أحمد العسم يكتب: القليل من ماءٍ مرفوع

  • 11/19/2023
  • 00:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

تضعك الحياة أحياناً أمام الظروف الصعبة، تتزاحم أفكارك ولا تستطيع تلبية ما يجب أن تقدمه، تتشتت الأفكار وتتناثر ويضيع عليك الوقت وقدر كبير من التركيز، تقف هكذا منسياً كطاولة لا مرجع لك، قصير اليد والحيلة، تحاول في طرف ثالث يخرج منك ومن وسط الشغف داخلك ويعيدك إلى مسارك أو يأخذك بعيداً. تفتح لأفكارك النافذة، حين أصبت مؤخراً «بالحمى الباردة». جاء كل شيء معها، الخمول والكسل وقلة الالتزام، شعرت بشيء يمنعني من المقاومة الجسدية حينها لم أستطع التحرك. أدركت أن الحياة ليست خفيفة وتأتي ثقيلة تقلل الحافز ولا تدفعك للأمام. أخطرت الطبيب وأخبرني بأنها حالة استرخاء مؤقتة، عطلت عليك التركيز حتى ملأتك بالكسل. الحمى الباردة، رجفة الجسد ونداءاته، يمكنك التخلص منها بكسر سيطرته والنهوض، خذ «فيتامينات». في أوقات كثيرة ننسى أننا نحتاج إلى قسط من الراحة، نحن نختارها لا يفرضها مرض.. ما جدوى اللهاث والمزاحمة ونحن نعرف أن الذي لنا لن يبتعد وأن الله قد كتبه لنا؟ سافرت منذ فترة، شعرت بأني أحتاج التفكير ومعي هدوئي أستنشق هواءً خالياً من التوترات مسبوقاً بالعافية. بدأت مرحلة جديدة من السلام أرمي في نهر طويل كل تعبي وأغرقت الجاثم على القلب وقررت منحي الراحة التي لم أستطع أن أجدها. اتخاذ الرأي بعيداً عن الضغوط، ومهاجمة عضلات الجسد، وقت وحياة وتجريب، نحن من يصنع الحوافز والتكريم، ونفوز بالجوائز، نكافئ طاقتنا الإيجابية بالسعادة والسرور ومن كل شيء. ذهبت إلى معرض الكتاب بالشارقة، عالم أحبّه، فيه أجدني في مرحلة مختلفة من العمر. الهدوء والاختيار، اللقاء بالكُتاب والكتاب، منطق سليم، بيننا مودة وحراك يضعانك في سلامة ذهنية وتقبل ومردود المشوار. كنت الكاتب والكتاب والدليل، خفيف الوزن أحمل الكتب التي اخترتها وأقرأ بصوتي هتاف القلب، خرجت ممتلئاً بالطاقة والرأي والرؤية والتقييم. معرض الكتاب يستطيع إظهار تميزك وأنت تحتفي بتوقيع كتاب ومصافحة من قرأ لك، ويحفزك على الدوام والتألق، لهذا كنت أحتاج إلى بطل يخرج من بين ضلوعي ويرفعني كالماء حين يدخل الفم، لا شيء أهم من وجود صحي تقبل معافاته ويقبل بالخروج معك للتعافي. نجدنا هكذا فاعلين، يتبعنا مهم وأهم، ويهتم بنا مُهم، نفعل لأننا وددنا، أن نقف.

مشاركة :