تجري اتصالات مكثفة بين الدول الأوروبية للتوصل الى حظر نفطي روسي قبل نهاية السنة .وافقت المانيا أخيرا على الاستغناء عن النفط الروسي من الآن الى نهاية الصيف علما ان اعتمادها عليه كبير مع حوالي ٣٠ في المئة من امداداتها النفطية منه .وحتى الآن هنغاريا وتشيكيا وسلوفاكيا تعطل الاتفاق داخل الاتحاد الأوروبي لانها لا تملك منفذ على البحر ومن الصعب استبدال النفط الروسي . الاتصالات جارية بين قادة هذه الدول لحل المشكلة باتجاه التوصل الى اتفاق توقعه وزير الخراجية الفرنسي جان ايف لو دريان انه قريب . .الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون رئيس الاتحاد الأوروبي حاليا اتصل برئيس حكومة هنغاريا فيكتور اوربان للبحث في الحظر النفطي الروسي والتحاور حول موقف هنغاريا منه . فالاتصالات تتم بكل الاتجاهات داخل أوروبا ومع الدول النفطية لاستبدال الطاقة الروسية من نفط وغاز .اتصل ماكرون في هذا السياق بولي العهد الاماراتي الشيخ محمد بن زايد للبحث في إمكانية زيادة الإنتاج لتجنيب الدول المستهلكة ارتفاع كبير في أسعار الطاقة .اما الرئيس الاميريكي جو بايدن فاتصل بالقيادة البرازيلية للمطالبة بزيادة الإنتاج دون جدوى مثلما حدث مع دول أوبك التي ترفض رفع انتاجها بشكل ملموس . فاوبك لا ترى ان قدراتها الإنتاجية بأمكانها ان تحل مكان النفط الروسي .خصوصا ان روسيا عضو في مجموعة أوبك + وحدها السعودية في أوبك لديها قدرة إنتاجية فائضة و لا تنوي استخدامها لمنافسة شريك روسي أتاحت الشراكة معه رفع سعر برميل النفط الى ١٠٠ دولار خصوصا ان العلاقة السعودية الاميريكية لا تشجع على مثل هذه الخطوة . تحذير وزيري نفط السعودية الأمير عبد العزيز بن سلمان والامارات سهيل المزروعي ان العالم يفتقد الى قدرات إنتاجية زائدة يفسر برأيهما ارتفاع كبير في أسعار المنتجات النفطية .فالسعودية والامارات تستثمر لزيادة انتاجها وكانت السعودية غضبت جدا من توصية وكالة الطاقة الدولية بإيقاف الاستثمارات في الطاقة الاحفورية من اجل التغيير المناخي .كان ذلك قبل حرب روسيا على أوكرانيا منذ بضعة اشهر . في المقابل زيارة وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف الى الجزائر حليفة تاريخية لروسيا للطلب منها عدم زيادة مبيعاتها من الغاز الجزائيري لاوروبا لتحل مكان الغاز الروسي هي أيضا في اطار السعي الى الرد على حظر الطاقة الروسية .لكن الجزائر التي تشهد ارتفاع كبير في أسعار السلع الغذائية بسبب الحرب على أوكرانيا تنوي الاستمرار في مبيعاتها لانها بحاجة ماسة الى عائدات الغاز الذي ارتفع سعره للتصدي للازمات الاجتماعية المتوقعة من غلاء أسعار السلع الغذائية . توقع وزير خارجية فرنسا بان الحرب الروسية في أوكرانيا ستستغرق بضعة سنوات يعني ان السعي لاستبدال الطاقة الروسية سيتطلب فعلا المزيد من القدرات الإنتاجية من الغاز والنفط ويشير الى ان أسعار النفط والغاز ستبقى مرتفعة وان كانت متقلبة صعودا وانخفاضا طفيفا . سيؤثر حتما على التضخم في دول الغرب ولكن في الوقت نفسه سيعوض بعض الشيء من خسارات روسيا عن تقليص مبيعاتها الى أوروبا من الغاز والنفط .اذا بقي سعر برميل النفط في حدود ١٠٠ دولار وروسيا تبيع نفطها في آسيا الى الصين والهند حتى بتخفيضات واسعة ستبقى قادرة على الصمود في حربها المكلفة على أوكرانيا .والاتحاد الأوروبي في هذا الوقت سيبحث عن المزيد من الطاقة من مصادر أخرى كما سيسرع انتاج الطاقة المتجددة من شمسية وهوائية والهيدروجين وغيرها .وقد التزم ماكرون في بداية عهده الرئاسي الثاني بحرصه على البيئة التي يجعلها من أولويات اهتماماته ورئيس حكومته الجديد سيكون الذي لم يعينه بعد سيكون مكلف بهذه المهمة . . أوقفت أوكرانيا الغاز الروسي الى أوروبا للمرة الأولى منذ الحرب الروسية وقالت الشركة الروسية للغاز غازبروم انه لا يمكن تحويل الكميات من الغاز التي تمر عبر هذا الخط الى اتجاهات أخرى بسبب بنية منظومة الغاز .فرغم الحرب كانت روسيا حتى قرار ايقاف الخط الاوكراني مستمرة في ضخ الغاز الى أوروبا عبر أوكرانيا . وكانت أوكرانيا حذرت روسيا من ان قصفها على قواتها في منطقة شرق البلد قد يؤدي الى إيقاف ثلث الغاز الذي يمر عبر الخط الاوكراني الى أوروبا .واوكرانيا أعلنت انها غير مسوؤلةعن هذا الإيقاف وان غاز بروم الروسية كانت احيطت علما بذلك . وقد زودت روسيا في السنة الماضية ٤٠ في المئة من الغاز الى أوروبا وثلثه من خط شرق أوكرانيا . فالآن أوروبا قيد البحث عن بديل للغاز الروسي كما للنفط . فالسنوات القادمة ستجد أوروبا المزيد من الكميات الغازية من قطر والولايات المتحدة ولكن وصول الغاز بالكميات المطلوبة يحتاج الى بضعة سنوات مع اول جزء من الطاقة القطرية الزائدة متوقعة في ٢٠٢٤فالحرب الروسية انهكت قطاع الطاقة في أوروبا كونها في خضم الحرب الروسية الأوروبية
مشاركة :