لا تجعلوا النعم نقماً

  • 12/12/2013
  • 00:00
  • 11
  • 0
  • 0
news-picture

إن شبكات التواصل الاجتماعي، أتاحت للمستخدم أن يكون إعلاميا حقيقيا يصور ويكتب ويذيع وينتج البرامج، ولا تطارده رقابة، يصول ويجول في عالم من الصعب السيطرة عليه، وظل يمارس هوايته ويصب أفكاره في ذلك الوعاء الذي يحمل الطيب والغث وأتاحت له أيضا تبادل مقاطع الفيديو والصور ومشاركة الملفات والمحادثات الفورية والتفاعل المباشر بين المتلقين. ولهذا يجب علينا الاعتراف بعبقرية مبدعي تلك الشبكات، التي تجاوزت دورها السياسي والاقتصادي والاجتماعي لتصبح وسيلة تعبيرية. وهذا ما منحها صفة الإعلام الجديد. وتتمثل تلك الشبكات التي كسرت حاجز احتكار المعلومة في (تويتر، الفيس بوك، يوتيوب والإنستجرام وغيرها) فمصمموها عباقرة قدموا للعالم خدمة التواصل الاجتماعي، ومع ذلك أصبح إعلاما مثيرا للجدل حين اختلطت محاسنه بمساوئه، فهو مدجج بالعلوم النافعة والمعلومات المفيدة والمراجع التي يطلبها الباحثون كما زودته عقول أخرى بما هو محظور ومشبوه. إن إيجابيات هذه الطفرة الإعلامية الجديدة لا يمكن إنكارها، فقد أتاحت الصحف الإلكترونية مساحة عريضة لكثير من الكتاب ومنحت زائريها فرصة التصفح والرد، ويسرت بناء الصداقات التي كانت صعبة فيما مضى وسهلت أمر التعاطف بين هؤلاء الأصدقاء والتعرف على تجاربهم جيدها وسيئها مما يدعم العلاقة ويوثق الصلة محققا تواصل المستخدمين مع العالم أجمع. ومن السلبيات المؤكدة أن معظم الشباب يقضون وقتا طويلا لتفقد حساباتهم مما يؤثر على الطلاب وعلى إنتاجية العمل، ويعد ملهاة تتسبب في تفويت أوقات الصلاة، والتفريط في العبادات فضلا عن خطر الرسائل النصية المهددة للعلاقات وعرض الصور التي تدعو للاشمئزاز والاستغلال للآخرين. وحتى يكون الاستخدام في صالح المستخدم عليه أن يكون وسطيا سليم التعبير بعيدا عن الغلو والتطرف وهكذا نقول: لا تجعلوا النعم نقما، ولا تخلطوا الشهد بالعلقم.

مشاركة :