الدكتورة ليلى صديق في حوار حصري لصحيفة نبض العرب

  • 8/21/2022
  • 00:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

من الشخصيات النسوية الهامة التي ما فتئت تلعب أدوارا ثقافية و أدبية مميزة على مستوى الملتقيات المحلية بولاية تلمسان مسقط رأسها وترعرعها أو بولاية مستغانم مقر عملها الجامعي أو على المستوى الوطني بإلقاء محاضرات و تنشيط ندوات أدبية و تراثية بإعتبارها تمتلك رصيد ثقافي يخول لها بين الفينة و الأخرى إعتلاء منصة اللقاءات المنظمة من طرف جمعيات وطنية أو محلية لتزويد الحضور بمعلومات معينة يطلب منها إلقاءها لتعميم الفائدة هذا فضلا عن نشاطاتها داخل مدرجات جامعة مستغانم و الجامعات المجاورة كدكتورة مدرسة و ناشطة جمعوية خاصة لما يتعلق الأمر بإختصاصها اللغوي و بحوثها في التراث الشعبي. إلتقتها صحيفة نبض العرب في إحدى الملتقيات مع جمهور عريض جاء خصيصا ليستقي من مناهلها المعرفية الكبيرة حول الأمثال الشعبية المرأة التلمسانية نموذجا في منطقة تلمسان بصفة خاصة و الجزائر بصفة عامة فكان لها مع نبض العرب هذا الحوار الشيق بعدما فتحت قلبها للصحيفة دون تردد ة كان هذا الحوار. صحيفة نبض العرب: أهلا و سهلا بالدكتورة المثقفة و الأديبة ليلى صديق في حوار نرجو أن يكون كبيرا مكللا بالفائدة الدكتورة ليلى صديق: مرحبا بمكتب الجزائر لصحيفة نبض العرب الغراء و تحياتي الخالصة لطاقمها الإداري و الصحافي المميز صحيفة نبض العرب : كعادتنا قبل الغوص في خضم الحوار نرجو من الدكتورة الفاضلة تقديم نفسها الى القراء الكرام في ورقة تعريفية موجزة الدكتورة ليلى صديق : أنا من مواليد 29 جوان1970 بتلمسان زاولت دراستي الابتدائية و المتوسطة و الثانوية و الجامعية بمسقط راسي تلمسان و واصلت دراسة الدكتوراه في مستغانم و كان أول توظيفي بجامعة مستغانم كأستاذة مساعدة بعد حصولي على شهادة الماستر و بعد حصولي على شهادة الدكتوراه سنة 2011 تم توظيفي كأستاذة محاضرة و لا أزال أمارس مهنة التدريس إلى حد الساعة بجامعة مستغانم صحيفة نبض العرب: الى جانب التدريس العالي بالجامعة هل تشارك الدكتورة ليلى صديق في الملتقيات خارج الجامعة الدكتورة ليلى صديق: نعم شاركت في عدة ملتقيات بجامعات جزائرية منها الشلف و غليزان و مستغانم و تلمسان ووهران وذلك سواء في اختصاصي الجامعي أو في إختصاصي الأدبي و الثقافي صحيفة نبض العرب: علمت نبض العرب من خلال الكواليس انك شاركت على مستوى دولي في فرنسا كيف؟ الدكتورة ليلى صديق : شاركت كمحاضرة حول المسرح الجزائري عبد القادر علولة نموذجا في مدينة باريس بفرنسا صحيفة نبض العرب: ما شاء الله وهذا خارج إختصاصك كمدرسة جامعية في اللسانيات الدكتورة ليلى صديق : وذلك بإعتبار بحوثي العميقة التي قمت بها حول المسرح الجزائري و التي من خلالها ألممت بكثير من المعلومات حول المسرح ما حول لي دعوتي الى إلقاء محاضرات جعلت أطرافا معنية بإختياري لإلقائها في الخارج و كانت فرصة ثمينة لتسليط الضوء على جوانب هامة من المسرح و مسارات المسرحيين الجزائريين على رأسهم عبد القادر علولة الذي اعرف عن فنه الكثير صحيفة نبض العرب: و ماذا عن محاضراتك بدمشق السورية و القارة المصرية الدكتورة ليلى صديق :الى جانب نشاطي بباريس الفرنسية قمت بإلقاء محاضرة بجامعتي دمشق في سوريا و القارة في جمهورية مصر العربية و ذلك على غرار تربصات قمت بها بالجامعتين و هناك حظيت بالالتقاء بشخصيات عامة و مميزة للغاية على رأسها الشاعر فاروق شوشة و العالم اللغوي كمال بيش هذا دون أن ننسى مشاركتي لمدة 3 سنوات في مركز البحوث الانتر وثقافة شعبية صحيفة نبض العرب: ومن أين إنطلقت اختصاصاتك التي أوصلتك الى هذه المشاركات الوطنية و العربية و الدولية الدكتورة ليلى صديق: مبتسمة و مشيرة الى نفسها بفخر” مختصة في البحوث التراثية الشعبية و مختصة ( أكاديمية لسانيات عربية) ( الخاصة بالتراث اللغوي العربي ) و درست مقياس الأدب الشعبي العام بأنواعه لـ15 سنة و ذلك بالرغم أني لست مختصة أكاديمية في المقياس لأنها أستاذة في اللسانيات ما اكسبني معلومات واسعة خولت لي الخوض في المشاركات المتعددة . صحيفة نبض العرب: و ماذا عن علاقتك التدريسية بالطلبة؟ الدكتورة ليلى صديق : كان لي من خلال التدريس و النشاط إحتكاكا مباشرة مع الطلبة بالإشراف على عدة مذكرات التخرج و الرسائل الجامعية في مجال التراث الشعبي و درست مسرح عبد الرحمن كاكي و مسرح عبد القادر علولة و المسرح الجزائري في مواضيع التخرج و بالعموم قد تم تخرج عشرات الطلبة على يدي خلال حقبة من التدريس بالجامعة و لازلت مستمرة. صحيفة نبض العرب: لنعد الى الأمثال الشعبية محل شهرتك باعتبار بحوثك فيها خاصة على مستوى منطقة تلمسان بالتراث و الموروث الشعبي العريق؟ الدكتورة ليلى صديق :تعد الأمثال الشعبية و الأقوال المأثورة العامة الصادرة على ألسنة الناس وعاء حكمة الأمم و خزاين تجاربها ووسيلة من أهم وسائل حفظ تلك التجارب و الحكم و هي من أدب أساليب التعبير و أوجزها كما تعد الأمثال الشعبية وسيلة من الوسائل التي ترشدنا الى مدى التطور الحضاري و الرقي العقلي لدى أمة من الأمم و بواسطتها نتعرف على رؤية شعب معين في زمان معين للحياة و الوجود ومن هذا المنطلق كانت و لا تزال تدخلاتي مبرزة الإطار الحضاري و الثقافي لدى المرأة الجزائرية عامة و المرأة التلمسانية خاصة من خلال الأمثال الشعبية التي جمعتها على لسان بعض النسوة في هذه المنطقة. صحيفة نبض العرب: فما مفهوم المثل اذن عند اللغويين العرب ؟ الدكتورة ليلى صديق: قال الزمخشري في شرح كلمة ” المثل ” ” ومثله به : شبهه و تمثل به : تشبه به و مثل الشيء بالشيء: تشبه به ” ولقد خصص جلال الدين السيوطي في النوع الخامس و الثلاثين من مزهرة مجموعة من الأقوال العلماء العربية في معرفة الأمثال جاء فيه” قال أبو عبيد الأمثال حكمة العرب في الجاهلية و الإسلام و بها كانت تعارض كلاهما فتبلغ بها ما حاولت من حاجاتها في المنطقة بكناية غير تصريح فيجتمع لها ثلاث خلال إيجاز اللفظ و إصابة المعنى و حسن التشبيه و قد ضربها النبي صلى الله عليه و سلم و تمثل بها هو و من معه من السلف و قال الفارابي في ديوان الأدب المثل ما ترضاه العامة و الخاصة في لفظه و معناه حتى ابتذلوا فيما بينهم و الهوا به في السراء و الضراء و هو من ابلغ الحكمة لان الناس لا يجتمعون عل ناقص أو نقصر في الجودة او غير مبالغ في بلوغ المدى في النفاسة و قال المرزوقي في شرح الفصيح المثل جملة من القول مقتضبة من أصلها أو مرسلة بذاتها فتتسم بالقبول و اشتهر بالتداول فتنتقل عما وردت فيه الى كل ما يصبح قصده بها من غير تغيير و لحقها بلفظها و عما يوحه الظاهر الى أشباهه من المعاني فلذلك تضرب و ان جهلت أسبابها التي خرجت عليها و استجيز من الحذف و مضارع ضروات الشعر فيها مالا يستجاز في ياسر الكلام و نفهمو من هذا الكلام ان الأمثال لا تتغير و يجعل مؤلفها و المناسبة التي فيلا فيها أما المثل في الاصطلاح الأدبي فهو ذلك الفن من الكلام الذي يتميز بخصائص و مقومات تجعله جنسا من الأجناس الأدبية قائمة بحد ذاته و قسيما الشعر و الخطابة و القصة و المقالة و الرسالة و المقام ،،،، صحيفة نبض العرب: وهل للمثل الشعبي علاقة بالحكمة الدكتورة ليلى صديق: هناك عدة تقاربات بينهما ان المثل أساسها التشبيه و اما الحكمة فعمادها إصابة المعنى و لا يراعى التشبيه فيها كما يقال وان أسلوب المثل دائما موجز عكس أسلوب الحكمة الذي قد يطول نسبيا ان الهدف من المثل الاحتجاج و من الحكمة التنبيه و الإعلام و الوعظ و ان المثل يصدر من جميع الناس بمختلف طبقاتهم الفكرية و الاجتماعية اما الحكمة فلا تصدر إلا عن حكيم و فيلسوف أو أضرابهما و في الحقيقة ان المثل و الحكمة قد يلتقيان و ذلك حين تحسن الحكمة و تكون موجزة العبارة فيتهيأ لها بذلك ان تسير بين الناس و تتداولها ألسنتهم و أقلامهم فتدخل حظيرة الأمثال و في هذه القضية يقول أبو هلال العسكري تم جعل كل حكمة سائرة مثلا و قد يأتي القائل بما يحسن من الكلام ان يتمثل به الا انه لا يتفق ان يسير فلا يكون مثلا صحيفة نبض العرب: وهل الأمثال الشعبية أحد أنواع الأدب الشعبي؟ الدكتورة ليلى صديق: نعم بإعتبار أنها إنتقلت عبر الأجيال عن طريق الرواية و الحفظ و تكون بما حافظت عليه من المفردات مصدرا مهما من مصادر دراسة التطور اللغوي من الفصحى الى اللهجات العلمية في الوطن العربي. صحيفة نبض العرب: بم تتميز الأمثال الشعبية في الجزائر و خاصة في ولاية تلمسان؟ الدكتورة ليلى صديق: يطلق المثل الشعبي في الجزائر على العوام من الناس مصطلح المعاني فهو لا يبعد كثيرا عن المعنى الاصطلاحي الأكاديمي ” للمثل الشعبي” أما الأمثال الشعبية في تلمسان فتتميز بدقة المغني و إيجاز اللفظ و جمال التعبير باستعمال أدوات بلاغية كالسجع و الحماس و التشبيه و الكناية فهي تنقل وجهة نظرة الأجيال في أمور الحياة الاجتماعية و الاقتصادية و الدينية . صحيفة نبض العرب: لو تعطي الدكتورة أمثالا شعبية للفقراء . الدكتورة ليلى صديق : ” الكبد ما فيها ري و لا حزارة” ” زواج ليلة تفتاشو عام ” “اللي ما عندو بنات ما عندو باش مات ” ” لا تأخذ المطاف و لا النقل”” حديث و مغزل ” ” اللي ما رفع ما لبس” “يمشي مال الجدين و تبقى صناعة اليدين ” ” الرجل جابية و المرأ خابية” صحيفة نبض العرب : قبل أن ننهي هذا الحوار الكبير و الماتع التنس من الدكتور تعريف القراء ب ولاية تلمسان ،، قد اشتقنا الى تعريفها في نبذة مختصرة. الدكتورة ليلى صديق: حبا و كرامة تقع مدينة تلمسان في الإقليم الغربي من أرض الجزائر الحبيبة و التي تتميز بجمال الطبيعة حيث تتخللها سلسلة من الجبال تطل على سهولة خضراء واسعة الأرجاء و وحدها سلسلة من التلال قليلة الارتفاع لا تصدق هواء البحر عنها فيخفف من وطأة الحرارة في الصيف و يجود عليه في الفصول الأخرى بسحب ممطرة تروي الأرض فتفيض العيون و تتدفق الغدران و أكثر الأعصاب و تزدهر البساتين و لم يسمع الرومانيون هذه المدينة ” بومارية ” عبثا و يكتنف مدينة تلمسان غربا الطلاب منصورة التي شيدها أبو يعقوب يوسف المريني سنة 698 ه 1299 م و شرقا قرية لعياد العالية و لقد شهدت هذه المدينة عدة حضارات و لكنها عرفت ازدهارا كبيرا في ظل الحضارة العربية الاسلامية إذا اشتهرت في عالم التجارة فمركزها الجغرافي و السياسي أعانها في ربط المغرب الأوسط بالمغرب الأقصى و الأندلس و بلاد السود و كانت مقصدا للأفاق عن طريق مينائي شقون و تنين كما عرفت المدينة ازدهارا فكريا و حضاريا فكثرت فيها المساجد و المدارس العلمية حيث نبغ فيه العلماء و الشعراء فكانت عاصمة للمغرب العربي و لا شك في تراكم هذه العوامل الفكرية و العربية ساهمت في ارث حضاري و ثقافي لدى سكان المدينة حاليا و خاصة المرأة التي حافظت على هذا الموروث الثقافي و خاصة منه القولي و الشفوي كالشعر و الأمثال الشعبية. صحيفة نبض العرب: إقتربنا من الختام و مسك الختام لك الكلام الدكتورة ليلى صديق : قد مر الحوار في عجالة و كأني لم أقل شيئا فشكرا لصحيفة نبض العرب على إتاحة هذه الفرصة لتسليط الضوء على جوانب هامة من حياتي و ثقافتي و مساري الجامعي و الأدبي و التراثي و الشكر موصول لكل القائمين عليها هنا بمكتب الجزائر و بالإدارة العامة لها فتحية عطرة لكم . صحيفة نبض العرب: هذا دأب الصحيفة و الشكر موصول لك لصبرك معنا و كل يوم و أنت متألقة    23

مشاركة :