«الله يعطيكم العافية»

  • 6/10/2022
  • 00:00
  • 2
  • 0
  • 0
news-picture

دائمًا نقول ونسمع جملة «الله يعطيك العافية»، ولكن هل نعرف كيف نحقق العافية؟ للأسف، الأمراض البدنية المزمنة والأمراض النفسية منتشرة بشكل كبير في مجتمعاتنا.. السبب هو أن الكثير منا لديهم مفاهيم خاطئة عن العافية وطريقة تحقيقها.. إذن ماهو الحل؟ ولكن قبل تقديم الحل، من المهم جدًا أن نوضح لكم خمسة مفاهيم رئيسة عن العافية. أولاً: يجب أن نتيقن أن العافية هي شي نكتسبه (بإذن الله) بقدر جهدنا وسعينا في تحقيقها.. فكما نعلم يقينًا أن العافية هي بيد الله، يجب أن نعلم أيضًا أن الله قد وضع المسؤولية الأكبر على عاتقنا وقد علمنا الله طرق تحقيق العافية «علم الإنسان ما لم يعلم». ثانيا: العافية لها ثلاثة أركان رئيسة، لا تتحقق إلا باكتمال هذه الأركان: الصحة البدنية، والنفسية، والاجتماعية.. إذا هدم أحد هذه الأركان، سينهار بنيان العافية. ثالثا: غياب المرض وحده لا يعني بالضرورة العافية.. قد يكون الإنسان خالياً من الأمراض، ولكن صحته قد تكون منخفضة ولا ترتقي إلى درجة العافية (العافية هي أعلى درجات الصحة). رابعاً: العافية هي أن نشعر بسعادة في أجسامنا ونفسياتنا وحياتنا الاجتماعية.. نعم العافية هي أعلى درجات السعادة أيضًا وليست فقط أعلى درجات الصحة. خامساً: زيارة الطبيب لها دور كبير في صحتنا، خاصة الجانب العلاجي.. ولكن الجانب الأكبر من صحتنا (الجانب الوقائي) قد وضعه الله بيدنا نحن، بعيدًا عن المستشفى والعيادات، بل هو في بيوتنا، في أسلوب حياتنا. إذن يجب أن يكون هدفنا هو العافية، وليس الصحة.. لأن العافية هي أعلى درجات الصحة.. لذلك، لم تذكر كلمة «الصحة» في القرآن ولا في الحديث، وإنما ذكرت «العافية». العافية في الدين: عن العباس بن عبدالمطلب رضي الله عنه قال: قلت: «يا رسول الله علمني شيئًا أسأله الله»، قال: «سل الله العافية» فمكثت أيامًا ثم جئت فقلت: «يا رسول الله، علمني شيئاً أسأله الله»، فقال لي: «يا عباس، يا عم رسول الله، سل الله العافية في الدنيا والآخرة». نعم، هي العافية، لأن العافية هي أعلى درجات الصحة والسعادة.. أليس هذا ما يتنمناه الناس أجمعين؟ الصحة والسعادة؟ وأنا بدوري، قبل أن أختم مقالتي هذه، أقول لكم: «الله يعطيكم العافية». عضو هيئة التدريس في جامعة أم القرى

مشاركة :