اتخذت دولة الإمارات العربية المتحدة مجموعة خطوات أكّدت من خلالها أن التسامح والتعايش واحترام الآخر وقبوله، هي قيم لا يمكن التخلّي عنها، لدورها الكبير في ترسيخ استقرار الأفراد والمجتمعات، وتحقيق مستهدفات التنمية الشاملة والمستدامة، التي أساسها وغايتها الإنسان بالدرجة الأولى، فهي طريق السعادة والتطور والتمكين، وترسيخها يعني الدعوة إلى المحبة والسلام لتعزيز الأمن والاستقرار. هذه القيم، التي ترسّخت لدى الدولة، أفراداً وجماعات، لاقت اهتماماً كبيراً بتفعيلها بشكل مستمر، عبْر اعتماد مبادرات وتشريعات واستراتيجيات مكّنت المقيمين على أرض الإمارات، من الجنسيات والجاليات مختلفة الأديان والطوائف والعقائد، من ممارسة عباداتهم وشعائرهم بكل حرية ومساواة. وفي هذا السياق، يأتي إنجاز لجنة الشؤون الاجتماعية والعمل والسكان والموارد البشرية في المجلس الوطني الاتحادي، التقريرَ الخاص بشأن مشروع «قانون تنظيم دور العبادة» لغير المسلمين، ليضيف إلى سجلّ الدولة المزيد من الإنجازات المتعلّقة بترسيخ الأخوّة الإنسانية، من خلال تأصيل ممارسات التسامح والتعايش. وفي هذا الشأن، قالت ناعمة المنصوري، رئيسة اللجنة، إن مشروع القانون يعزّز جهود دولة الإمارات في إعلاء وترسيخ مبادئ التسامح والتعايش بين مواطنيها والمقيمين فيها، وتلبية الحاجات الدينية لتك الجاليات، عبر وضع تنظيم لممارسة أتباع الديانات والطوائف والعقائد لطقوسهم وشعائرهم الدينية على المستوى الاتحادي، ما يراعي تحقق المساواة بين دور العبادة كافة، ويحوّل مبادئ الأخوّة الإنسانية إلى أسلوب حياة في مجتمع الإمارات. وكان توجّه الإمارات نحو ترسيخ كلّ تلك القيم الإنسانية انطلاقاً من أهميتهما في تعزيز الأمن والأمان والاستقرار والطمأنينة، ودورها في تأصيل مشاعر الخصوصية المتعلّقة بممارسة الشعائر الدينية من دون أي عوائق أو مخاوف، وهو ما يؤكده وصول عدد دور العبادة الخاصة بغير المسلمين إلى أكثر من 76 كنيسة ودار عبادة في الإمارات، الدولة التي أصبحت منارةً عالمية في الانفتاح والأخوّة وحفظ الحقوق الإنسانية، ومثالاً حيّاً على تحقيق دولة العدالة وحفظ الكرامة واحترام الثقافات. لقد تحوّلت دولة الإمارات إلى نموذج يُحتذى به في الوسطية والاعتدال، فعزّزت من صورة الإسلام، بوصفه مجموعة من الأخلاقيات التي تقوم على السماحة والأخوّة، التي يؤكدها الاقتراب من افتتاح «بيت العائلة الإبراهيمية»، في أبوظبي، ويضمّ مسجداً وكنيساً وكنيسة، بما يجسّد حالة التعايش والتسامح بين الأديان، ويُثبت عمق رؤية قيادتنا الرشيدة التي جعلت الإمارات حاضنة لقيم التعدّدية والتسامح، وقادرة على ترسيخ كل معالم السِّلم والأمان، مدعومةً بقوانين تكفل العدل والمساواة للجميع، وتجرّم الكراهية، وتنبذ العنف والتطرّف والتمييز. * عن نشرة «أخبار الساعة» الصادرة عن مركز الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية.
مشاركة :