تحليل إخباري: هل حقق العراق نجاحات في مشاركته بقمة جدة للأمن والتنمية؟

  • 7/21/2022
  • 00:00
  • 33
  • 0
  • 0
news-picture

أكد خبراء عراقيون أن بلادهم حققت بعض المكاسب والنجاحات في مؤتمر قمة جدة للأمن والتنمية، فيما اعتبر بعضهم أن واشنطن حاولت استغلال القمة لتصحيح بعض أخطائها في العراق. وعقدت القمة يوم (السبت) الماضي بضيافة المملكة العربية السعودية وبمشاركة زعماء دول الخليج والرئيس المصري عبد الفتاح السيسي والعاهل الأردني الملك عبد الله الثاني ورئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي والرئيس الأمريكي جو بايدن. وأكد قادة الدول في البيان الختامي للقمة على رؤيتهم المشتركة لمنطقة يسودها السلام والازدهار وما يتطلبه ذلك من أهمية اتخاذ جميع التدابير اللازمة في سبيل حفظ أمن المنطقة واستقرارها وتطوير سبل التعاون والتكامل بين دولها والتصدي المشترك للتحديات التي تواجهها والالتزام بقواعد حسن الجوار والاحترام المتبادل واحترام السيادة والسلامة الإقليمية. وقال الدكتور ناظم علي عبد الله الخبير لدى المنتدى العربي لتحليل الدراسات الاستراتيجية لوكالة أنباء ((شينخوا)) "إن حضور العراق لقمة جدة شكل نقلة نوعية في مستوى العلاقات الخارجية العراقية في محيطه العربي والإقليمي أو على المستوى الدولي، وهي المرة الأولى التي تستطيع فيها الحكومة العراقية من كسر الطوق تجاه العالم العربي عموما والعلاقات الخليجية على وجه الخصوص". وأضاف "أن العراق حقق من خلال قمة جدة عقد اتفاقيات على المستوى الاقتصادي ولا سيما بمجال الطاقة وفي مقدمتها الربط الكهربائي مع السعودية، بالإضافة لتعهد الدول الخليجية بالمساهمة في برامج التنمية وإعادة إعمار البنى التحتية ومكافحة الاحتباس الحراري ومعالجة التصحر في العراق، يضاف لذلك التعهدات بأن يكون العراق مركزا لنقل الطاقة للدول الأخرى". وحصل العراق على إشادة الدول المشاركة بالقمة على الدور الذي لعبه في تقريب وجهات النظر مع الدول الإقليمية، في الإشارة للمفاوضات التي عقدت في بغداد بين الجانبين السعودي والإيراني، وأن العراق أصبح يحتل موقعا متميزا بين الدول بعد أن أبعدته سنوات الاحتلال الأمريكي والتأثير الإيراني الكبير في الحكومات العراقية المتعاقبة والتي كانت تمنع التقارب بينه وبين جيرانه العرب، وفقا لناظم على عبد الله. وكان رئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي قد استبق القمة بنفي أن يكون هدفها التطبيع مع إسرائيل أو تشكيل تحالف عسكري، مؤكدا أن العراق لن يكون في محور ضد آخر، وهذا مؤشر إيجابي للسياسة الخارجية للعراق. يذكر أن ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز آل سعود، قال في كلمته بالقمة "يسرنا ما يشهده العراق مؤخرا من تحسن في أمنه واستقراره بما سينعكس على شعبه الشقيق بالرخاء والازدهار وتفاعله الإيجابي مع محيطه العربي والإقليمي، ونشيد بتوقيع اتفاقيتي الربط الكهربائي بين المملكة والعراق وكذلك مع دول مجلس التعاون". وشهدت القمة تجديد زعماء الدول المشاركة لدعمهم الكامل لسيادة العراق وأمنه واستقراره ونمائه ورفاهه ولجميع جهوده في مكافحة الإرهاب، مرحبين بالدور الإيجابي الذي يقوم به العراق لتسهيل التواصل وبناء الثقة بين دول المنطقة. بدوره قال الدكتور نجيب الجبوري أستاذ القانون بالجامعة العراقية "إن الرئيس الأمريكي جو بايدن حاول إظهار موقف تجاه العراق لكن هذا الموقف باهت عندما أعلن الربط الكهربائي بين العراق ودول الخليج". وأضاف الجبوري "أن بايدن تناسى ما فعلته الإدارات الأمريكية المتعاقبة من جرائم بحق الشعب العراقي والتي يحاسب عليها القانون الدولي، وحاول أن يقوم بترقيع ما فعله احتلالهم للعراق وتدمير بنيته التحتية والاجتماعية ولو بتصريح إعلامي عن الربط الكهربائي بين العراق والسعودية ودول الخليج، متناسيا أن العراق قطع شوطا كبيرا مع دول الخليج بهذا المجال". وطالب الجبوري، الرئيس بايدن الذي فشل في قمة جدة بتحقيق أهداف الولايات المتحدة، بالاعتراف بفشل السياسة الأمريكية ليس في العراق فحسب بل في المنطقة والعالم، ودعاه لتصحيح الأخطاء الكارثية التي ارتكبتها بلاده في العراق وحولته من بلد موحد إلى بلد يفتقد لأبسط الخدمات بل مهدد بالفوضى. وأعرب الجبوري عن اعتقاده بأن العراق حقق بعض النجاحات الدبلوماسية والسياسية في هذه القمة، خاصة عندما أشادت جميع الدول المشاركة بتحقيق الأمن والاستقرار فيه، داعيا واشنطن لإعادة النظر بسياستها تجاه العراق والمنطقة والعالم". وخلص بالقول "إن واشنطن تعلن أنها تسعى لإيجاد حلول ومعالجات لمشاكل المنطقة، لكن في الحقيقية هي أصل المشاكل وبؤرة صناعة الأزمات وهي المسؤولة عن جميع التوترات بسبب سياستها المتغطرسة والتي تحاول من خلالها السيطرة على العالم، وخير مثال ما جرى للعراق بسبب احتلالها له". ويرى المحلل السياسي على الموسى أن الولايات المتحدة فشلت فشلا ذريعا في قمة جدة ولم تتمكن من فرض إرادتها على دول المنطقة. وقال الموسى "إن واشنطن فشلت بقضية إقناع دول المنطقة لرفع إنتاج النفط، كما فشلت بالضغط على دول المنطقة بتحديد علاقاتها مع الآخرين. من جانبه قال المحلل السياسي هادي جلو مرعي "إن مؤتمر جدة هدفه دعم سوق الطاقة وتجنب انهيار اقتصادي عالمي، أما ما يمكن للعراق أن يجنيه فمحدود، غير أن مشاركة العراق في المؤتمر وتحفيز دوره الإقليمي أمر مهم مع التحولات العالمية ونتائج الحرب ضد الإرهاب وقدرة الحكومة على معالجة جملة التحديات التي تواجه العراق، خاصة وأن بعض الدول أشادت بموقف العراق من العلاقة بين السعودية وإيران والانفتاح على الدول العربية وضبط الايقاع الداخلي".

مشاركة :