العقوبات البديلة والسجون المفتوحة.. تجربة رائدة

  • 8/5/2022
  • 01:00
  • 5
  • 0
  • 0
news-picture

تميز‭ ‬مشروع‭ ‬جلالة‭ ‬الملك‭ ‬المعظم‭ ‬الإصلاحي،‭ ‬بأنه‭ ‬مشروع‭ ‬فريد‭ ‬من‭ ‬نوعه،‭ ‬وأنه‭ ‬استثنائي‭ ‬بالدرجة‭ ‬الأولى،‭ ‬وهو‭ ‬انعكاس‭ ‬لرؤية‭ ‬ثاقبة،‭ ‬لقائد‭ ‬فذ‭ ‬حكيم‭ ‬ذا‭ ‬بصيرة،‭ ‬وقدرة‭ ‬لاستشراف‭ ‬المستقبل،‭ ‬وامتلاكه‭ ‬شجاعة‭ ‬وجرأة‭ ‬في‭ ‬اتخاذ‭ ‬القرارات‭ ‬الصعبة‭.‬ لقد‭ ‬أسهم‭ ‬المشروع‭ ‬الإصلاحي‭ ‬في‭ ‬تبني‭ ‬خيارات‭ ‬تطويرية‭ ‬لشتى‭ ‬الحقول‭ ‬المختلفة،‭ ‬السياسية‭ ‬والاقتصادية‭ ‬والاجتماعية‭ ‬والمؤسسية،‭ ‬ولقد‭ ‬تمثلت‭ ‬أولى‭ ‬المبادرات‭ ‬بعودة‭ ‬الديمقراطية‭ ‬من‭ ‬جديد،‭ ‬وإنشاء‭ ‬المجلس‭ ‬الوطني،‭ ‬وتكريس‭ ‬مبادئ‭ ‬العدالة‭ ‬والمساواة،‭ ‬والحكم‭ ‬الرشيد،‭ ‬وإنشاء‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬المؤسسات‭ ‬الدستورية‭ ‬بالمملكة،‭ ‬وخيارات‭ ‬كثيرة،‭ ‬وهذا‭ ‬ما‭ ‬نحن‭ ‬بصدد‭ ‬الحديث‭ ‬عنه‭.‬ لقد‭ ‬مثل‭ ‬المشروع‭ ‬الإصلاحي،‭ ‬عهداً‭ ‬جديداً‭ ‬لمملكة‭ ‬البحرين،‭ ‬ويمكن‭ ‬أن‭ ‬نقول‭ (‬مملكة‭ ‬البحرين‭ ‬الجديدة‭)‬،‭ ‬لما‭ ‬أحدثه‭ ‬من‭ ‬طفرات‭ ‬نوعية‭ ‬متلاحقة،‭ ‬في‭ ‬شتى‭ ‬المناحي‭ ‬المختلفة،‭ ‬محققاً‭ ‬تطلعات‭ ‬المواطنين‭ ‬في‭ ‬دولة‭ ‬عصرية،‭ ‬متقدمة،‭ ‬وتوافر‭ ‬سبل‭ ‬العيش‭ ‬الكريم،‭ ‬وأن‭ ‬جلالة‭ ‬الملك‭ ‬المعظم،‭ ‬قد‭ ‬خط‭ ‬بهذا‭ ‬المشروع‭ ‬الرائد‭ ‬خطوات‭ ‬تقدمية‭ ‬رائعة‭ ‬في‭ ‬شتى‭ ‬الحقول،‭ ‬حتى‭ ‬صارت‭ ‬مملكة‭ ‬البحرين‭ ‬منارةً‭ ‬للتقدم‭ ‬والديمقراطية‭ ‬والتسامح‭ ‬الديني‭ ‬والتعايش‭ ‬السلمي‭.‬ ومن‭ ‬مبادراته‭ ‬القيمة،‭ ‬والتي‭ ‬يشار‭ ‬إليها‭ ‬بالبنان،‭ ‬وصدرت‭ ‬الموافقة‭ ‬الملكية‭ ‬السامية‭ ‬بها،‭ ‬المرسوم‭ ‬بقانون‭ ‬بشأن‭ ‬العقوبات‭ ‬البديلة،‭ ‬فقد‭ ‬مثل‭ ‬هذا‭ ‬القانون‭ ‬نقلة‭ ‬نوعية‭ ‬كبيرة‭ ‬في‭ ‬علم‭ ‬العقوبات‭ ‬وفلسفة‭ ‬عصرية‭ ‬جديدة‭ ‬بشأن‭ ‬العقوبات‭.‬ والحق،‭ ‬أن‭ ‬هذه‭ ‬الفلسفة‭ ‬الجديدة‭ ‬التي‭ ‬أرسى‭ ‬مبادئها‭ ‬جلالة‭ ‬الملك‭ ‬المعظم‭ -‬حفظه‭ ‬الله‭ ‬ورعاه،‭ ‬تسير‭ ‬وفق‭ ‬التوجهات‭ ‬القانونية‭ ‬الجديدة‭ ‬في‭ ‬علمي‭ ‬الجريمة‭ ‬والعقاب،‭ ‬باستحداث‭ ‬منظومات‭ ‬عقابية‭ ‬غير‭ ‬تقليدية،‭ ‬كفيلة‭ ‬بالردع،‭ ‬حيث‭ ‬ثبت‭ ‬أن‭ ‬العقوبات‭ ‬التقليدية،‭ ‬قد‭ ‬لا‭ ‬تحقق‭ ‬الغرض‭ ‬المنشود‭ ‬في‭ ‬الردع،‭ ‬من‭ ‬هنا‭ ‬اتجه‭ ‬الفكر‭ ‬القانوني،‭ ‬إلى‭ ‬إيجاد‭ ‬ما‭ ‬يسمى‭ ‬بـ‭(‬بدال‭ ‬السجون‭)‬،‭ ‬عسى‭ ‬أن‭ ‬تكون‭ ‬كافية‭ ‬للغرض‭ ‬المنشود‭ (‬الردع‭) ‬وإصلاح‭ ‬وتأهيل‭ ‬المذنبين‭.‬ لقد‭ ‬جاء‭ ‬المرسوم‭ ‬بقانون‭ ‬رقم‭ (‬18‭) ‬لسنة‭ ‬2017م،‭ ‬فاتحة‭ ‬خير،‭ ‬لكثير‭ ‬ممن‭ ‬شملهم‭ ‬هذا‭ ‬المرسم‭ ‬بحقهم،‭ ‬وقد‭ ‬حقق‭ ‬كثيراً‭ ‬من‭ ‬الإنجازات‭ ‬الكبيرة،‭ ‬بثماره‭ ‬الممتازة،‭ ‬لذا‭ ‬بادرت‭ ‬الجهات‭ ‬المسؤولة،‭ ‬بالتوسع‭ ‬في‭ ‬تطبيقه،‭ ‬وتعديل‭ ‬ما‭ ‬يمكن‭ ‬تعديله،‭ ‬ليأتي‭ ‬بالثمار‭ ‬المرجوة‭. ‬وقد‭ ‬جاء‭ ‬المرسوم‭ ‬رقم‭ ‬24‭ ‬لسنة‭ ‬2021م،‭ ‬بتعديل‭ ‬المادة‭ (‬13‭) ‬من‭ ‬القانون‭ ‬رقم‭ (‬18‭) ‬بشأن‭ ‬العقوبات‭ ‬البديلة،‭ ‬ليكمل‭ ‬مسيرة‭ ‬الإنجازات‭ ‬العظيمة‭ ‬في‭ ‬التطور‭ ‬الحقوقي‭ ‬الحضاري‭ ‬لمملكة‭ ‬البحرين‭ ‬العظيمة‭.‬ ولقد‭ ‬قامت‭ ‬الجهات‭ ‬المختصة،‭ ‬فور‭ ‬صدور‭ ‬القانون،‭ ‬بتنفيذ‭ ‬بنود‭ ‬التعديل،‭ ‬وأتت‭ ‬ثمارها‭ ‬بالإفراج‭ ‬عن‭ ‬العديد‭ ‬والكثيرين‭ ‬ممن‭ ‬تنطبق‭ ‬عليهم‭ ‬الشروط‭ ‬الأساسية،‭ ‬الذين‭ ‬عبروا‭ ‬عن‭ ‬ارتياحهم‭ ‬لهذا‭ ‬التطور‭ ‬العدلي‭ ‬الكبير‭ ‬لمملكة‭ ‬البحرين،‭ ‬آملين‭ ‬بالإفراج‭ ‬عن‭ ‬مزيد‭ ‬من‭ ‬هؤلاء،‭ ‬ممن‭ ‬تنطبق‭ ‬عليهم‭ ‬المواصفات‭.‬ واعتبر‭ ‬كثير‭ ‬من‭ ‬المحامين‭ ‬والمشتغلين‭ ‬بالحقل‭ ‬العدلي‭ ‬أن‭ ‬هذه‭ ‬الخطوة‭ ‬تعبر‭ ‬عن‭ ‬الحس‭ ‬الإنساني‭ ‬لجلالة‭ ‬الملك‭ ‬المعظم،‭ ‬والمعاني‭ ‬الإنسانية‭ ‬النبيلة‭ ‬التي‭ ‬في‭ ‬قلب‭ ‬جلالة‭ ‬الملك،‭ ‬وهي‭ ‬خطوة‭ ‬متقدمة‭ ‬حضارية‭ ‬تؤسس‭ ‬لمفاهيم‭ ‬جديدة،‭ ‬في‭ ‬الفكر‭ ‬العقابي‭ ‬المعاصر،‭ ‬ولفتة‭ ‬كريمة‭ ‬ملكية‭ ‬سامية،‭ ‬في‭ ‬التطوير‭ ‬والتحديث‭ ‬في‭ ‬الحقل‭ ‬العدلي‭.‬ وفي‭ ‬السعي‭ ‬الحثيث‭ ‬لمملكة‭ ‬البحرين‭ ‬نحو‭ ‬تطوير‭ ‬المؤسسات‭ ‬الرسمية‭ ‬لتأهيل‭ ‬المحكومين،‭ ‬فقد‭ ‬كان‭ ‬توجيه‭ ‬جلالة‭ ‬الملك‭ ‬المعظم،‭ ‬واهتمام‭ ‬وسعي‭ ‬صاحب‭ ‬السمو‭ ‬الملكي‭ ‬الأمير‭ ‬سلمان‭ ‬بن‭ ‬حمد‭ ‬آل‭ ‬خليفة‭ ‬ولي‭ ‬العهد‭ ‬رئيس‭ ‬مجلس‭ ‬الوزراء‭ ‬الموقر‭ -‬حفظه‭ ‬الله‭ ‬ورعاه،‭ ‬لتطبيق‭ ‬ما‭ ‬يسمى‭ ‬بـ‭(‬السجون‭ ‬المفتوحة‭)‬،‭ ‬كخيار‭ ‬تجديدي‭ ‬في‭ ‬منظومة‭ ‬مؤسسات‭ (‬الإصلاح‭ ‬والتأهيل‭) ‬في‭ ‬مملكة‭ ‬البحرين‭.‬ وعلى‭ ‬ما‭ ‬يبدو،‭ ‬فإن‭ ‬السجون‭ ‬المفتوحة‭ ‬هي‭ ‬التي‭ ‬تخلو‭ ‬فيها‭ ‬عوامل‭ ‬الحراسة‭ ‬والإجراءات‭ ‬الأمنية‭ ‬والحواجز‭ ‬إلى‭ ‬الحد‭ ‬الأدنى،‭ ‬بما‭ ‬يؤدي‭ ‬إلى‭ ‬فسحة‭ ‬للنزلاء‭ ‬بممارسة‭ ‬الأنشطة‭ ‬بكل‭ ‬حرية‭ ‬وسلاسة‭ ‬بلا‭ ‬قيود‭.‬ وعادةً‭ ‬في‭ ‬هذه‭ ‬السجون،‭ ‬يتم‭ ‬تلافي‭ ‬حبس‭ ‬النزلاء‭ ‬في‭ ‬زنازينهم،‭ ‬وهي‭ ‬خطة‭ ‬موفقة‭ ‬لتأهيل‭ ‬النزلاء،‭ ‬ويمكن‭ ‬الاستعانة‭ ‬بمعامل‭ ‬الورش،‭ ‬والتوسع‭ ‬في‭ ‬نطاق‭ ‬التدريب‭ ‬المهني‭ ‬والفني‭ ‬للنزلاء،‭ ‬لقضاء‭ ‬أوقاتهم‭ ‬فيما‭ ‬ينفعهم‭.‬ ولحدٍ‭ ‬ما،‭ ‬فإن‭ ‬نظام‭ ‬السجون‭ ‬المفتوحة،‭ ‬مطبق‭ ‬بمملكة‭ ‬البحرين،‭ ‬إبان‭ ‬الفترات‭ ‬التي‭ ‬كانت‭ ‬السجون‭ ‬المركزية‭ ‬في‭ ‬جزيرة‭ (‬جدة‭) ‬غرب‭ ‬البحرين،‭ ‬وخاصة‭ ‬في‭ ‬ستينيات‭ ‬القرن‭ ‬الماضي‭ ‬المنصرم،‭ ‬وكان‭ ‬النزلاء‭ ‬طلقاء‭ ‬في‭ ‬الجزيرة،‭ ‬إضافة‭ ‬إلى‭ ‬ما‭ ‬يتمتع‭ ‬به‭ ‬النزلاء،‭ ‬من‭ ‬خدمات‭ ‬ثقافية‭ ‬بوجود‭ ‬مكتبة‭ ‬مركزية‭ ‬بها‭ ‬أمهات‭ ‬الكتب‭ ‬في‭ ‬شتى‭ ‬أنواع‭ ‬المعرفة،‭ ‬إلى‭ ‬جانب‭ ‬مراكز‭ ‬تدريب‭ ‬الحرف،‭ ‬وكانت‭ ‬السجون‭ ‬في‭ ‬تلك‭ ‬الفترات،‭ ‬بمثابة‭ ‬المدرسة‭ ‬أو‭ ‬الجامعة،‭ ‬يتخرج‭ ‬فيها‭ ‬النزلاء،‭ ‬ومن‭ ‬هؤلاء‭ ‬مثقفون‭ ‬وكتّاب‭ ‬ومؤلفون‭ ‬وأدباء‭ ‬وغيرهم‭.‬ ويعد‭ ‬هذا‭ ‬التوجه،‭ ‬من‭ ‬لدن‭ ‬صاحب‭ ‬السمو‭ ‬الملكي‭ ‬الأمير‭ ‬سلمان‭ ‬بن‭ ‬حمد‭ ‬آل‭ ‬خليفة‭ ‬ولي‭ ‬العهد‭ ‬الأمين‭ ‬رئيس‭ ‬الوزراء‭ ‬الموقر،‭ ‬بمثابة‭ ‬فلسفة‭ ‬جديدة‭ ‬عظيمة‭ ‬بامتياز،‭ ‬قادها‭ ‬سمو‭ ‬ولي‭ ‬العهد‭ ‬رئيس‭ ‬الوزراء،‭ ‬باقتدار،‭ ‬ولها‭ ‬مدلولات‭ ‬كثيرة،‭ ‬على‭ ‬صعد‭ ‬احترام‭ ‬حقوق‭ ‬الإنسان،‭ ‬والتحديث‭ ‬في‭ ‬برامج‭ ‬المؤسسات‭ ‬الإصلاحية،‭ ‬بما‭ ‬يؤدي‭ ‬إلى‭ ‬إعادة‭ ‬تأهيل‭ ‬النزلاء،‭ ‬بمواصفات‭ ‬طموحة‭ ‬وتؤدي‭ ‬الغاية‭ ‬التي‭ ‬وجدت‭ ‬من‭ ‬أجلها‭.‬ إن‭ ‬الإدارة‭ ‬العامة‭ ‬لشؤون‭ ‬المؤسسات‭ ‬الإصلاحية‭ ‬بوزارة‭ ‬الداخلية،‭ ‬تقوم‭ ‬بأدوار‭ ‬مهمة‭ ‬بتعزيز‭ ‬حقوق‭ ‬الإنسان‭ ‬داخل‭ ‬المؤسسات،‭ ‬إلى‭ ‬جانب‭ ‬حزمة‭ ‬من‭ ‬التدابير‭ ‬الترفيهية‭ ‬والصحية‭ ‬حفاظاً‭ ‬على‭ ‬صحة‭ ‬النزلاء‭.‬ ويولي‭ ‬معالي‭ ‬الفريق‭ ‬أول‭ ‬الركن‭ ‬الشيخ‭ ‬راشد‭ ‬بن‭ ‬عبدالله‭ ‬آل‭ ‬خليفة‭ ‬وزير‭ ‬الداخلية‭ ‬الموقر،‭ ‬اهتماماً‭ ‬خاصاً‭ ‬بشؤون‭ ‬المؤسسات‭ ‬الإصلاحية‭ ‬والتأهيل،‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬زيارات‭ ‬معاليه‭ ‬لهذه‭ ‬المؤسسات،‭ ‬أو‭ ‬بتوجيهاته‭ ‬الموقرة،‭ ‬إلى‭ ‬تطوير‭ ‬خدمات‭ ‬النزلاء‭ ‬سواء‭ ‬من‭ ‬حيث‭ ‬سكنى‭ ‬النزلاء،‭ ‬والوجبات‭ ‬الغذائية،‭ ‬والرعاية‭ ‬الطبية‭.‬ وكذا‭ ‬فإن‭ ‬معاليه،‭ ‬يرشد‭ ‬المعنيين‭ ‬من‭ ‬قيادة‭ ‬المؤسسات‭ ‬الإصلاحية‭ ‬والتأهيل‭ ‬وقيادة‭ ‬مراكز‭ ‬النزلاء،‭ ‬إلى‭ ‬تسهيل‭ ‬الزيارات‭ ‬الأسرية،‭ ‬وأداء‭ ‬الصلوات‭ ‬اليومية‭ ‬ودروس‭ ‬الوعظ‭ ‬والإرشاد،‭ ‬والمناسبات‭ ‬الدينية،‭ ‬وممارسة‭ ‬الشعائر‭ ‬الدينية،‭ ‬ويدعو‭ ‬دائماً‭ ‬إلى‭ ‬توفير‭ ‬الأجواء‭ ‬الترفيهية،‭ ‬وسبل‭ ‬ممارسة‭ ‬الرياضة،‭ ‬والفعاليات‭ ‬الثقافية،‭ ‬وتذليل‭ ‬الصعوبات‭ ‬التي‭ ‬يواجهها‭ ‬النزلاء،‭ ‬وسماع‭ ‬شكاواهم‭ ‬ومقترحاتهم‭ ‬وتنفيذها‭ ‬على‭ ‬الفور‭.‬ وتطبق‭ ‬وزارة‭ ‬الداخلية،‭ ‬ممثلة‭ ‬بالإدارة‭ ‬العامة‭ ‬لشؤون‭ ‬المؤسسات‭ ‬الإصلاحية‭ ‬والتأهيل‭ ‬مجموعة‭ ‬المبادئ‭ ‬المثلى‭ ‬المتعارف‭ ‬عليها‭ ‬عالمياً،‭ ‬إضافة‭ ‬إلى‭ ‬المعايير‭ ‬الدولية‭ ‬في‭ ‬حقل‭ ‬السجون‭ ‬وأماكن‭ ‬الاحتجاز،‭ ‬طبقاً‭ ‬للعهود‭ ‬الدولية‭ ‬بحقوق‭ ‬الإنسان،‭ ‬والمواثيق‭ ‬العالمية‭ ‬لحقوق‭ ‬الإنسان‭.‬ وتطبق‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬الدول‭ ‬ظاهرة‭ ‬السجون‭ ‬المفتوحة،‭ ‬وخاصة‭ ‬الدول‭ ‬الاسكندنافية،‭ ‬ومنها‭ ‬الدانمارك،‭ ‬التي‭ ‬بها‭ ‬8‭ ‬سجون‭ ‬مفتوحة‭ ‬من‭ ‬أصل‭ ‬13‭ ‬سجنا‭.‬ ويصنف‭ ‬النزلاء‭ ‬هناك‭ ‬بمعايير‭ ‬مخصوصة‭ ‬لدى‭ ‬دائرة‭ ‬معنية‭ ‬بمراقبة‭ ‬السلوك‭ ‬لتقرر‭ ‬مصير‭ ‬النزيل،‭ ‬من‭ ‬القضية‭ ‬في‭ ‬سجون‭ ‬مغلقة‭ ‬أو‭ ‬مفتوحة،‭ ‬أو‭ ‬خدمة‭ ‬اجتماعية‭.‬ وفي‭ ‬دراسة‭ ‬بحثية‭ ‬رائعة‭ ‬لفهد‭ ‬يوسف‭ ‬الكساسبة‭ ‬بعنوان‭: (‬دور‭ ‬النظم‭ ‬العقابية‭ ‬الحديثة‭ ‬في‭ ‬الإصلاح‭ ‬والتأهيل‭)‬،‭ ‬يؤكد‭ ‬ما‭ ‬لبدائل‭ ‬السجون‭ ‬من‭ ‬دور‭ ‬كبير‭ ‬في‭ ‬الإصلاح‭ ‬والتأهيل،‭ ‬بعدما‭ ‬ثبت‭ ‬لحد‭ ‬ما‭ ‬عدم‭ ‬جدوى‭ ‬الأنماط‭ ‬التقليدية‭ ‬المتبعة‭.‬ وتقول‭ ‬الدراسة،‭ ‬إنه‭ ‬اتضح‭ ‬أن‭ ‬بدائل‭ ‬السجون،‭ ‬وبعض‭ ‬النظم‭ ‬الإدارية‭ ‬الحديثة،‭ ‬في‭ ‬الإصلاح‭ ‬والتأهيل،‭ ‬قد‭ ‬حققت‭ ‬نتائج‭ ‬مذهلة‭ ‬وجيدة‭.‬ نعود‭ ‬مجدداً‭ ‬الى‭ ‬لب‭ ‬حديثنا،‭ ‬فإن‭ ‬هذه‭ ‬التوجهات‭ ‬من‭ ‬قادة‭ ‬البلاد‭ ‬وعلى‭ ‬رأسهم‭ ‬جلالة‭ ‬الملك‭ ‬المعظم‭ -‬حفظه‭ ‬الله‭ ‬ورعاه،‭ ‬إنما‭ ‬تعطي‭ ‬دلالة‭ ‬على‭ ‬المعاني‭ ‬الإنسانية‭ ‬الكبيرة‭ ‬لملك‭ ‬القلوب،‭ ‬وعلاوة‭ ‬على‭ ‬ذلك،‭ ‬فإن‭ ‬مكارم‭ ‬جلالته‭ ‬بالعفو،‭ ‬كثيرة‭ ‬وكثيرة‭.‬ وما‭ ‬ألفناه‭ ‬من‭ ‬عادة‭ ‬جلالته‭ ‬في‭ ‬العيدين‭ ‬المعلومين،‭ ‬وحلول‭ ‬شهر‭ ‬رمضان‭ ‬الكريم،‭ ‬من‭ ‬مكرمة‭ ‬العفو،‭ ‬إنما‭ ‬تدل‭ ‬على‭ ‬اللفتات‭ ‬الأبوية‭ ‬الحنونة‭ ‬والحكيمة‭ ‬تجاه‭ ‬شعبه‭ ‬الكريم،‭ ‬فإنه‭ ‬جلالته‭ ‬حفظه‭ ‬الله‭ ‬ورعاه،‭ ‬الملك‭ ‬والأب‭ ‬الحاني‭ ‬والإنسان،‭ ‬القريب‭ ‬من‭ ‬شعبه‭ ‬الوفي،‭ ‬بل‭ ‬إن‭ ‬ذلك‭ ‬ينطلق‭ ‬من‭ ‬عيشنا‭ ‬جميعاً‭ ‬كأسرة‭ ‬واحدة،‭ ‬في‭ ‬ظلال‭ ‬الأمن‭ ‬والمحبة‭ ‬والعطف‭ ‬والحنان‭.‬ لقد‭ ‬شكلت‭ ‬مكارم‭ ‬العفو‭ ‬السامية،‭ ‬وهذه‭ ‬اللفتات‭ ‬الملكية‭ ‬الأبوية‭ ‬الحنونة‭ ‬منطلقاً‭ ‬جديداً‭ ‬للفرح‭ ‬والسرور،‭ ‬ولبدء‭ ‬الحياة‭ ‬من‭ ‬جديد،‭ ‬وتصحيح‭ ‬ما‭ ‬حدث‭ ‬في‭ ‬لحظات‭ ‬غير‭ ‬عقلانية،‭ ‬قد‭ ‬تصيبنا‭ ‬جميعاً،‭ ‬لا‭ ‬سمح‭ ‬الله،‭ ‬وشد‭ ‬العزم‭ ‬لعدم‭ ‬تكرار‭ ‬ما‭ ‬حدث‭.‬ ومكارم‭ ‬العفو‭ ‬الملكية‭ ‬السامية‭ ‬هذه‭ ‬تكون‭ ‬منسجمة‭ ‬مع‭ ‬المشروع‭ ‬الإصلاحي‭ ‬لجلالة‭ ‬الملك‭ ‬المعظم‭ -‬حفظه‭ ‬الله‭ ‬ورعاه،‭ ‬أشد‭ ‬انسجاما‭.‬ Sayedhotmail@gmail‭.‬com

مشاركة :