صعوبة الإقلاع عن العادات السيئة

  • 6/19/2022
  • 00:00
  • 1
  • 0
  • 0
news-picture

قد يكون لكل منا عاداته السيئة التي يرغب بالتخلص منها والإقلاع عنها، وقد نحاول كثيرا ونبذل جهدا، ولكن ذلك الجهد قد لا يكون كافيا للتخلص من تلك العادة. فعلى سبيل المثال ما لا يقل عن 20% من المجتمع يعانون من مرحلة ما قبل السكري وهي المرحلة التي تسبق الإصابة بالسكري ويمكن منع حدوث ذلك بالتعود على نظام غذائي معين وممارسة الرياضة وأخذ الأدوية الوقائية. ولكن في المقابل نجد أن معظم هؤلاء يصابون بالسكري لإخفاقهم في التخلص من عاداتهم السيئة وعدم قدرتهم على اكتساب مهارات جديدة. وحقيقة فإن السبب في ذلك يعود لفسيولوجية الدماغ، فالدماغ لا يتقبل التغييرات بسهولة، ومن أجل الإقلاع عن عادة سيئة فإن الأمر يتطلب عزما وجهدا. وعاداتنا سواء جيدة أو سيئة هو نوع من الروتين اليومي الذي نمارسه، وبالتالي فالدماغ لا يفكر فيها كثيرا ولا يحللها، وحينما نحاول أن نتخلص من عادة روتينية سيئة، فإن الدماغ لا يقبل ذلك ويحصل ما يعرف بالتنافر المعرفي، وهو مصطلح متعارف عليه في علم النفس والتنافر المعرفي هو قيام الجهاز الحوفي بالدماغ بتفعيل استجابات ردود الفعل كالرفض والقبول، وحيث إن تغيير العادات هو نوع من أنواع التهديد لروتين الدماغ، فإن رد الفعل هو عدم قبول ذلك التهديد ورفضه رغم علمنا أن العودة للعادة القديمة قد يكون مضرا. ومعظم الوقت فإن العادات السيئة لا تعود بالنفع علينا، ولكنها تشعرنا بالرضا والسعادة لأن الدماغ يفرز مادة الدوبامين ويعمل الدماغ بإفراز تلك المادة التي تجلب السعادة والطمأنينة، ولهذا فإن مقاومة التغيير كالإقلاع عن التدخين مثلا هو نوع من أنواع الرضا الذي نمارسه من خلال العودة للتدخين كل مرة. وللوصول إلى القدرة على تغيير العادات السيئة فلا بد أن يكون السبب أو الدافع قويا كالحفاظ على صحة أولادك مثلا، كذلك يجب أن نعرف الدوافع الداخلية والخارجية وأنها ستساعدك في عملية الإقلاع عن تلك العادة، وبعد ذلك تأتي الخطوة الأكثر صعوبة وهي الإقلاع عن العادة، وهنا لا بد من تغيير السلوك، فمثلا تعودك على تدخين سيجارة مع زملائك في الصباح في مقهى يحتم عليك تغيير ذلك المقهى أو عدم المرور عليه صباحا. وإذا كنت متعودا على أكل الحلوى بشكل يومي، فإن تغيير السلوك يتطلب تغييرها بنوع من الفاكهة. ولكن خلال فترة تغيير السلوك فإن الدماغ يشعر بالإرهاق والتعب والرغبة الملحة للعودة لما كان عليه. تغيير العادات السيئة ستكون معه عقبات وعوائق وانتكاسات وكلها جزء لا يتجزأ من أي عملية تغيير، وكما هو معروف فإنه عندما يتعلق الأمر بجلد الذات فنحن الأسوأ في ذلك. وهناك إشكالية أخرى وهي إيماننا الدائم بأن التغيير يجب أن يكون كليا وليس تدريجيا، فمثلا كنت تدخن عشرين سيجارة في اليوم وأصبحت تدخن الآن عشرا فنبدأ بالتفكير، وما الفائدة من ذلك ما زلت أدخن وما زال الخطر موجودا؟ إن أكبر معاناة نواجهها هي أننا نتعامل مع الأفكار كأفكار وليس كحقائق. وللوصول إلى مرحلة التغيير فعلينا أيضا تقليل الضغط النفسي وتقبل الفشل والمحاولة مرة أخرى.

مشاركة :