قرَّرت ــــ بعد التوكُّل على الله تعالى ــــ التوجُّه الى مركز خدمة المواطن بمنطقة الشامية في محافظة العاصمة؛ لتقديم طلب لإصدار الجواز الالكتروني، وكنت أتوجَّس شرّاً من الذهاب الى ذلك المركز، حيث سمعت الكثير عن الازدحام وطول مدة الانتظار، الا ان اطلاعي على صفحة وزارة الداخلية الرائعة على شبكة المعلومات والخدمات الالكترونية المتوافرة أوجد في نفسي طمأنينة وأملا في ان تأخذ المعاملة لديهم دقائق معدودة، وأن ما يثار عن سوء إدارة المركز هو اشاعات مغرضة. وعندما دخلت المركز وجدت رجل أمن واقفا امام طاولة عالية تفصله عن المراجعين، وحين سألته عن كيفية الحصول على رقم لانتظار دوري، ذكر لي أنه لا توجد ارقام، واذا لم تتوافر لدي بطاقة المسنين من وزارة الشؤون الاجتماعية والعمل فإنه يجب ان أتخذ كرسيا للجلوس، وأنتظر ان ينتهي مراجع من انجاز معاملته وأراجع بعده الموظفة لإنهاء اجراءات الحصول على الجواز الالكتروني. ولم أفهم أو استوعب كيف سأعرف أن دوري قد حان لمراجعة الموظفة، وانا ليس لدي رقم؟ وكيف أعرف اذا كان هناك احد سبقني في الحضور وله حق المراجعة قبلي؟ وهل ستقوم بين المراجعين مشاحنات ومنازعات؟ فهل يعقل ــــ وميزانية وزارة الداخلية ضخمة ــــ انه لا يوجد لديها جهاز حديث لإصدار أرقام للمراجعين؟! لماذا لم يتم توزيع ارقام مكتوبة يدويا على المراجعين ضمانا لحسن سير العمل وسرعة انجازه؟ وكان الحضور أغلبه من الرجال، وكانت تجلس النساء بينهم، فلماذا لم يتم تحديد جهة لجلوس الرجال وجهة اخرى لجلوس النساء منعا للإحراج لكلا الطرفين؟ وحاول بعض المراجعين من الرجال والنساء تجاوز الدور، حيث كانوا يتوجّهون مباشرة من باب الدخول الى مكتب مدير المركز الملازم فلاح الراجحي، الذي كان يوجههم باحترام ومودة الى كراسي الانتظار، اما النساء والرجال الجالسون على الكراسي المدولبة فكان قد خصّص لهم الملازم الراجحي موظفة لإنجاز معاملاتهم بسرعة، حرصاً على راحتهم. ولولا جهود الملازم الراجحي وتنقله في صالة الانتظار بين المراجعين للاستماع اليهم وتهدئتهم لكان الوضع سيئا، فالنفوس ثائرة لدى المراجعين بسبب عدم معرفتهم متى يحل دورهم، وليس لديهم أرقام تعلمهم متى يحين دورهم لإنجاز معاملتهم؟ نتمنى على وزارة الداخلية اتخاذ اللازم لتنظيم العمل بهذا المركز. أ.د. بهيجة بهبهاني bahijaalbehbehani@yahoo.com
مشاركة :