الكل ينتظر بشائر الخير بكل شوق، وما أن يسمع بها ينتابه شعور الفرحة والبهجة والسرور، ومن هذه البشائر التي ينتظرها الجميع بكل لهفة بشائر سقوط الأمطار وأجوائها التي تشرح الصدور، ولكن هناك من جعل من هذه الفرحة ترحة، ومن هذه النعمة نقمة على نفسه وعلى أهله وذويه بسبب تهوره وهياطه وهو الشيء الذي صاحب نزول الأمطار في السنوات الأخيرة، ولم يعرفه آباؤنا وأجدادنا الذين كانوا يعيشون في بطون الأودية ولم نسمع عنهم أن أحدهم خاطر بنفسه أو لقي حتفه غرقا بسبب سقوط الأمطار وجريان السيول، برغم أنه حتى لو وجد في ذلك الوقت لا نطلق عليه هياطا كونهم يقطنون الصحراء بجوار الأودية الجارفة مع أنهم عاشوا زمنا لا تتوفر به التنبيهات والتنبؤات والتوقعات بسقوط الأمطار وأخطار السيول، ومع ذلك كانوا يحكمون العقل ويحتاطون ولا يتهالكون ليهلكوا.أما الآن وللأسف الشديد بالرغم من وجود الرسائل والنصائح والتنبيهات والغرامات التي يعلن عنها من خلال قنوات التواصل لتصل كل فرد رسالة تنبيه وتحذير على جواله الخاص ناهيك عن نشرها في وسائل الإعلام المقروءة والمسموعة والمرئية نجد البعض لا يراعي هذه النصائح والتنبيهات مستهترا ومهايطا فاردا عضلاته أمام الجميع ويدخل بسيارته المكرهة على ذلك عابرا للسيل وكأنه يقول أنا هنا أعلن التحدي أمامكم يا من وقفتم على ضفاف السيل خائفين، وماهي إلا لحظات حتى تتحول نظرات التحدي إلى طلب الفزعة والإسعاف.هذه الظاهرة الطائشة تتكرر لدى البعض عند خروجهم مع عوائلهم أثناء هطول الأمطار بدون أي تقيد بالنصائح لتتحول سياراتهم إلى قوارب عند أول مستنقع أو مجرى سيل وذلك لإصرارهم وعنادهم على العبور وكأن هناك سباقا معلن بتوقيت معين بعنوان: من يتحدى أو من يلتقط الصورة الأفضل معرضين أنفسهم وعوائلهم لخطر السيل والصواعق بسبب استخدام الجوالات في التقاط الصور التي سيفتخر بها وهو معرض نفسه وأهله إلى التهلكة.مع أن الدفاع المدني ومركز الأرصاد يحذر ووزارة التعليم تعلق الدراسة، ولكن أمثال هؤلاء المراهقين واللامباليين هم من أشغلوا رجالات الدفاع المدني منطبقا عليهم:لقد أسمعت لو ناديت حياولكن لا حياة لمن تنادي[email protected]
مشاركة :