ليس من شيء أخوف على الأولاد، بنين وبنات، وعلى مستقبلهم من مسألتين، هي اليوم حاضرة بالمنطقة العربية وبشكل بشع ومخيف، والمؤسف أن الكثير من الفعاليات المجتمعية ترى وتشاهد علاماتها ثم توليها الأدبار، قد يعتقد بعض الآباء والأمهات أن مسؤوليتهم تنحصر فقط في توفير المأكل والمشرب والمسكن والسلامة الجسدية، ومن ثم ترك المسؤولية للمحاضن والمدارس وعلى الدنيا السلام، وهذا اعتقاد خاطئ يدفع ثمنه أولياء الأمور لاحقًا إذا ما حاد الأولاد عن الطريق السوي، ودخلوا في مستنقعات آسنة، وكهوف مظلم، وصحاري مقفرة، ووديان أصيبت بالجفاف، فكان الجحود والنكران والعقوق! إن أخطر من قد يصيب الشباب والناشئة في ظل الفضاء المفتوح الذي يتسرب للبيوت والغرف - ليلاً ونهارًا - دون استئذان يأتي عبر القنوات الفضائية الموبوءة ورسائل الهواتف النقالة والتطبيقات الإلكترونية لتستهدف القيم والمبادئ والأخلاق التي عليها المجتمع، فهي ثقافة غربية جديدة، عابرة للقارات، يتمر تمريرها للمنطقة العربية عبر أجندات وبرامج وفضائيات، وتقف خلفها منظمات وجهات تسعى لهدم سياج الأخلاق والقيم في هذه المنطقة التي لا تزال تحتفظ ببقايا الفطرة الإنسانية السوية. المتابع لبعض القنوات الفضائية والتطبيقات الإلكترونية وما ينثر عبر الهواتف النقالة يرى وبشكل واضح لفيروسات تستهدف عقول الشباب وغرائزهم، فالإلحاد والمثلية الجنسية هي من أخطر المشاريع التي تستهدف المنطقة، وقد شاهد الكثير من الناس الدول التي قبلت بذلك حين وضعت لهما القوانين التي تحميهما وتدافع عنها حتى أصيبت بداء الخمول، وعدم إنكار المنكر فأصبحت دولاً فاشلة! قبل أيام أطلق تجمع الوحدة الوطنية حملة (فطرة البحرين)، وهي مبادرة نوعية ورائدة في مجال القيم والمبادئ والأخلاق، ففي الوقت الذي انشغلت فيه الجمعيات والصناديق الخيرية بجمع الأموال، والجمعيات السياسية والحقوقية بالاستحقاق الانتخابي القادم لحجز بعض المقاعد بالبرلمان، نرى أن هناك من التفت إلى جيل الشباب والناشئة وهو يتعرض لأخطر مشروعين يتم طرحهما بالمنطقة، وهما غزو ثقافة جديد يتمثل في الألحاد والمثلية والشذوذ الجنسي، وكلاهما من رحم واحدة، فالمثلية تبحث عن معتقد وأيديولوجية لا تمانعها سلوكياتها التي تتعارض مع الفطرة السوية. أغلب الأفلام والبرامج والمسلسلات الغربية التي تبثها بعض الفضائيات تتحدث وبشكل صريح عن الألحاد والمثلية أو الشذوذ الجنسي، وتخاطب بشكل مباشر الشباب العربي المحصن من الداخل بقيم ومبادئ وأخلاق الفطرة الأولى، الفطرة التي فطر الله الإنسان عليها، لذا لابد من مواجهتها، وإفشال مخططها، حماية للأسرة والمجتمع من ذلك الخطر الداهم. فطرة البحرين جاءت للتحذير ولفت الأنظار، فالتهاون الأسري بلا شك سيجعل شرخًا كبيرًا بالمجتمع لا يمكن جبره أو ترميمه، فأولياء الأمور هم المسؤولين عن أولادهم، بنين وبنات، وفطرة الإنسان هو أن الولد يبقى ولد، والبنت تبقى بنت، ولكل منهما خصائصه ووظائفه، فالحملة تهدف لوقاية المجتمع من الإلحاد والمثلية الجنسية. قبل أشهر انطلقت بمصر حملة مشابهة تحت شعار (فطرة)، واتخذت اللونين الأزرق والزهري شعارًا لها لرفض المثلية الجنسية، وتهدف إلى التوعية ضد المثلية الجنسية، وهو الأمر الذي يؤكد على أن هناك حملات شرسة للترويج لهذه الثقافة والأفكار الخبيثة، وكلتا الحملتين (فطرة) و(فطرة البحرين) تتصدى اليوم لتلك المشاريع التي تشاهد في العالم الافتراضي!! جيل الأمس، أو جيل زمن الطيبين، ليس عليهم مخافة من تلك المشاريع، ولكن جيل الشباب والناشئة هم بحاجة لرعاية واهتمام، وبحاجة للتحذير والتنبيه من مخاطر تلك المشاريع، فمتى ما خرج صنف من الناس يحمل فكر الألحاد والمثلية الجنسية في المنطقة العربية فهو بداية الانهيار البشري، فلم يتبقَّ من فطرة البشرية الأولى سوى بعض المجتمعات المحافظة على القيم والمبادئ والأخلاق، ومن تلك المجتمعات هي التي نراها اليوم في المنطقة العربية، لذا وجب العمل الجماعي لرفض تلك السلوكيات والتصدي لكل من يحاول تعكير الأمن والاستقرار بالمجتمع.
مشاركة :