الصراخ على قدر الألم..!

  • 4/14/2017
  • 00:00
  • 53
  • 0
  • 0
news-picture

خصصت إحدى الجمعيات (الخيرية) عدداً كاملاً مصقولاً من منشورها، للتباكي على القرار الصحيح لوزارة المالية والصحة بقتل الدجاجة التي تبيض ذهباً لتلك الجمعية وأعضائها من دون مقابل؟! والقرار يقضي بإغلاق الكافيتريات والمحال والمطاعم الموجودة داخل مستشفيات الدولة، وكانت تلك الجمعية تستغلها طوال العقود الماضية من دون مقابل؟! وكان ذلك تفريطا في المال العام، وتمييزا صارخا في تعامل الحكومة الرشيدة على ناس وناس.. وقد جنت تلك الجمعية عشرات الملايين من تلك الهبة الحاتمية، لدرجة أن أحد محاسبيها من جنسية عربية اختلس منها 4 ملايين دينار منذ عدة سنوات، من دون أن يحس بذلك مسؤولوها الكرام المتباكون الآن، كما بينوا لنا في صفحات ذلك العدد من مجلتهم؟!.. وبالاطلاع على محتويات العدد رأينا مقالات التباكي الصادرة من القائمين على الجمعية (منذ تأسيسها) واعتقد أن ذلك يزيد على 30 عاماً، من دون تغيير في وجوه قياداتها العليا؟! الجمعية كما يقول غلاف المجلة صرفت ما لا يجاوز 1.8 مليون دينار خلال الفترة 008/2016 على إعانة المرضى الأجانب، مع أنها تجني أو جنت عشرات الملايين في تلك الفترة من ريع أملاك الدولة التي وهبتها لها من دون مقابل؟! وقد بين لنا – بصراحة ومن دون مواربة – أحد نواب مجلس 2016، وهو من نفس الخط الفكري لقادة الجمعية ومسؤوليها، أنه منح 19 فرعاً من تلك الجمعية ليستثمرها لحسابه الخاص، مع أنه كان يرأس جمعية نفع عام تختص بحقوق الإنسان؟!… فما صلة حقوق الإنسان باستثمار ذلك العدد الضخم من الكافتيريات والمحال؟! وأراهن أنه كان بمقابل شبه مجاني لذلك الشخص، سوى انتمائه لنفس التيار الذي يدير الجمعية في الماضي والحاضر والمستقبل، ويتباكى الآن على عدم قدرته على مساعدة المرضى الأجانب في دفع فواتير علاجهم؟! مع أن العلاج في الكويت مجاني للكافة مع بعض الاستثناءات، ويوجد لدينا عشرات الجهات التابعة لهيئات أصولية وغيرها، من الممكن أن تساعد في هذا المجال؟! أنا قد أفهم أن يعطى هذا الامتياز لجمعية لونها ناصع البياض، تحتضن كل أهل الكويت، وتشرف الكويت وأهلها على ما تقوم به من أعمال إغاثية خيرة من دون تمييز في جميع أنحاء العالم كالهلال الأحمر الكويتي.. لكن أن تخص بالامتياز الملاييني مجموعة أصولية متشددة دون غيرها، فهذا هو الخطأ الفادح الذي تصحح مؤخراً من قبل نائب رئيس مجلس الوزراء وزير المالية أنس الصالح ووزير الصحة العامة دكتور جمال الحربي .. الذي نقول لهما بارك الله فيكما بعد أن صححتما اعوجاج المسار واتخذتما ذلك القرار، حتى لو كان صدوره متأخراً، فإن تصل متأخراً خيرا من أن لا تصل أبداً؟!… ونقول للسادة المولولين على انقطاع صنبور المال العام الملاييني المجاني عن أفواههم .. صراخكم على قدر ألمكم؟! ولا حول ولا قوه إلا بالله العلي العظيم. علي أحمد البغليAli-albaghli@hotmail.com

مشاركة :