سُنّي سعودي في إيران! | عبد الله منور الجميلي

  • 1/26/2016
  • 00:00
  • 14
  • 0
  • 0
news-picture

قبل عِــدة سنوات كنتُ مع مجموعة من الزملاء في مدينة (فِـريتاون) عاصمة دولة (سِـيراليون)، التي تقع في أقصى جنوب غَــرب قارة أفريقيا، وهناك التقينا بـ (مواطن من تلك الدولة) يتكلم العربية بطلاقة، ويؤمن بـ (المذهَــب الـصّــفــوي)، ويدافع عنه، ويسعى جاهِــداً لنشره في مجتمع بعيد تماماً عن ذلك المَـذهَــب! ما عرفـنـاه مِـنْـهُ شخصياً أنه أحد الذين انتدبوا لـ (مدينة قُــم الإيرانية)؛ مِـن قبل إحدى الجمعيات التابعة لـ (طهران)؛ حيث درسَ هناك لسنوات، ثم رجع (داعية) يتقاضى مقابل ذلك راتباً شهرياً كبيراً! وهذا تأكيد على نشاط الثورة الإيرانية التي تسعى بشتى الوسائل لِنَـشر مذهبها (الشّـيْـعِـي الصّـفَــوي) وتصدير مبادئ ثورتها في مختلف أصقاع الأرض؛ مستغلة أمية بعض المجتمعات الإسلامية، وفقرها، وحاجتها للمساعدات المالية؛ مستفيدة من الثروات التي تمتلكها؛ وأبرزها (الـخُـمْـس) الذي تفرضه على أتـباعها! و(إيران) التي تَـزعم أن أيَّ (شيعيٍ) تابعٌ لها، وحقها أن تُـدافِــع عنه مهما كانت جنسيته وانتماؤه الوطني- استغلت خلال السنوات القليلة الماضية الصراعات والـفـراغ السياسي التي تعيشه بعض البلدان العربية؛ حيث وَجّـهَــت (مُـبَـشّـريها) ليـطُـوفوا فيها محاولين نشر مذهبهم ومبادئهم؛ تحت ذريعة حرية الـفِـكـر والرأي؛ كما تُـرَدِّد بعض القنوات والأصوات الإيرانية! وهنا لـو أنّ (داعية سُـنّـياً) من (السعودية) تحديداً ذهب يَطوف (طَهْـرَان وقُـم وغيرها من المدن الإيرانية) يشرح للناس هناك أصول وأسس المذهب السني؛ فهل ستفتح له الأبواب والـقاعات والحُـسَـيـنـيات تأكيداً على حرية الرأي والفِـكْـر؟! وهل سيعلن بعدها عن افتتاح مساجد سنية؟! طبعاً أجزم أنّ مصيره اغتيال الصوت والرّوح؛ والشاهِـد أوضاع ( المسلمين الـسُّـنّـة) في إيران؛ فمع أنهم يزيدون على (عشرين مليوناً)، فعددهم يفوق كل الأقليات هناك مِـن يهود ونصارى ومجوس وغيرهم؛ إلا أن تلك الأقليات تحظى بالرعاية والاهتمام وتتمتع بالحقوق، ولها عشرات الكنائس والبِـيَـع ودور العبادة في طهران وغيرها من المُـدن! أما أهل السنة فالنظام الإيراني يقتل علماءهم، ويُـصَـفّـي شبابهم، ويقصيهم من الوظائف الحكومية في مناطقهم! السُّـنّـة في إيران يعانون من الاضطهاد والإقصاء بشتى صوره السياسية والاجتماعية والاقتصادية؛ بل حتى لا جمعيات خيرية لهم، ولا مساجد، ولا مقبرة واحدة؛ فأين ذهبت العدالة وحرية الفكر والمعتقد التي يتشدق بها النظام الإيراني وأبواقه الإعلامية وينادي بتطبيقها في الدول الأخرى؟! ويبقى يجب على المجتمعات الإسلامية أن تحذر من الـمَـدّ الـصَّـفـوي الإيراني وتلاعبه بالعواطِـف؛ فهم مَـدٌّ يُـصَـدِّر الطائفية والفتنة ويدعمها لوجستياً، وقبل ذلك مادياً وعسكرياً؛ وعلى الدول الإسلامية أنَّ لاتنسى (الـسّـنّــة في إيران)! aaljamili@yahoo.com

مشاركة :