الخطوات التي تقوم بها إدارة إبراهيم البلوي منذ تسلمها الرئاسة من وجهة نظري لم تكن مواكبة تطلعات الجماهير الواعية وطموحها التي كانت تنتظر منها إخراج النادي من أزمته التي حلت به بسبب تعاقب الإدارات التي غلفتها آحادية الآراء وعشوائية القرارات وتباينها. صحيح أنّ هناك بعض الأمور الايجابية ولكنها لم تصل إلى مرحلة الإنقاذ التي رفعها البلوي إبراهيم شعاراً لحملته الانتخابية، حين طالب بوقفة الشرفيين إلى جانبه والتصويت له ليكون الرئيس المنقذ، وتجاوبوا معه لحرصهم على مستقبل مشرق للكيان، بل وكانت الرئاسة العامة لرعاية الشباب سنداً أقوى له بعدما تجاوزت القوانين وأقالت أعضاء مجلس إدارة منتخب، وهي لم تكمل فترتها الرسمية بعدما تم تنصيبه رئيسا بسبب شكواه من عدم تناغمهم معه، وتم إبعادهم تحت بند غير نظامي، ربما كان ذلك أملاً في إيجادها حلاً جذرياً يعيد النادي إلى الواجهة الصحيحة، للتخلص من صداع المشاكل الذي يحيط بالنادي منذ عدّة مواسم. أغلب الجماهير التي تعاطفت مع مطالب إبراهيم البلوي كانت مبررة إلى حد ما، فمن ناحية تريد أن تسترجع تلك المرحلة الذهبية عندما كان شقيقه منصور رئيسا للنادي، وحقق بها انجازات غير مسبوقة، ومن ناحية أخرى لوعود الميزانية المفتوحة التي أعلنها شقيقه لتكون بين يديه حين يكون رئيسا، وأكدها هو فيما بعد بأنها ستكون اكبر من مفتوحة، إضافة إلى شيك ال 30 مليوناً الذي قال إنّه سيكون جاهزاً لحل كل الإشكالات الوقتية القائمة، ولكنها أصيبت بخيبة أمل حين بدأ معترك التغيير بابقائه الجهاز الفني بقيادة الوطني خالد القروني، والتعاقد الرسمي مع اللاعب الأردني (المغمور) محمد الدميري، ولكن لم يصبها اليأس ومازالت تنتظر بداية الموسم حتى تتضح الصورة كاملة! إعلان الرئيس التعاقد مع المصري أحمد فتحي الذي نفاه اللاعب فيما بعد، يبدو أنّ التزامه الاتفاق المبدئي قد تحوّل إلى سراب، وكذلك لاعب روما الايطالي البرازيلي ماركينهو كلاهما عززا الأمل لدى كثير من الجماهير ببداية مرحلة الإنقاذ المزعومة، عندما يرتدي هذان اللاعبان شعار الفريق رسمياً واعتبروا ذلك عملا لم تستطع إدارة محمد فايز السابقة القيام به، وتناسوا أنّ تلك الإدارة تعاقدت مع سوزا والشربيني، وكانا بالفعل إضافة فنية كبيرة للفريق، وقدما في بدايتهما مستويات جيدة، ولكن سرعان ما حلّ موعد دفعاتهما المالية، وعندما تخلى عنها من تكفل بهما حلت الكارثة التي رفعت حجم الديون، فهرب الأول، وواصل الثاني مشاركته من دون دافع أو حافز، وتوالت المشاكل والمطالبات، ويجب ان يكون ما تبرمه الإدارة الحالية من صفقات درسا لما حدث في السابق، فربما تتكرر المسألة في ظل تراكم كثير من القضايا على طاولة الإدارة من دون إيجاد حلول جذرية، يمكن أن تبعث لدى الجماهير الاتحادية التفاؤل بمرحلة إنقاذ مغايرة لما حدث في السابق. فوصول القضايا المقدمة لدى لجنة الاحتراف التي أعلنت عنها مؤخراً لعدد 30 والإدارة الحالية تسير في الشهر الثامن منذ ترؤسها النادي تعطينا مؤشرا سلبيا لمرحلتها التي لم تستطع على اقل تقدير تقليص عدد القضايا ولجوئها لمفاوضة عدد من المطالبين بالجدولة من أجل تسجيل اللاعبين، وبالتالي يستمر النادي في الدوامة نفسها حين يقرر البلوي تقديم استقالته نهاية الموسم أو منتصفه.
مشاركة :