الإنسان عدو نفسه، هذا ما توصلت إليه الدراسة الأخيرة من جامعة «جون هوبكنز» الأميركية، والتي أثبتت أن الدماغ «عدو النجاح». واهتمت الدراسة بأسباب عجز بعض الناس على الإقلاع عن عاداتهم السيئة، وتوصلت إلى أن مادة «دوبامين» هي السبب وراء عجزهم. وتُنتج مادة «دوبامين» في شكل طبيعي بفعل مجموعة من النشاطات اليومية، ويؤدي ارتفاعها إلى الشعور بالرضا والثقة بالنفس، ويتسبب نقصها بالخمول والاكتئاب. إلا أن الجانب السيئ عندما تذكره بسعادته عند تناول واحدة من الأكلات السريعة أو التدخين، وما إلى ذلك من العادات الضارة. وقالت الباحثة في قسم علم النفس والدماغ في الجامعة سوزان كورتني: "إننا لا نتذكر الموقف كاملا، لكننا نتذكر الإحساس الجيد فقط». ولهذه الأسباب يصعب إقلاع المدمن عن المخدر، فالهرمون ينطلق عند تذكر نشوة التخدير، ليجعل المدمن يلجأ إلى المخدر ليعيش هذا الشعور مرة أخرى. وأضافت أن «الإنسان دائماً ما يتذكر الخبرات السابقة وإحساسه، ولو كان الإحساس جيداً يبدأ دوبامين في الظهور، فيشعر نفس إحساس التجربة حتى لو يحصل عليها وقت تفكيره». واعتمد الباحثون في دراستهم مراقبة نشاطات الدماغ أثناء ممارسة لعبة بسيطة، يبحث فيها اللاعب على الألوان، وفي حال العثور على اللون الأحمر يأخذ دولاراً ونصف الدولار، وفي حال العثور على الأخضر يحصل اللاعب على نصف دولار فقط. وفي اليوم التالي، جعلوهم يلعبون لعبة مختلفة للتعرف على الأشكال من دون جوائز، فوجدوا أن المتطوعين يركزون على الأشكال ذات اللون الأحمر من دون غيرها. وأستطاع العلماء رصد كميات كبيرة من مادة «دوبامين» في المخ عند من ركزوا على اللون الأحمر. ورأى الباحثون أن هذه النتيجة ستفتح مجالاً جديداً في إنتاج الدواء وعلاج العادات السيئة عند الإنسان، من طريق التحكم في التفاعلات الكيماوية الدماغية.
مشاركة :