«عندما يعجز النظام التعليمي عن استيعاب الطموحات ، فذلك بمثابة جرس إنذار ودعوة مفتوحة للمبادرة بتلافي الخلل والشروع في الإصلاح». طرحت ها هنا من ذي قبل تراجع تصنيف المملكة الى المرتبة (54) من بين (140) دولة شملها مؤشر الجودة في تقرير التنافسية العالمي المنشور في 24/أكتوبر/2015 وطرحنا آنئذ السؤال المدجج بالدهشة الممزوجة بالاستغراب !! لماذا ياترى تراجع تصنيف المملكة الى تلك المرتبة رغم أن الموارد المخصصة لهذا القطاع تستأثر بما لا يقل عن 25 % من ميزانية الدولة ؟! وتبين لنا عند محاولة الإجابة على السؤال أن الاشكالية الكبرى التي تعاني منها المنظومة التعليمية برمتها ليست الموارد وما يواكبها من مدخلات بحد ذاتها ، بقدر ما هي متعلقة بكيفية وحسن استثمار وإدارة الموارد بكفاءة وفعالية ،ونعني بذلك العمليات التي تحتل المساحة والمسافة ما بين المدخلات والمخرجات ففيها تتم المعالجة، وهذا لا ينفي بالطبع ما يعتور بعض المدخلات من ضعف وهشاشة لا مجال لتفصيلها ولكن يمكن أن نسوق بعض الأمثلة ، كتردي البيئة المدرسية (المباني المستأجرة) ، وعدم جاذبيتها ، ثقل الأعباء على كاهل المعلمين ، انعدام الحوافز ، عدم الاهتمام ببرامج التنمية المهنية للمعلمين واتاحة فرص التطوير الذاتي لمواكبة المستجدات ،وكل ذلك مردُّه الى البيروقراطية المتفشية في قطاعات وزارة التعليم التي تنوء بأحمال عظيمة ينبغي التفكير في تخفيفها بل وتفتيتها الى قطاعات أصغر وأكفأ. إن فلسفة التعليم التي بوَّأت الدول المتقدمة تعليمياً.. فلندا ، سنغافورة ، كوريا الجنوبية محورة جل جهودها حول مبدأ «علمني كيف أتعلم كي أفكر لا أتفكر وأتذكر!!» ، ولعل وزير التعليم المعين حديثاً الدكتور أحمد محمد العيسى -أعانه الله - يأخذ بناصية المنظومة التعليمية الى آفاق أرحب ومدى أوسع بترجمة جل أفكاره ورؤاه التي دأب على طرحها في الفارط من السنين ولتكن الانطلاقة من مقاليه المنشورين في جريدة الحياة 7/5/2014 المعنون : (نحو «أنسنة» نظامنا التعليمي) و(نحو إصلاح شامل للتعليم السعودي) المنشور بتاريخ 8/9/2014 ولعل في ذلك بداية للإصلاح الصحيح الذي لطالما أخفقنا في إطلاقه ووقفنا حائلاً دون انطلاقته . *ضوء : (لا تؤمن بفكرة على أنها حقيقة لا تقبل التعديل أوالتحسين). As-dirbas@hotmail.com
مشاركة :