لبنان: عوائق ترشيح فرنجية ترتفع وتهدد بفرط عقد التحالفات السياسية

  • 12/9/2015
  • 00:00
  • 9
  • 0
  • 0
news-picture

ترتفع يومًا بعد يوم الحواجز السياسية أمام المبادرة التي يزمع رئيس الحكومة الأسبق سعد الحريري إطلاقها، وتهدف إلى ترشيح رئيس تيار المردة النائب سليمان فرنجية إلى رئاسة الجمهورية. وبدا واضحًا أن المبادرة العتيدة أربكت المكونات المسيحية داخل فريقي «8 آذار» و«14 آذار» التي تداعت إلى لقاءات ومشاورات مكثّفة، تصبّ كلّها في خانة رفضها لأسباب وعناوين مختلفة. بينما بدت بكركي (القيادة الدينية للموارنة) مستاءة من هذا الرفض، إذ دعا النائب البطريركي العام المطران سمير مظلوم إلى التفاهم والتشاور للوصول إلى النتيجة المرجوة. وأمل في ألا يخيّب الأقطاب الموارنة الأربعة ظن اللبنانيين وأن يفوا بوعدهم. مصادر قوى «14 آذار» عبرت عن استغرابها للحملة الاستباقية على المحاولة الجدية لانتخاب رئيس للبلاد بعد سنة ونصف السنة من الشغور القاتل. وقالت لـ«الشرق الأوسط»: إن «محاولات بعض القيادات المارونية الالتفاف على مبادرة الحريري، لا تحاصر الأخير بقدر ما تحاصر بكركي والطائفة المارونية ورئاسة الجمهورية والبلد». ورأت أن الاعتراض على ترشيح فرنجية يعني إسقاطًا تلقائيًا لحصرية ترشح من يصفونهم بالشخصيات المارونية الأكثر تمثيلاً، وتفتح الباب أمام كل السياسيين الموارنة المؤهلين لتولي المنصب الأعلى في الجمهورية، وهم كثر ممن يتمتعون بالأخلاقية والكفاءة والمناقبية السياسية والوطنية. وإذا كانت مؤشرات المضي بهذه المبادرة تهدد بفرط عقد الجبهتين السياسيتين الأقوى أي «8 آذار» و«14 آذار» بحسب المواقف العالية النبرة لدى كلا الفريقين، فإن اللقاء الذي جمع رئيس الجمهورية الأسبق أمين الجميل برئيس تكتل التغيير والإصلاح النائب ميشال عون في منزل الأخير في الرابيه أمس، أطلق صافرة الانطلاق نحو موقف علني معترض على ترشيح رئيس «المردة»، وهو ما عبّر عنه الجميل بقوله إن الأمور ليست ميسرة بالشأن الرئاسي. وقبل بلورة نتائج اللقاءات والاتصالات الجارية داخليًا وخارجيًا، ارتفع منسوب الحملات المتبادلة على مواقع التواصل الاجتماعي بين مناصري تيار المستقبل وحزب القوات اللبنانية ضدّ بعضهما البعض، على خلفية ترشيح الحريري لفرنجية الخصم التاريخي لجعجع، وبدا الأخير منهمكًا في لملمة تداعيات هذه الحملات والحدّ من تأثيراتها، حيث رأى أنه في أيام المحن لا يصمد إلا الأبطال. وذكّر بأن «14 آذار» ليست تكاذبًا لبنانيًا كالعادة بل معمودية دم ما فوق العادة. وقال جعجع تصريح له: إن «المصطادين في الماء العكر لن يصلوا إلى مكان، وأكثر ما نحن بحاجة إليه في هذه اللحظة هو الهدوء والسكون». وختم: «14 آذار» باقية لأنها روح لن يتمكن أحد من إطفائها. في هذا الوقت نفى عضو كتلة المستقبل النيابية (وزير العدل الأسبق) النائب سمير الجسر، أن تكون مبادرة الرئيس الحريري توقفت بفعل الاعتراض السياسي لبعض المكونات المسيحية عليها. وأكد لـ«الشرق الأوسط»، أن المبادرة تسلك مسارها وإن ببطء لكنها لم تتوقف. وقال: الإعلان عنها يبقى رهن الاتصالات التي يجريها الرئيس الحريري مع القيادات السياسية، وهو حريص على تهيئة الظروف التي تقود إلى إنجاحها، لافتًا إلى أن أجواء التشنج وردات الفعل السلبية في الأوساط المسيحية بدأت تهدأ، وهذا يؤشر إلى أن التواصل جدي ومتقدم، مضيفًا أن الحريري لم يطرح مبادرته للتسلية بل هي جدية للغاية، بدليل أنها حركت الركود الرئاسي المستمر منذ 18 شهرًا. مشيرًا إلى أن الإعلان عن المبادرة وتفاصيلها رهن نتائج الاتصالات والمشاورات. أما الرئيس الأسبق أمين الجميل، فشدد بعد لقائه النائب ميشال عون في الرابية، على ضرورة اللقاء وإيجاد مخرج (للأزمة الرئاسية) في أسرع وقت وهناك مسؤولية على القيادات المسيحية بالتعاون مع كل القيادات لإيجاد أرضية ننطلق منها لإنقاذ البلد، لافتًا إلى أن الحوار مستمر ودائم مع قيادات التيار الوطني الحر ومع النائب سليمان فرنجية والدكتور سمير جعجع والأفرقاء الآخرين لبلورة هذه الأرضية المشتركة التي لا بد من إيجادها لأن الفراغ قاتل لجميع ولن يوفر أحدا. وحول أسباب التحفظ على ترشيح فرنجية قال الجميل: «القضية ليست شخصية، نحن نحترم كل القيادات، والنائب فرنجية يشكل ضمانة على الصعيدين الوطني والمسيحي واليوم هناك مشروع لا يمكن لشخص أو لحزب وحده أن يضعه ونأمل أن تتبلور هذه الشراكة من خلال الاتصالات الحالية، إذا استطعنا أن نتوصل إلى برنامج مشترك وحلول مشتركة فذلك يسهل قضية الانتخاب». كتلة المستقبل النيابية دعت في بيان بعد اجتماعها الأسبوعي، أمس، إلى اغتنام فرصة الجهود التي قام ويقوم بها رئيس تيار المستقبل سعد الحريري لإطلاق مبادرة تنهي الشغور في موقع رئاسة الجمهورية. وليس بعيدًا عن الملف الرئاسي، أعلن النائب البطريركي العام للطائفة المارونية المطران سمير مظلوم في تصريح له، أن المهم في الوقت الراهن هو الحوار والتفاهم والتشاور تمهيدا لحصول لقاء للوصول إلى النتيجة المرجوة. وأمل في ألا يخيّب الأقطاب الموارنة الأربعة ظن اللبنانيين وأن يفوا بوعدهم. وختم الحوار في كل الأحوال ضروري ومفيد، ونأمل أن يصل إلى نتيجة.

مشاركة :