«القوة الناعمة»، هو مصطلح سياسي حديث العهد، أبرز مَن تناوله هو جوزيف ناي Joseph Nye، وهي تعني القدرة على الحصول على ما نريد بقوة الإقناع، بدلاً من القسر، أو الإذعان، وذلك بتوظيف ما أمكن من الطاقة السياسية، بهدف السيطرة على سلوك واهتمامات القوى السياسية الأخرى المستهدفة بوسائل ثقافية، وأيديولوجية. *** ولعبت قوة مصر الناعمة دورًا كبيرًا في تكريس دورها في محيطها الإقليمي والقاري، وكانت هذه القوة هي عصا مصر السحرية، التي أجاد الزعيم الراحل جمال عبدالناصر استخدامها في علاقاته الإفريقية، واستطاعت مصر بما تملكه من أدوات للقوة الناعمة النفاذ إلى محيطها الإقليمي والقاري. *** ومع غياب مصر عن إفريقيا، أو تغييبها بعد محاولة اغتيال الرئيس السابق حسني مبارك، استبدلت معظم دول إفريقيا بلغة التقارب والود، لغة المصالح، خاصة بعد الإحساس الإفريقي بانسلاخ مصر عن إفريقيتها، وأصبح من الطبيعي أن تناهض بعض دول حوض نهر النيل المصالح المصرية؛ حين تتعارض مع مصالحها هي. *** وإذا كان إقامة سد النهضة يُمثِّل الحالة التي أضحى عليها النفوذ المصري في إفريقيا، فإن سوء التصرّف الذي أظهره تعامل الرئيس المخلوع محمد مرسي مع القضية، علنًا، وعلى الهواء مباشرةً، وجَّه ضربة قاصمة للدبلوماسية المصرية في التعامل مع هذه القضية حتى اليوم. وقلبي مع القائمين على ملف هذه القضية في مثل هذه الظروف غير الإيجابية، ونتمنّى لهم التوفيق. #نافذة: (على مصر صياغة دبلوماسية واقعية تجاه حوض النِّيل، تبحث من جديد عن إمكانات التوافق بين مصالحنا، ومصالح بقية دول الحوض.. ولا بديل عن إحياء قوة مصر الناعمة، وإعادة إشعاعها الحضارى). عمرو حمزاوي nafezah@yahoo.com
مشاركة :