أحمد العسم يكتب: ألمس الأبواب

  • 7/10/2022
  • 00:00
  • 5
  • 0
  • 0
news-picture

أؤمن بأن يكون شعار الحياة أكبر من الاستفسار.. هي استنتاجاتي حين أُخرج بعضاً مني صباحاً قبل شروق الشمس، أترك نفسي هكذا من دون تحديد واتجاهات في حين أستفسر من خطواتي الأولى أي الأبواب ألمس أولاً بعد باب الله الكريم، وفي أي مكان أقف أفتح نافذة السيارة أبحث عن أفضل وجهة وباب تلمسه يداي بقلب مليء بالرغبة والإيمان. في صباحاتي أطرق باب الله الذي لا يغلق أطرقه وأرجو رضاه، وأقول: يا ربي أعد لهذه الأبواب الحياة في «فريجنا» القديم. أفتقد صدق النوايا والناس الخالية من التشاحن والغيبة، كلما طرقت باباً لمست الحنين في الوجدان يتجمع جارفاً مثل وادٍ وسيل. امتلأت حزناً، ووجدت الحياة تجمعني بالأيام كطيفٍ سريعٍ أقرأ من صفحات الماضي مقلباً الأوراق ومن نوافذ الماضي تطل عواطف من سكنوا خلف هذه الأبواب، ويظل الباب الكبير مفتوحاً. في الجانب الآخر.. وجهٌ آخر للأبواب التي ظلت مغلقة على الغموض كلما أصر الطارق على الطرق أُغلقت آذانها ولم تمد يدها لتُفتح، أعذرها هواجس وهموم أغلقت أبوابها بظن وأصحابها قالوا لا مرحباً بالطارق ولا لرافعٍ صوته، أبواب كلما لمستها عانى صدري الاكتظاظ، بدأت أضيق من غموضها، أبواب مؤصدة أترجاها أن تخرج من الضيق إلى سعتها، من غرف الغموض، ومع ذلك تظل قلوباً أبواباً كتباً وشهادة ميلاد الحياة التي عاشتها. «في يوم، في شهر، في سنة كنت هناك أكتب للأيام هناك، وأعبر وأروح هناك» جانب آخر.. هنا أمام البحر وأبوابه المفتوحة خطوات للأيام وجمالها وذكريات من رسم مشاعره ووقف عندها يستذكر، وكتب الأسامي على قوارب من ورق محى وذوَّب بالماء أسامي وأبقى الأمل نابضاً وحيّاً تاركاً الأثر أمامه. وقف فقط يتأمل ويأمل أن تكُون الأبواب سفراً، للأبواب صوت يصل ولمسة حنين تستعين بذكر الله وعلى أبواب البيوت، مكتوب «نصرٌ من الله وفتحٌ قريب».. «هذا من فضل ربي».. «الحمد لله الذي أعطانا نعمه». يقول الصديق عبدالله صلال العساف «لا ترن الجرس، ففي البيت المهجور لا توجد سوى الذكريات. نعم لا تزال سدرة الدار مورقة، لكنها لا تزهر سوى بالوحدة. فلا تزعجها». الأبواب التي هيمن الصمت عليها تستقر في لوحة فنان يرسم من وجدانها يشاركها الوحدة يستخرج اللون من صدرها بلمسة رائعة قدم لها مشاعرهُ ونقل لها بياضه، الأبواب تستمع للحكاية وتدخر للزمن الحياة في كتاب.

مشاركة :