ألقى بظلاله تمسك بنوك مركزية رئيسة بتشديد السياسة النقدية على الأسواق العالمية، حيث انخفض مؤشرا ستاندرد آند بورز وناسداك عند بدء التعاملات في "وول ستريت" أمس، بعد أن ضغط عديد من صانعي السياسة لرفع أسعار الفائدة بشكل أسرع لكبح التضخم، حيث استمرت سلسلة من البيانات الأخيرة في رسم صورة قاتمة للاقتصاد. وبحسب "رويترز"، تراجع مؤشر ستاندرد آند بورز 500 نحو 9.67 نقطة، أي 0.25 في المائة، إلى 3811.88 نقطة، ونزل مؤشر ناسداك المجمع 65.85 نقطة، أي 0.59 في المائة، إلى 11115.69 نقطة. وارتفع مؤشر داو جونز الصناعي 0.28 نقطة إلى 30947.27 نقطة. وتراجعت أسهم شركة تسلا بنحو 1.7 في المائة في تعاملات ما قبل افتتاح السوق أمس. وبذلك تواصل أسهم الشركة التراجع للجلسة الثالثة على التوالي. ويأتي هذا وسط أنباء عن قيام شركة تصنيع السيارات الكهربائية بشطب مئات العمال من فريقها لـ"الطيار الآلي"، مع قيامها بإغلاق منشأة في كاليفورنيا. وكان إيلون ماسك الرئيس التنفيذي لـ"تسلا"، أعلن في وقت سابق من الشهر الجاري أن الشركة تعتزم خفض عدد العاملين الذين يتلقون أجورا ثابتة بنحو 10 في المائة خلال الأشهر الثلاثة المقبلة، إلى جانب زيادة عدد العاملين الذين يتلقون أجورهم بناء على عدد ساعات العمل على المدى الأبعد. من جهة أخرى، تراجعت الأسهم الأوروبية أمس مع تزايد المخاوف حيال ركود عالمي بعد أن تمسك رئيسا البنك المركزي الأوروبي ومجلس الاحتياطي الاتحادي الأمريكي بموقفهما لتشديد السياسة النقدية. وأنهى مؤشر ستوكس 600 الأوروبي جلسة التداول منخفضا 0.7 في المائة، مرتدا عن ثلاث جلسات متتالية من المكاسب. وشملت الخسائر معظم القطاعات وفي مقدمتها قطاعا العقارات والسيارات اللذان هبطا 3.5 في المائة و2.6 في المائة على التريب. وجاءت البنوك وشركات التعدين بين أكبر القطاعات الهابطة الأخرى. ومؤشر ستوكس 600 القياسي منخفض 15 في المائة هذا العام ويتجه نحو تسجيل أسوأ أداء فصلي منذ جائحة كوفيد - 19 في 2020، مع تدهور شهية المستثمرين للمخاطرة بفعل الشكوك التي تحيط بالحرب بين روسيا وأوكرانيا وتزايد ضغوط الأسعار وتحركات نشطة من بنوك مركزية كبرى لتهدئة التضخم. وأظهرت بيانات أمس أن التضخم في ألمانيا تباطأ قليلا في حزيران (يونيو)، لكن محللين حذروا من اعتبار هذا نهاية مبكرة لضغوط الأسعار، لأن الأرقام كانت مدفوعة بتأثيرات مؤقتة. وأظهر مسح منفصل تحسنا أفضل قليلا من المتوقع في المعنويات الاقتصادية في منطقة اليورو بفضل تحسن المعنويات في قطاعي الصناعة والخدمات. لكن مؤشر داكس القياسي للأسهم الألمانية أغلق منخفضا 1.7 في المائة بعد صعوده لثلاث جلسات متتالية. وهبط مؤشر إيبيكس القياسي للأسهم الإسبانية 1.6 في المائة، بينما أظهرت بيانات أولية أن التضخم السنوي في إسبانيا تسارع بوتيرة أعلى من المتوقع ليصل إلى 10.2 في المائة في حزيران (يونيو)، للمرة الأولى منذ نيسان (أبريل) 1985، من 8.7 في المائة في الشهر السابق. وفي آسيا، أنهى مؤشر نيكاي الياباني ارتفاعا دام أربع جلسات أمس وانخفض متأثرا بتراجع أسهم شركات التكنولوجيا البارزة بعد أن هبطت بورصة وول ستريت بشكل حاد البارحة الأولى وسط مخاوف من تباطؤ اقتصادي. وأغلق مؤشر نيكاي منخفضا 0.91 في المائة عند 26804.60 نقطة. وتراجع مؤشر توبكس الأوسع نطاقا 0.72 في المائة إلى 1893.57 نقطة. وانخفض سهم شركة صناعة الرقائق "طوكيو إلكترون" 5.27 في المائة ولعب الدور الأكبر في تراجع مؤشر نيكاي. وتراجع سهم مجموعة سوفت بنك 1.64 في المائة وهبط سهم شركة الهاتف "كيه.دي.دي.آي" 1.89 في المائة. وتراجع سهم شركة نيبون إلكتريك جلاس لصناعة الشاشات الكريستالية 4.31 في المائة وكان الخاسر الأكبر على مؤشر نيكاي. وقفز سهم شركة طوكيو إلكتريك باور هولدنجز 5.27 في المائة وكان الرابح الأكبر على مؤشر نيكاي، بعد أن قال فوميو كيشيدا رئيس الوزراء الياباني، إن بلاده ستحقق أقصى استفادة ممكنة من الطاقة النووية وتأمين إمدادات طاقة كافية. وجاءت تصريحاته في الوقت الذي حطم فيه الطقس الحار في طوكيو رقما قياسيا يبلغ عمره 150 عاما في حزيران (يونيو)، وحذرت السلطات من أن إمدادات الطاقة ما زالت ضعيفة، ما يزيد من احتمال انقطاع الكهرباء.
مشاركة :