التجربة الغنية لوسائل التقنية | أحمد عبد الرحمن العرفج

  • 8/18/2016
  • 00:00
  • 10
  • 0
  • 0
news-picture

مَوقف النَّاس العَاديّين مِن التَّقنية؛ مَوقف بَسيط ويَسير، فهُم يَتقبَّلونها ويُرحِّبون بِهَا ويَسعون إليهَا، بَينمَا مَوقف المُثقَّف مِن التَّقنية؛ مَوقف غَريب، يَمتاز بالعِنَاد والتَّعالِي، وقَد سَمعتُ مَرَّة مُثقَّفاً يَقول: (هَذا الكمبيوتر أَعُوذ بالله مِن شَرِّه)..! قَبل فَترة، اطّلعتُ عَلَى وَرقِة عَمَل بعنوَان: «الهَندسَة والشِّعر»، لبَاحث سُوري أَنيق اسمه «إبراهيم الفاضل»، ألقَاهَا في نَدوة «الإبدَاع الثَّقَافي والتَّغيير الاجتمَاعي في المُجتمعَات العَربيّة في نَهَايَات القَرن»، التي عُقدت في غِرنَاطَة عَام 1998، حَيثُ لَمس البَاحث -بذَكاءٍ جَيّد- عِلّة المُثقَّفين وعلَاقتهم بالتَّقنية، حِين أكَّد أنَّ (نَقد التَّقنية أسهَل مِن فَهمها، وفَهمها أسهَل مِن مُمَارستهَا، والعِبرَة في كُلِّ الأحوَال، هي نَقدنَا لأنفسنَا)..! ولَم يَتوقَّف البَاحث «إبراهيم الفاضل» عِند هَذا، بَل اعتَرَف بدور التَّقنية في نَشر الحُريّة، وتَشجيع الحوَار مَع المُخَالِف، مُشيداً بِمَا تُتيحه مِن (الحُريّة والحوَار والتَّسَامح مَع الرَّأي المُخالف، وقبُول النَّقد، والإسرَاع إلَى الاعترَاف بالخَطأ وتَصحيحه، ويُسر الوصُول إلَى وسَائل التَّعبير، والانفتَاح عَلى غَير المَألوف، واليَقين أنَّ الأيَّام دِوَلٌ، وأنَّ التَّغيُّرَ أثبَتُ السُّنن، والتَّواصُل بَين أَهل الإبدَاع -عَلى اختلَاف مَعارفهم وفنُونهم، وتَشجيع النَّابه مِنهم بالرِّعَايَةِ والمُكَافأة- كُلّ ذَلك «قِيَم وفضَائِل فِي المُجتمع الحُر المَفتوح، غِيَابها مِن مُجتمعنَا مُثبط للإبدَاع، وحضُورها بَل حضُور بَعضها مُحرِّض لَه)..! حَسنًا.. مَاذا بَقي؟! بَقي أَن نَقول: إنَّ تَخوُّف البَعض مِن وسَائل التَّقنية، ووسَائل التَّواصل الاجتمَاعي، لَن يَمنع دخُولها وشَغَف النَّاس بِهَا، لذَلك عَلَى المُثقَّف أَنْ يَعرف؛ أَنَّ تَأخّره عَن رَكْب وسَائل التَقنية؛ سيُكلِّفه ثَمناً مُضَاعَفاً..!! تويتر: Arfaj1 Arfaj555@yahoo.com

مشاركة :