الصراخ على قدر الألم

  • 12/7/2017
  • 00:00
  • 21
  • 0
  • 0
news-picture

الضجة التي أحدثتها مقابلة وزير التربية السابق الدكتور بدر العيسى ما زال صداها يتردد في الصحافة ووسائل الاتصال الاجتماعي. الوزير العيسى قال إن نصف موظفي وزارة التربية من الممكن الاستغناء عنهم.. وإن المئات من مدرسي المعاهد التطبيقية يحملون شهادات وهمية أو مشتراة بالدولار والدينار.. وإن قيادات تلك المؤسسة العلمية والمهنية (والتي كانت تسمى الكلية الصناعية على أيامنا في ثانوية الشويخ) كثير منهم تبوأ المناصب القيادية بالمحسوبية، والانتماء للقوى الأصولية؟! وجاءت كثير من الاعتراضات على كلام العيسى ممن هم معنيون بها، أو ممن كان العيسى يعنيهم بها، واللي على راسه ريشة يحسس عليها! مستوى التعليم المتدني يشهد به القاصي والداني، خصوصاً بعد أن تسلم الإخوان زمام تلك الوزارة بذكاء خارق، وذلك ليس بتولي مناصبها القيادية العليا كالوزارة أو أحياناً الوكالة، بل بتولي المناصب التنفيذية العليا المفصلية بها، وأصحاب هذه المناصب هم من «يشق ويخيط» بحسب المثل الكويتي وليس الوزير أو الوكيل بالضرورة! نجم عن ذلك تدهور في المستوى التربوي، إذ ازداد العنف بين الشباب، ومخالفة القانون، وارتكاب البعض منهم الخروقات. إذ لم تشهد الكويت انحداراً مجتمعياً من قبل الأجيال الناشئة مثلما تشهده الآن.. وهذا نتيجة مناهج ركزت على الحفظ «الببغاوي» والمظاهر الدينية من دون الأخلاق وجوهر مبادئ الدين السمح. هذا من الناحية التربوية. أما من الناحية التعليمية، فقد أتت الشهادة بأسرع مما نتوقع من هيئة تعليمية عالمية مرموقة هي اختبارات «بيرلز» الدولية التي بينت تراجع مستوى التعليم في الكويت إلى المركز 47 من بين 50 دولة شاركت في هذا الاختبار عن عام 2016، بعد أن كانت الكويت تحتل المركز الـ46 في التقييم السابق عن 2015! ونتمنى ألا تصل الكويت إلى المركز الـ 48 أو الـ49 أو الـ 50 عن 2017 وما يليه مع شديد الأسف!.. وهذا التصنيف يشكل أبلغ رد على من هاجم الدكتور العيسى من المتضررين من تصريحه، سواء كانوا في الوزارة أو المراكز التعليمية أو من قوى التخلف الأصولي، التي تتحمل مسؤولية تدهورنا على كل المستويات بين أقراننا، وآخرها هبوط مستوانا التعليمي.. ونقول لهؤلاء المحتجين إن صراخكم على قدر ألمكم! ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم. هامش: سؤال أثير أخيراً عن المنتدبين في ما يسمى بقرية الموروث الشعبي، إنه بعد الاطلاع على أسماء المنتدبين على الإشراف على القرية التراثية، تبين اقتصارها على أسماء معينة (والنعم فيها)، ولكن ماذا عن باقي أبناء هذا الوطن؟! ألا يوجد فيهم من يفهم بالتراث غير الشباب المرشحين؟!.. سؤال مستحق لإخواننا الأعزاء المشرفين على القرية؟! علي أحمد البغلي Ali-albaghli@hotmail.com

مشاركة :