة"، فيما انسحبت لعبة كرة الماء التي كان لها صيتها وسمعتها محلياً وقارياً لعدم وجود أدنى أدوات الاهتمام للبقاء في المنافسة المحلية على أقل تقدير من دون إيضاح من إدارة النادي عن الأسباب ومحاولة إيجاد الحلول، علماً بأن ميزانيات هذه الألعاب غير مرهقة ماديا وربما لا تتجاوز دفعة واحدة لأحد لاعبي فريق كرة القدم، أما سلة الأحلام كما تحب جماهير الاتحاد أن تطلق عليها فكانت الصدمة التي لم تستوعبها الجماهير حتى الآن، فعلى مدى 30 عاما لم تشاهد فريقها يبدأ بمثل هذه البداية المهترئة ويتعرض لثلاث خسائر متتالية أمام الوحدة والنصر، والأهلي وترمي به للمركز الأخير في قائمة الترتيب في سابقة هي الأولى من نوعها على مدى تاريخ النادي مع هذه اللعبة. السؤال الذي حيّر القائمين على الألعاب المختلفة بشكل عام ومسؤول كرة السلة بشكل خاص بعدما شاهدت قمصان لاعبيها وهي تخلو من أي من الشركات الثلاث التي وقعت معهم الإدارة في حفل رسمي، ماهو الهدف من تلك العقود الوهمية وما حقيقتها؟ وهل كانت دعاية مجانية؟ وأين دور الرئاسة العامة لرعاية الشباب من مراقبة مثل هذه العقود ومحاسبة المتسببين بها على حساب ناد يقع تحت مظلته؟.
مشاركة :