أحمد العسم يكتب: ورقة المسافة

  • 7/24/2022
  • 00:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

أحياناً الجلوس وحيداً يحدد خياراتك، تجد نفسك بين المساحة والمسافة، وترى نفسك في وصول سالم وأحياناً تجد نفسك تبصر داخلك فترى من أضاف لك الكثير ولم يمح أثرها إلى الآن.. ورقةٌ أولى: بدأت الألوان تظهر شيئاً فشيئاً على البحر هذا الصباح تظهر لتسمح لك بالنظر في المفقود، تُقربك تضع صوت الموجة في أذنك تذهب بك بعيداً حيث الانفراد مع النفس، نصفك في الطين تعيش انفراجات العتمة داخلك، تفتح المجال للتأويل وتتعرف على ما يخبئه الموقف، نبحث عن الهدوء والسلام في كل صباح تملأ الفراغ من ماء طلته تعيد الحياة إلى أول الخيار والأفضل هنا بعيداً عما هو يتنفس لا متطلبات ولا جمهور في الأمسيات يراك وحيداً ومعهم ممتلئ بالوحدة، الأفضل أن تصبح مرحاً مع نفسك وحزيناً معك أو تختار البقاء مع زحمة تفكير الآخرين. ورقة ثانية: في هذا الوقت تحديداً أجدني نحاتاً وشاعراً وموسيقياً وطبيباً، أكتب وصفات إلى الكثافة والفراغ اختياراتي عديدة، إما استدعائي أو المرايا المتوفرة هنا وهناك أو العودة لمواجهة الأشجار في الحديقة الصديقة في «دهان» بتقرير بسيط عن الحضور غير المرئي وجلّاس الكراسي الممتلئة والفارغة في آنٍ واحد، ذهنياً مزدحم بي أختار السهل بمصافحة العامل الطيب الذي يكنس فراغ الحديقة بإخلاص. في كل الأوقات التي تركتها للفعل ولم أتحاور معها كنت وحيداً أكتب أسامي من اختلفت معهم على الألوان المناسبة ووضعت السهل على ورق، أخذت من عاطفة الأشجار شجونها والخيارات الحميدة بالجلوس وحيداً معها، ومرةً أخذتني إلى الدروب التي تروي العطش فكان اخضرار روحي مثل نخل الصيف المنتج. ورقة ثالثة: إلى هذا الذي يسند ظهره إلى شجرة غاف مغمض العين يتخذها مبدأً وطنياً ومكاناً يجتمع مع وحدته، يتخذها له خياراً بإعادة تقييم علاقاته يختار ويعزل يبحث لذهنه عن الهدوء والتفكير العميق، إلى هؤلاء الذين تركنا لهم الخيارات والباب مفتوحاً ودروب السلامة الهانئين السعداء الثقال لهم ما ينظرون ويرون ما نفعل بهذا التمهيد الغني للحياة، على الأوراق المنثورة هنا في الوقت هذا من كل يوم يسير نختاره برغبة وانشراح، الصمت، السوق، الحديقة، والعودة إلى الذات التي تحضن أفكارك التي تطيل النظر في الباب «العود» «تركنا الخروج السهل من هذه الكثافة عشر ومضات من الشعر واختيار إلى نافذة البحر ويوم مليء بالنشاط إلى هذا العامل البسيط فرح آخر وجميل».

مشاركة :