رغم قصر الفترة وضيق الوقت إلا أن فرق أندية دوري الأمير محمد بن سلمان لكرة القدم شدت رحالها وبدأت قوافل بعثاتها المغادرة صوب (القارة العجوز) لإقامة معسكراتها الإعدادية للموسم الكروي الجديد، الذي ينطلق بعد قرابة شهر من الآن وتحديداً في الخامس والعشرين من شهر أغسطس القادم. كل الفرق ستقيم معسكراتها خارجياً وفي دول أوروبية متفاوتة، ولا يبدو أن هناك (معياراً) علمياً أو فنياً أو منطقياً خلف اختيار الدولة أو المدينة، بقدر ما يعود الأمر إلى شطارة (المسوقين) لتلك المعسكرات وتجار ومكاتب المباريات الودية في الدول الأوروبية، والدليل وجود فرق أندية (متفاوتة) في الإمكانيات في موقع (بلد) واحد وتساوي أو تقارب عدد أيام معسكراتها، والأمر لا يخلو من كونه (نسخ ولصق)!! اختار نادي الاتحاد إقامة معسكره في النمسا، وسيكون إلى جواره فريقا أبها والفيحاء، والفارق بينه وبينهما كبير(على صعيد الإمكانيات) والنصر اختار إسبانيا لإقامة معسكره وسيكون إلى جواره الشباب والوحدة، وأيضاً الفارق بينه وبينهما كبير، أما الهلال فسيقيم معسكره في بريطانيا (وحيداً) واختار التعاون أيضاً أن يكون وحيداً في معسكره بهولندا، فيما سيذهب ضمك والفتح والعدالة إلى سلوفينيا، وإلى تركيا سيذهب الخليج والرائد والاتفاق والطائي والباطن. الأكيد أن المتطلبات الكبيرة الأساسية والهامة والواجب توفرها في المعسكر الخارجي، تختلف من دولة لأخرى حتى وإن كانت جميعها أوروبية، لكن الظاهر أن أول وأكثر ما تبحث عنه الأندية السعودية وتحرص عليه في معسكراتها هو (الطقس الجميل والأجواء الطبيعية) التي تساعد على قضاء (أوقات ممتعة) طوال أيام المعسكر، ولا يهم بعد ذلك إن كان المكان ينقصه جوانب ومتطلبات مهمة جداً، تساعد في الاستفادة الكاملة من المعسكر، وتجعله ناجحاً، مما يساعد الفريق ولاعبيه في تحقيق بداية قوية وانطلاقة جيدة مع بداية المباريات، وجاهزية استعادة (اللياقة البدنية) المطلوبة قبل انطلاقة الموسم بما يستمر وينعكس على الأداء والمستوى طوال الموسم. من أهم وأول احتياجات المعسكرات توفر مراكز ومستلزمات التأهيل البدني والطبي (العلاج الطبيعي) وأماكن تنمية وتطوير القدرات المهارية والبدنية والذهنية والبدء في خطوات وبرنامج تحقيق الأهداف المنتظرة والمرجوة خلال الموسم، ومن مراحل المعسكرات الخارجية الهامة مرحلة المباريات الودية التي ستلعب، وإمكانية توفر اختيارمباريات (متدرجة) في مستويات الفرق التي سيتم مواجهتها، وهو ما يبدو أن معسكرات أنديتنا ستواجه فيه قصوراً كبيراً هذا الموسم، بسبب (ضيق الوقت) وصعوبة توزيعه أو السيطرة عليه بالقدر الكافي قبل العودة وانطلاقة المباريات رسمياً. إقامة المعسكرات قبل انطلاقة الموسم ضرورية وهامة لكن ليس شرطاً أن نجاحها يعتمد على إقامتها خارجياً، حتى وإن تمت في أكبر وأجمل وأرقي المدن أو العواصم الأوروبية (معسكرات خارجية) فقد يكون المعسكر جيداً وناجحاً وأكثر فائدة، إذا أقيم محلياً في إحدى المدن الصيفية الداخلية (مثل الطائف وأبها) وحقق البرنامج المعد الفورمة الرياضية (الاستهلالية) المطلوبة للاعبين، بحيث تتحقق انطلاقة قوية من بداية الموسم، ينتج عنها في النهاية الوصول إلى الأهداف وتسجيل الإنجازات، وحدث ذلك كثيراً من قبل ولأكثر من فريق والعكس صحيح. كلام مشفر «سبق لأكثر من نادٍ إقامة معسكره الإعدادي محلياً ونجح من خلاله في تقديم فريق قوي وجميل والوصول إلى إنجاز آخر الموسم، فمثلا فريق الاتحاد سبق وأن حقق بطولة دوري موسم (2009م) بعد معسكر إعدادي أقيم في الطائف، في حين أقام في سنوات أخرى بعد ذلك وقبله معسكراً في أكبر وأجمل الدول الأوروبية (مثل إسبانيا والبرتغال) ولم ينجح في تحقيق الإنجاز المطلوب. o مخاوف كثيرة لابد أن تنتاب جماهير فريق الطائي لعدم التعاقد حتى الآن (رسمياً) مع مدرب للفريق خلفاً للسيد سييرا، وليس معروفاً بشكل واضح أسباب مغادرة التشيلي للفريق، رغم أن موسمه كان ناجحاً جداً معه o هل استفادت لجنة المسابقات في دوري المحترفين من أخطاء الموسم الماضي، خاصة المتعلقة بالتوقفات (العشوائية) التي أضرت بعدالة المنافسة، فظهر ذلك في الإعلان المبكر عن توقفات الموسم القادم قبل أن يبدأ، بل قبل إعلان جدول الدوري؟! o بالمناسبة أقرأ وكثيرون غيري، أن هذه الوقفات كانت موضع خلاف واعتراض بين أعضاء اللجنة، وقد تكون السبب في استقالة رئيس اللجنة (أحمد الراشد) رغم تغليفها فيما هو متداول على أنها من نهاية الموسم الماضي ولم تعلن إلا قبل الموسم الجديد.
مشاركة :