أين الأدباء في الأندية؟ - عبد العزيز الصقعبي

  • 12/19/2015
  • 00:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

منذ أواسط السبعينيات الميلادية تم انشاء الأندية الأدبية بعد لقاء عدد من الأدباء مع سمو الأمير فيصل بن فهد - رحمه الله - أربعون عاماً تقريباً على بدايات هذه الأندية الأدبية، بكل تأكيد خلال هذه المدة قدمت هذه الأندية للثقافة شيئاً كثيراً من إصدارات ومؤتمرات وتعريف وتشجيع لأجيال الأدب المتعددة، وبعد هذه السنوات، هل بقيت الروح لهذه الأندية، هل العلاقة قوية بينها وبين أدباء المناطق التي توجد بها، هذه أسئلة يجب على وزارة الثقافة والإعلام مناقشتها، القضية ليست لائحة، بل وضع ثقافي كامل، هل أدباء الإعلام الجديد يرون أن الأندية وسيلة جيدة لبث إبداعهم وبيئة مناسبة لتقديم أنشطتهم. في السابق كان السبيل الوحيد لنشر الإبداع من خلال الأندية، والآن ومع التقنية الحديثة والتواصل مع دور النشر المختلفة وسهولة النشر، إصبح النادي قناة باهتة من قنوات النشر، وهذا شيء طبيعي، لذا فقد سعى كثير من الأندية إلى مشاريع النشر المشترك مع دور نشر عربية متميزة، وهذا حقق لأغلبها الاستمرارية بالعطاء. لندع مجال النشر ونتجه إلى وضع النادي الأدبي، فمن ملاحظتي على عدد من الأندية الأدبية، ومن خلال خلق فجوات بين أدباء المناطق والأندية، وهذا ما لاحظناه بعد مشروع الانتخابات الإلكترونية، التي تسببت بمشكلات وصل أغلبها للأسف إلى المحاكم وصدرت بها قرارات مخجلة، تسيء إلى الجهاز الإشرافي بالوزارة أكثر من الأدباء والأندية. أقول أصبحت الأندية الأدبية أماكن طاردة للأدباء والمثقفين، فحين يقام في أي ناد أمسية يكون الحضور لا يتجاوز أصابع اليدين، وهذه صدمة لمن يحرص أن يشارك في ندوة أو أمسية، من ذلك أذكر في العام الماضي وباحتفالية اليوم العالمي للقصة طلب مني المشاركة، في نادي الرياض الأدبي، بمشاركة أكاديمي وكاتب قصة صدرت له مجموعة واحدة، وبمشاركة وحدة أبحاث السرديات، كانت صدمتي الأولى عدم وجود حضور، وعدم توثيقها إلا بجهاز جوال أحد العاملين، وفي الختام مكافأة (خمسمئة ريال) للمشارك، استأت كثيراً وقتها وتواصلت مع النادي وقلت لو ألغوا المكافأة وطلبوا منا تقديم دعم للنادي، لتفعيل النشاط ربما كان ذلك أفضل بدلا من مبلغ أقره مجلس الإدارة وفق اللوائح الموجودة وغير الموجودة أو المعتمدة، لأن قيمة الكاتب وبالذات ممن يمتلك تجربة كتابية لا تقدر بثمن. أعذروني على طرح هذه الحادثة، وأنا هنا لا أعيب بأعضاء مجلس الإدارة للنادي فهم من صفوة الأدباء والمثقفين، ويعملون بإخلاص لتفعيل أنشطة النادي ولكن من المفترض أن يكون هنالك قيمة للمبدع تحدده جهة عليا لأن هنالك فرق بين كاتب متمرس وآخر يبحث عن الدعم والتشجيع. أنا من ضمن الناس الذين لا يحضرون فعاليات النادي الثقافية، ويجدون الحرج عندما يأتي ضيف من خارج مدينة الرياض، مثلا، ويكون هنالك قرار باللقاء في النادي، وهذا شيء طبيعي، ولكن بنظام مجالس الأندية والوضع الحالي، لا أحد يستطيع أن يزور النادي ويجلس في إحدى قاعاته من دون حضور أحد أعضاء مجلس الإدارة، فأي زائر سيواجهه مقولة (ما في أحد)، وهذا يعني لماذا تأتي، أعضاء مجلس الإدارة موجودون يوم كذا وكذا. وضع أغلب الأندية الأدبية الحالي ليس بجيد، من خلال ما نراه وما نسمعه من أدباء ومثقفين، فهنالك من يشتكي من سيطرة الأكاديميين، وهنالك من يجتهد لتقديم شيء مختلف للنادي (عدة أندية في المملكة سعت إلى ايجاد مقر متميز وقدمت أنشطة جيدة) بالطبع لا أريد التعميم ولكن لينبثق السؤال حول البحث عن مؤسسات ثقافية وتطوير ما هو موجود ليخدم الثقافة الجديدة والمتغيرة في وطننا، لأن كثير من الأدباء والمبدعين السعوديين تجاوزوا المحلية إلى نطاق أوسع وبقي كثير من المؤسسات الثقافية بعيدة عنهم.

مشاركة :