قدم المهندس ماجد بن موسى آل إسماعيل، في كتابه: «كيف تحمي استثمار عائلتك.. الميثاق العائلي»، نظرة تأصيلية لواقع الشركات العائلية، تسعى إلى تقنين أوضاعها، وتحديد أبعادها والتزاماتها وواجبات كل طرف من أطرافها وحقوقه. ومنذ السطور الأولى للكتاب الصادر عن دار الميمان للنشر والتوزيع، يتجه المؤلف إلى تحديد المقصود بالميثاق العائلي، فيعرفه بأنه «مجموعة الأسس المنظمة للتواصل الفعال والآمن بين أفراد العائلة من الناحية الاجتماعية والعملية والاقتصادية كشركاء وملاك». ويشير إلى أنه من خلال هذا الميثاق، جاءت مجموعة من التوجهات والأفكار التي تفرعت منهما مجموعة من الأعمال، واصفاً الميثاق بأنه «وثيقة تنظيمية، أخلاقية، سلوكية، وحاكمة، تربط وتنظم العلاقة بين أفراد العائلة والشركاء في إدارة أموالهم واستثماراتهم في الشركة القابضة وما يتفرع منها من شركات». ويركز المؤلف على هوية الميثاق العائلي في بلد كالمملكة العربية السعودية، بقوله: «يعمل الميثاق على رؤية ورسالة المؤسس والعائلة وأهدافهم، مع التأكيد على أهمية التمسك بمبادئ الدين الحنيف وتعاليمه». وفي تأكيد جديد على هوية الميثاق الإسلامية في بلد كالمملكة، وتحت عنوان «أهمية الميثاق» يربط المؤلف مفهوم الميثاق العائلي للشركات بتعاليم الشريعة الإسلامية، مزاوجاً بين القصص القرآني وسنن الله في الخلق، في محالة لاستخلاص القيم الإسلامية التي تأسست رؤية المؤلف على أن تكون أصلاً للميثاق العائلي الذي سعى لرسم ملامحه على مدار صفحات مؤلفه التي نيفت على ثمانين صفحة. وخص المؤلف الجانب الأخلاقي والقيمي بعنوان «الأسس العائلية» تطرق تحته إلى حزمة قيم ومبادئ، نحو: ضمان الانسجام وحسن النية والتعاطف داخل العائلة المالكة للشركات، وتوارث هذه القيم من جيل إلى جيل من أجيال العائلة، وأهمية قوة العائلة ووحدتها، وتجنب النزاعات والصراعات فيما بينها، والقدرة على تحقيق التوازن بين المصالح الشخصية لأفراد العائلة ومصالح الشركة، والاستناد إلى مبادئ تجارية سليمة في إدارة الشركة، وأهمية الحماس من أجل تحقيق النجاح الذي يرجوه أفراد العائلة لشركتهم. وفي إشارة إلى الدور الكبير الذي تلعبه القيم في نجاح الشركات العائلية وبقائها، خص المؤلف الجانب القيمي والأخلاقي بعنوان آخر «القيم العائلية»، سعى تحته إلى تفصيل حزمة قيم تخص الصفات الشخصية التي ينبغي أن يتصف بها كل فرد من أفراد العائلة المالكة للشركة، فوضع 17 قيمة ومبدأ، ست منها تخص الصفات الشخصية للأفراد، و11 تخص قواعد آداب المعاملة بين أفراد الشركة، يرى المؤلف أنها لازمة لنجاح أي شركة عائلية تتطلع للاستمرار والنجاح، منها: النزاهة، وانتقاد الأفكار لا الأشخاص، والتواضع، والعدل، والتسامح، والرحمة، الرغبة في التطور والفعالية. سبعة أبواب، قوام مؤلَّف المهندس آل إسماعيل، خصص الباب الأول منها لـ»أهداف الميثاق العائلي»، وأُدرج تحته فصلين؛ تعريفات عامة، وأهداف الميثاق، وجاء الباب الثاني تحت عنوان «مجلس العائلة»، أدرج تحته خمسة فصول؛ تكوين المجلس وعدد أفراده، قرارات المجلس، عضوية ورسالة مجلس العائلة، مهام واختصاصات مجلس العائلة، المهام والمسؤوليات، وجاء الباب الثالث تحت عنوان «اجتماعات مجلس العائلة»، وأدرجت تحته خمسة فصول؛ عدد الاجتماعات الدورية للمجلس، وآلية الاجتماعات، وحالات التعامل مع العجز والغياب والوفاة، وقوانين التوكيل والوكالة، والنصاب والتصويت، وجاء الباب الرابع تحت عنوان «رؤية وأهداف الشركة العائلية»، وأدرج تحته فصل تحت عنوان تطبيق الرؤية والأهداف على أرض الواقع، وجاء الباب الخامس تحت عنوان «الإدارة المالية للشركة العائلية»، وأدرجت تحته خمسة فصول؛ تقسيم وتدوير الأرباح، آلية انتقال الحصص، آلية دخول شريك، آلية خروج شريك، المحاسبة والمراجعة، بيع أصول شركة العائلة أو أسهمها أو وحداتها، فيما جاء الباب السابع تحت عنوان «تنظيم الخلافات وحل النزاعات. واختتم المؤلف كتابه بملحق ضمنه فرضية ميثاق عائلي، وضع من خلاله «نموذجاً قريباً من الواقع لميثاق عائلي، يمكن أن ينطبق على معظم العائلات التي لديها شركات عائلية».