الصراخ على قدر الألم

  • 12/19/2015
  • 00:00
  • 14
  • 0
  • 0
news-picture

تعيش المملكة هذه الأيام حالة من الحراك السياسي غير المسبوق. أصبحت المملكة في مركز القرار العالمي قبل العربي والإسلامي. لعل المصدر الأساس لهذه الطفرة السياسية الكبرى هو قرار الملك سلمان الجريء بإيقاف التمدد الإيراني في اليمن الشقيق. هذا القرار هو جزء من أساسيات السياسة السعودية المبنية على الوقوف في وجه حالة الانتشار غير السلمي وغير الأخلاقي الذي تمارسه إيران من خلال الحرب بالوكالة التي ينفذها عناصر تعتبر مصالح دولها وشعوبها آخر اهتماماتها. بل إن البعض أصبحوا يرددون دون تدقيق ما يرد إليهم من إيران وإن كان ذما لأنفسهم. حالة من الارتماء في أحضان إيران جعلتنا نعيش يوميا مسلسلات من الكذب والتخوين والإساءات للمملكة ومواقفها المشرفة مع الشعوب العربية والإسلامية. فإذا كان الصراخ على قدر الألم، فنحن نعيش اليوم حالة من الهيجان الجنوني الذي عبر عنه أحد المتحاورين في قناة فرنسا باتهام المملكة برعاية "داعش" برغم أن المملكة هي أول المتضررين منها ومن فكرها التكفيري البغيض. شاهدنا ذلك في أكثر المواقع أهمية للشعب وهي المساجد. تمارس المملكة اليوم أدوارا مهمة في ضمان وحدة شعوب العرب، والوقوف مع المظلومين ضد العصابات الإجرامية، سواء كان ذلك في اليمن أم سورية أم دول الخليج. سيذكر التاريخ للمملكة هذه الوقفات الشجاعة التي يتماشى معها استقبال اللاجئين من هذه الدول، والإحسان إليهم، ومحاولة رص صفوفهم كما حدث مع المعارضة السورية والحكومة الشرعية في اليمن. جاء تبني المملكة التحالف الإسلامي لمكافحة الإرهاب ليقصم ظهور الأعداء، لهذا لا نستغرب أبدا أن نشاهد كل يوم من ينعق ويصرخ، سواء كان بوقا مدفوعا أو عدوا قديما اكتشف خطأ تنظيره، لكنه لا يملك الجرأة على الاعتراف بخطئه. أغلب من عارضوا عمليات قوات درع الجزيرة في البحرين، يحمدون الله اليوم على الأمن الذي تعيشه مملكة البحرين، حتى إن خافوا من إيران فلم يبوحوا بما يكنون. سيأتي اليوم الذي يشكر اليمنيون بكل فئاتهم وقفة المملكة وقرارها الأهم بتقديم الدعم للحكومة الشرعية. كثرة الأعداء هي نتيجة حتمية للمركز السياسي والاقتصادي القيادي الذي احتلته المملكة. فلا تستغرب عزيزي القارئ من كم البرامج الحوارية التي تحاول أن تسيء للمملكة؛ لأنه من الصعب على كثيرين أن يتقبلوا أنهم أصبحوا يقبعون في المؤخرة، وأن نبوءاتهم باءت بالفشل.

مشاركة :